نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 162
قال الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله -: "وفيه دليل على جواز اعتكاف النساء، ولا شك أن ذلك مقيد بإذن أوليائهن لذلك، ومن أمن الفتنة والخلوة مع الرجال للأدلة الكثيرة في ذلك.
والقاعدة الفقهية: درء المفاسد مُقدم على جلب المنافع.
رمضان شهر القرآن، فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضون وقتهم في قراءة القرآن أفضل الذكر، فينبغي للصائم إذا صام أن يداوم على قراءة القرآن فقد كان الصحابة يحافظون على تلاوة القرآن في شهر رمضان وفي الصلاة وغيرها، وقد كان قتادة يختم في كل سبع دائما وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الآواخر كل ليلة، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة، فهذا هو حال الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم؛ فمن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل كثرة تلاوة القرآن واستماعه بتفكر وتدبر، قال خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنه لرجل: تقرب إلى الله تعالى مااستطعت واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.
وقد ورد في فضل القرآن ما تقر به النفوس وتهنأ به القلوب فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول ألم حرف ولكن أقول ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" (رواه الترمذي وصححه الألباني)، وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" (رواه الترمذي).
وعن أبي موس الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لايقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها حلو ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" (رواه البخاري).
وعن عبدالله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها " (رواه أبو داوود).
وأخرج مسلم عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" (رواه مسلم).
وقد كانت بيوت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة في رمضان يسمع فيها دوي كدوي النحل، وكانوا يرتلون القرآن الكريم ترتيلا يقفون عند عجائبه ويبكون من عظاته ويفرحون ببشارته.
في شهر رمضان يزداد الإيمان، ويعظم اليقين، ويشرق التوحيد لقرب العبد من ربه تبارك وتعالى؛ فالإيمان يزداد وينقص بحسب الأعمال، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، يزيد بالصلاة وينقص بالفساد، يزيد بالاستقامة وينقص بالانحراف، قال تعالى: "لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ " (الفتح 4).
· شهر رمضان يزيد من محبة الله تعالى؛ فالامتثال لأمر الله عز وجل بصيام هذا الشهر المبارك يزيد من محبة الله في قلب الصائم وأولياء الله عز وجل يحبون ربهم حبا عظيما قال تعالى: "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ " (المائدة 54).
· شهر رمضان مدرسة لتنظيم وقت المسلم، واستثمار هذا الوقت فيما يقرب من الله عزوجل، ومن أعظم ما ينظم الوقت ويرتب العمل الصلوات الخمس، قال تعالى:" إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" (النساء 103) فبعد صلاة الفجر زمن الحفظ، والتلاوة، والذكر، والتأمل، ومن ارتفاع الشمس إلى الظهر هو: وقت العمل، والكسب، وطلب العلم، والسعي في الأرض ... وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ". فكثير من الناس صحيح معافى وعمره يمر أمامه لايستفيد منه ولا يستثمره، قال عليه الصلاة والسلام: "لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ... وذكر عمره فيما أبلاه" (رواه الترمذي وصححه الألباني).
· رمضان شهر المحبة والتآخي بين المسلمين؛ وصَف الرسول صلى الله عليه المسلمين بأنهم كالجسد الواحد ولم يجمع شتاتهم إلا الإسلام، قال تعالى: "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (سورة الأنفال 63).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 162