نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 159
أنزلت الكتب السماوية في شهر رمضان، لما روي من حديث واثلة بن الأسقع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان". (رواه الإمام أحمد).
شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين، وتكثر فيه الأعمال الصالحة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين. (رواه مسلم والترمذي وابن ماجه).
ويقول عليه الصلاة والسلام: "جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله" (مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز).
· أن فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، ومن فضل الله تعالى أن جعل ليلة القدر إحدى ليالي العشر الآواخر فقد قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الآواخر من رمضان"، وهي ليلة عظيمة، وفرصة جليلة، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر يقول تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ." (سورة القدر 1 - 5).
وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم" (قال الألباني إسناده حسن رجاله ثقاة، الأحاديث الصحيحة للألباني).
وقد جاء في الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت: "يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" (رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني).
وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان متحريا فليتحرها ليلة سبع وعشرين أو قال تحروها ليلة سبع وعشرين يعني ليلة القدر" (سنن البيهقي).
وقد أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا بالعبادة في ليالي رمضان طمعا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة يوم الجمعة واسمه الأعظم في الأسماء وقيام الساعة ليجتهد الناس في الطاعات ويبتعدوا عن المعاصي.
أنه شهر إجابة الدعاء، وخاصة دعاء الصائم عند الإفطار، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في أثناء آيات الصيام: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة 186).
يقول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لاترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الله تعالى: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين " (الألباني، السلسلة الصحيحة).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره لدعوة لاترد" (رواه أحمد وابن ماجة).
أن شهر رمضان شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وهو ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة، وتجتمع أنواع الصبر هذه كلها في الصيام، فإن فيه صبرا على طاعة الله تعالى، وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبرا على مايحصل للصائم من الجوع والعطش وضعف النفس والبدن؛ والصيام صبر، وقد قال تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (سورة الزمر الآية 10).
وإذا أراد المسلم أن يستجاب لدعائه فليسلك الطرق الموصلة إلى الاستجابة، وليعمل الأسباب وليجتنب الموانع.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 159