نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 161
شهر رمضان أعظم الأوقات التي تغفر فيها الذنوب ومن لم يغفر له في رمضان فقد رغم أنفه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر جعل له ثلاث عتبات فلما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم العتبة الأولى قال آمين، ثم صعد العتبة الثانية فقال آمين، حتى إذا صعد العتبة الثالثة فقال آمين، فقال المسلمون: رأيناك يارسول الله تقول: "آمين، آمين، آمين" ولا نرى أحدا فقال صلى الله عليه وسلم: إن جبريل -عليه السلام- صعد قبلي العتبة الأولى فقال: يامحمد، فقلت: لبيك وسعديك فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك أبويه، أوأحدهما، فلم يبرهما، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن ذكرتَ عنده، فلم يصلِّ عليكَ، فمات، فدخل النار، فأبعد الله، قل: آمين، فقلت: آمين" (الألباني في صحيحه).
رمضان شهر البر وصلة الأرحام ومن أعظم الصلات بر الوالدين والحنو عليهما وإكرامهما والدعاء لهما، فالصيام أعظم مدرسة للبر والصلة فهو حبل المودة وصلة الرحم من أكبر الأعمال الصالحة فهي تقي مصارع السوء وخزي الدنيا والآخرة؛ فرمضان شهر الرحمة، والرحمة فضل من الله عز وجل يضعه في قلب من يشاء والله رحمن رحيم يحب الرحماء؛ إنما يرحم الله من عباده الرحماء، وقد يفقد الإنسان الرحمة لكثرة الذنوب والمعاصي، قال تعالى على لسان بني إسرائيل: "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ". (سورة البقرة 74).
الرحمة مطلوبة من المسلم لأخيه المسلم ومن الأستاذ لتلاميذه قال تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران 159) ومن الإمام بالمأمومين فلا يشق عليهم ولا يدخل الضرر عليهم، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أمَّ منكم بالناس فليخفف فإن فيهم الكبير والمريض والصغير وذا الحاجة" (راوه البخاري).
رمضان هو موسم التوبة والمغفرة، وشهر السماح والعفو؛ فإن من أفضل مايعود على المسلم توبته وإنابته إلى ربه ومحاسبته لنفسه، والتوبة هي الرجوع من معصية الله إلى طاعته، لأنه سبحانه هو المعبود حقا، وحقيقة العبودية: هي التذلل والخضوع للمعبود محبة وتعظيما، والتوية واجبة من الفور لايجوز تأخيرها أو التسويف بها، قال تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53) وماجاء عنه صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبسط يده باليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس عن مغربها." (رواه مسلم) فكل ذنوب العام تمحى في رمضان إذا اجتنبت الكبائر.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " (رواه البخاري).
رمضان شهر الاعتكاف ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم" كان يعتكف العشر الآواخر من رمضان حتى توفاه الله" (رواه مسلم) وعنها أيضا قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" (رواه البخاري) وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعتكف في هذه العشر التي فيها ليلة القدر قطعا لأشغاله وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه، والاعتكاف يكون في المساجد، وخصوصا في شهر رمضان وفي العشر الآواخر منه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله، فالمعتكف يحبس نفسه على طاعة الله ويعكف بقلبه على ربه.
ويجوز للمرأة أن تعتكف مع زوجها أو وحدها؛ لقول عائشة رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده" (رواه البخاري).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 161