responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1570
إن قلت مطلق الفقه يصدقُ عليه لو حفظ َ حديثا ً واحدا ً وإن لم يعمل به! لا ليس المراد به إنما المراد من جمعَ بين الأمرين وهما العلمُ والعمل!! تفسير القرآن يكونُ حجةً لك وعليك! فدل الحديثُ بمنطوقِه على فضلِ العلم ِ وأهله ِ وبمفهومه أنه من لم يتفقه في الدين لم يرد ِ الله ُ به خيرا ً.

وكما قال الشوكاني-رحمه الله-
لا ينْكره إلا الأعاجم أي (في حجته)!

قال ابنُ حجر –رحمه الله-
وقد أخرج أبو يعلى حديث معاوية من وجه آخر ضعيف وزاد في آخره (ومن لم يتفقه في الدين لم يبال الله به) والمعنى صحيح لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيها ولا طالب فقه فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم.
فالعلمُ لا ينال ُ بالاكتسابِ فحسب! هي وسيلة فقط لا غاية! عندي مال عندي مكتبة! واتكلَ على هذه الأسباب فلن ينال العلم بتاتا ً!
ولا يقالٌ لرجل ٍ فقيه ٌ – وانتبه أننا في عصر إطلاقِ ِ الألقاب عالم إمام– إلا إذا عمِلَ بما علِم! أما من علم ولم يعمل , فمعرض للوعيد قال الله تعالى " أتأمرون الناس بالبرِّ وتنسونَ أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب " كبر مقتا ً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ".
إذا من لم يعمل بما علِم فهو ممقوتٌ! وفي الحديث " من يردِ الله به خيراً" ولا يجتمعُ الخير والمقت , فالمرادُ بالخيرِ من جمعَ بين َ العلم ِ والعمل.

قال الإمام ابن القيم –رحمه الله -!
الوجه الخمسون: ما رواه الترمذي من حديث ابي جعفر الرازي عن الربيع بن أنسٍ ((قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)) قال الترمذي هذا حديث حسن غريب , رواه بعضهم فلم يرفعه وإنما جعل طلب العلم من سبيل الله لأن به قوام الإسلام كما أن قوامه بالجهاد فقوام الدين بالعلم والجهاد.
ولهذا كان الجهاد نوعين 1_ جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كثير 2_ الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الخاصة من اتباع الرسل وهو جهاد الأئمة وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة أعدائه قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا)
فهذا جهاد لهم بالقرآن وهو أكبر الجهادين وهو جهاد المنافقين أيضا فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين بل كانوا معهم في الظاهر وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا فقد قال تعالى يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومعلوم أن جهاد المنافقين بالحجة والقرآن والمقصود أن سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ودعوة الخلق به إلى الله ولهذا قال معاذ رضي الله عنه عليكم بطلب العلم فإن تعلمه لله خشية ومدارسته عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد ولهذا قرن سبحانه بين الكتاب المنزل والحديد الناصر كما قال تعالى لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز فذكر الكتاب والحديد إذ بهما قوام الدين.
وقال صلى الله عليه وسلم: " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالِم ليستغفر له من في السموات، ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وأن العلماء ورثة الأنبياء، وأن للأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن اخذه أخذ بحظ وافر " [حديث صحيح رواه أبوداود 3641، والترمذي 2646، وابن ماجه 223، وغيرهم].
وقال علي رضي الله عنه: أقل الناس قيمة أقلهم علماً.
وقيل: العالم طبيب هذه الأمة، والدنيا داؤها، فإذا كان الطبيب يطلب الداء فمتى يبرئ غيره؟
وسُئل الشعبي ـ رحمه الله ـ عن مسألة، فقال: لا علم لي بها، فقيل له: ألا تستحي؟ فقال: ولم أستحي مما لم تستح الملائكة منه حين قالت: لا علم لنا.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: " فضل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم " [حديث صحيح رواه الترمذي 2682، 2685، وغيره].
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1570
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست