نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1538
حتى لا نخسر رمضان
ـ[احمد حنفى]ــــــــ[19 - 08 - 2010, 04:20 م]ـ حتى لا نخسر رمضان
الهدف من الخطبة
أن يعرف المسلمون أهمية وفضل رمضان، وأن يخرجوا من هذا الشهر الكريم من الفائزين.
عناصر الخطبة
أولاً: فضل شهر رمضان.
ثانيًا: حتى لا نخسر رمضان.
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، ونشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، فاللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. أما بعد:
فيا أيها الأخوة المؤمنون كم مرة مر فيها رمضان ولم نستثمره؟
كم مره أرسل الله إلينا موسم خير وفات دون الفوز به؟
كم مرة جاءت لنا دعوة إلى الجنة ولم نتقبلها كما ينبغى؟
هل يمكن أن يمر رمضان هذا العام علينا مثل الأعوام السابقة؟
أخى إن لم يغفر الله لك ذنبك فى رمضان فمتى يغفر؟
إن لم تتب فى رمضان فمتى تتوب؟
إن لم يكتب لك العتق من النار فى رمضان فمتى تعتق رقبتك؟
احذر أن تقع تحت قول النبى - صلى الله عليه وسلم:" خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له "، وويل ثم ويل لمن أدرك هذا الشهر الكريم ولم يغفر له. وقد روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه:" أحضروا المنبر فلما ارتقى درجة قال: آمين، فلما ارتقى الثانية قال: آمين، فلما ارتقى الثالثة قال: آمين، فلما نزل قلنا: يا رسول الله .. لقد سمعنا منك اليوم شيئًا ما كنا نسمعه؟ قال: إن جبريل عرض لى فقال: َبعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له قلت: آمين، فلما رقيت الثانية قال: َبعُد من ذكرتَ عنده فلم يصلى عليك، فقلت: آمين، فلما رقيت الثالثة قال: َبعُد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت: آمين " (رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبى).
فمن الذى يظن أنه سينجو من دعوة أعظم ملك يؤمِّن عليها أعظم نبى - صلى الله عليه وسلم - بل إنه - صلى الله عليه وسلم -
تولى مهمة الدعاء بنفسه فى موضع آخر فقال:" رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له " أى لصق أنفه فى التراب، كناية عن حصول غاية الذل والهوان؛ وذلك لأنه فرط فى حق نفسه حتى مضى الشهر ورحل وهو شهر واحد فى العام، فعليك أن تغتنم هذا الشهر حتى يرفعك الله ويعزك وإلا غرقت فى بحر الهوان.
أخى أترضى أن يدعو رسول الله عليك؟
أما تخشى إجابة دعوته وهى أكيدة؟ أما تخاف من نزول الهوان بك إن فرطت فى الغنيمة؟
يا من ضيع عمره فى غير طاعة. .
يا من فرط فى شهر الخير وأضاعه. .
يا من ليس له سوى التسويف والكسل بضاعة .. كل صوم لا يمنع من قول الزور والعمل به لا يورث صاحبه إلا مقتًا .. كل قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعدًا.
أخى الكريم ما الواجب علينا لكى لا نكون من الخائبين الخاسرين؟
إن من رحمة الله وفضله علينا أن جعل لنا فى هذه الحياة الدنيا محطات نتزود فيها بالإيمان والتقوى، ونمحوا ما عُلِّق بقلوبنا من آثار الذنوب والغفلة نلتقط فيها أنفاسنا، ونعيد ترتيب أوراقنا فنخرج منها بروح جديدة، وهمة عالية، وقوة نفسية
تعيننا على مواجهة الحياة، وتيسر لنا آداء المهمة التى من أجلها خلقنا الله - عز وجل:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا ليعبدون " [الذاريات: 65]، فإذا ما بحث الواحد منّا عن تلك المحطات وجدها كثيرة؛ فمنها اليومية كالصلوات الخمس، ومنها الأسبوعية كيوم الجمعة، ومنها السنوية كشهر رمضان، ومنها ما قد يكون مرة واحدة فى العمر كالحج والعمرة، والسعيد من رتب أوراقه، وهيأ نفسه للاستفادة من تلك الفرص قبل قدومه عليها، فلا يدعها تمر حتى يتزود منها بكل ما يحتاجه فى رحلته إلى الله - عز وجل - كما قال تعالى:" وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى? وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ " [البقرة: 197].
ومن أهم المحطات التى تمر على المسلمين مرة واحدة كل عام شهر رمضان، فها هى الأيام تمضى، وسوف يهل علينا الشهر الكريم بخيره وبركته، جعله الله موسمًا لاستباق الخيرات.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1538