نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 160
· أن الله تعالى اختصه بفريضة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال وأجلها فهو سبب لمغفرة الذنوب والآثام قال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" (رواه مسلم والبخاري) بمعنى أن ينوي بصيامه وجه الله ويحتسب الثواب لله. يقول شيخُنا ابن عثيمين رحمه الله شارحا هذه الجملة من الحديث: "اختصَّ لنفسه الصوم من بين سائرِ الأعمال، وذلك: لِشرفِهِ عنده، ومحبَّتهِ له، وظهور الإِخلاصِ له سبحانه فيه، لأنه سِرٌّ بَيْن العبدِ وربِّه لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله. فإِن الصائمَ يكون في الموضِعِ الخالي من الناس مُتمكِّناً منْ تناوُلِ ما حرَّم الله عليه بالصيام، فلا يتناولُهُ؛ لأنه يعلم أن له ربًّا يطَّلع عليه في خلوتِه، وقد حرَّم عَلَيْه ذلك، فيترُكُه لله خوفاً من عقابه، ورغبةً في ثوابه، فمن أجل ذلك شكر اللهُ له هذا الإِخلاصَ، واختصَّ صيامَه لنفْسِه من بين سَائِرِ أعمالِهِ ولهذا قال: "يَدعُ شهوتَه وطعامَه من أجْلي".
مضاعفة ثواب الأعمال الصالحة في رمضان، فتكون الأعمال مضاعفة أضعافا كثيرة، فلما كان الصيام في نفسه مضاعفًا أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال، كان صيام شهر رمضان مضاعفًا على سائر الصيام؛ لشرف زمانه فإن العمل يشرف ويزداد ثوابه لشرف الزمان أو المكان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم "أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فكان أجود بالخير من الريح المرسلة" يقول صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء " (رواه ابن خزيمة).
وفي الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" (رواه البخاري) معناه: أن الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة، بغير حصر عدد.
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في قوله: (وأَنَا أجْزي به): (فأضافَ الجزاءَ إلى نفسه الكريمةِ؛ لأنَّ الأعمالَ الصالحةَ يضاعفُ أجرها بالْعَدد، الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سَبْعِمائة ضعفٍ إلى أضعاف كثيرةٍ، أمَّا الصَّوم فإِنَّ اللهَ أضافَ الجزاءَ عليه إلى نفسه من غير اعتبَار عَددٍ وهُوَ سبحانه أكرَمُ الأكرمين وأجوَدُ الأجودين، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها. فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيمًا كثيرًا بِلا حساب.
الصدقة في رمضان، لما صح عنه صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة في رمضان" (رواه البخاري وابن خزيمه في صحيحه). فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم وكيف يتقبل فيه الله عز وجل الطاعات وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائما كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيئا" (رواه الألباني في صحيحه). وكل ماينفقه العبد في أكله وشربه وملبسه زائل إلا ماينفقه ابتغاء وجه الله، قال تعالى: "إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم". والصدقة تطفئ الخطايا التي هي حرارة في القلوب واشتعال في النفوس ولايطفئ هذه الحرارة والاشتعال إلا الصدقة قال صلى الله عليه وسلم: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" (صحيح ابن حبان). ولأن الصدقة في رمضان إعانة على أداء فريضة الصوم وفي أوقات الحاجات أفضل منها في غيرها لقوله تعالى: "أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ" (سورة البلد الأيه 14). والصدقة على ذي الرحم أفضل منها على غيرها، أما الدليل على أفضليتها في القرابة فقوله صلى الله عليه وسلم: "الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة، ثم الصدقة على الجار. لقوله صلى الله عليه وسلم: مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
أنه شهر الذكر والشكر؛ لأن الله تعالى ذكره في أثناء الكلام عن أحكام الصيام، قال تعالى: "وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة 185).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 160