responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1569
الحادي عشر: في تفضيل العلم وأهله أنه سبحانه نفي التسوية بين أهله وبين غيرهم كما نفى التسوية بين أصحاب الجنة وأصحاب النار فقال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كما قال تعالى لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة وهذا يدل على غاية فضلهم وشرفهم.

وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (من يردِ اللهُ به خيراً يفقهه في الدين) هذا حديثٌ عظيمٌ لو فقهه طالب العلم وتأمله ليل نهار لما نام ساعة في ليل أو نهار , إلا ما يحتاجُ إليه , و (إنما أنا قاسم والله يعطي) وحبذا لو رددها طالبُ العلم.
ودل الحديثُ أنَّ العلمَ لا يكون بالاكتسابِ فحسب , وهذا موجود عند كثير ٍ من طلبة العلم وهو خلل , فمن أساسات الطلب وجود المال والمكتبة والشيخ هذه كلها أسباب! حيئنذ نقول أنها أسباب , ومن عقيدة أهل السنة والجماعة التعامل مع الأسباب وقاعدتهم " الاعتماد على السببِ أو المسبب كوسيلة لا غاية " حينئذ إذا نظر طالب العلم للأسباب أنها غايات! أنا عندي حفظ عندي مال! وحعل قلبه مائلا ً ومتكئاً على هذه الأسباب , فعند أهل السنة والجماعة أنَّ الاعتماد على الأسباب " شرك "
العلم الشرعي روح ونور وهو علم الكتاب والسنة يكون شركا؟ العاميٌّ خيرٌ منه!
حينئذ يجعل طالبُ العلم أنَّ المعلِّم الحقيقي هو الله قال (وإنما أنا قاسم) في الأمور الظاهرة (واللهُ يعطي) يعني المعطي حقيقةً المعلم حقيقة ً هو الله , ويرزق الفقه من يشاء , ولذا يسأل العبد ربّه أن يعلمه ويفقهه في الدين , فإن أشكلت مسألة , فلا نقول " العلم صعب " أو الكتاب " صعب " أو شرح الشيخ " صعب ".
قلنا العلم تشترك فيه هدايتان:
1_ هداية الدلالة والإرشاد: وهي من المعلم
2_ هداية التوفيق: وهي من الله وهو الفهم والحفظ والبركة في الوقت والبركة في الفهم والبركة في المراجعات وقلوب المشايخ ِ وأهل ِ العلم , وعدم نسيان العلم! لا تأخذ هذه بالأسباب الظاهر إنما يكون تعلق طالب العلم بالله عزوجل!
فلذلك المنهجية الصحيحية (تحقيق الاستقامة ِ والإيمان ِ بالله عزوجل) ويظن بعض طلاب العلم (واتقوا الله ويعلمكم الله) أن العلم نال بالتوقى , إذن لا تتعاطى أسباب التقوى حتى تتعلم!؟ لا , التقوى أصل العلم , بل لا علمَ إلا بالتقوى , ثم كمال التقوى بكمال ِ العلم , ولا ينال طالبُ العلم ِ حظَّه حتى لو كان مبتدئا ً! إن لم يقرأ عن الوقت ِ والبركة والتقوى والإيمان! بل هي نقطة ُ الانطلاق ِ إن صحَّ التعبير! فكلما كمُل بالعلم ِ كمُل بالمحبة , وليس المراد أن لا ينظرَ في أسباب ِ محبة الله؟ لا يتعلم ولا ينتظر حتى ينتهي َ من البخاري ومسلم ثم ينظر فيما يتعلق بالتقوى والوقت.
إذا ً دل الحديثُ على قاعدة ٍ مهمة , وهي " أنَّ العلمَ لا يكونُ بالاكتسابِ فقط " فمنهُ صريحٌ ومنه يحتاجُ إلى استنْباطٍ.
وقال الله تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يرتَ الحكمة فقد أوتي خيرا) ثبت أن الحكمة –إيتاءٌ وعطاءٌ من الله -!
وروى ابن ُعبد البرِّ عن مالك رحمه الله أنه قال " الحكمة هي الفقهُ في دين ِ الله " وقال " الحكمة والعلمُ نوٌر يهدي الله به من يشاء وليس بكثرة المسائل " لا يعني قولنا أن هذا حجة لترك الحفظ والتفقه , إنما المرادُ في الحكم على الشخص , وفي حكمك على نفسك أولاً , جمعتَ ما جمعتَ من المسائل ,وحفظت ما حفظت من؟ أقوال ِ أهل العلم! هل جعلتَ علمك قربة إلى الله؟
انظرْ إلى نفسك هل عمِلْت أم لم تعمل , وقال كذلك " إن العلم ليس بكثرة الراوية ولكنه نور جعله الله في القلوب ".

قال ابنُ القيم –رحمه الله –في المفتاح!
وهذا يدل على أن من لم يفقهه في دينه لم يرد به خيرا كما أن من أراد به خير افقهه في دينه ومن فقهه في دينه فقد أراد به خيرا إذا أريد بالفقه العلم المستلزم للعمل واما أن أريد به مجرد العلم فلا يدل على أن من فقه في الدين فقد أريد به خيرا.
فهل المخاطب به مطلق الفقه؟ أو الفقه المطلق؟ -نحن نخاطب خاصةَ الخاصة -
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست