responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1537
عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: ((يا معاذ والله إني لأحبك فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)). فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك والحمد لله رب العالمين.

====================

الخطبة الثانية

أيها الناس: استمعوا رعاكم الله إلى كلام من بارك الله في أعمارهم وأعمالهم، إلى من ذاقوا طعم المحبة ولذة العبودية، تأمل أخي الحبيب كلام من كانت ألسنتهم رطبة بذكر الله لسان حال أحدهم: كما قال القائل ولله دره:
والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرون بأنفاسي

ولا جلست إلى قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي

قال أبو بكر رضي الله عنه: (ذهب الذاكرون الله بالخير كله)، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: (لكل شيء جلاء. وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل)، قال ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما. فجلاؤه بالذكر. فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك صدئ، فإذا ذكره جلاه).

وصدأ القلب بأمرين، بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء.

قال ابن القيم رحمه الله: (الذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم)، وقال: (وأفضل الذكر وأنفعه، ما واطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده).

وقد ذكر رحمه الله في كتابه النافع المستطاب المسمى: (الوابل الصيب من الكلم الطيب) ذكر أن في الذكر أكثر من مائة فائدة، منها:

أنه يطرد الشيطان ويقمعه، وأنه يرضي الرحمان عز وجل، وأنه يزل الهم والغم عن القلب، وأنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.

أنه يقوي القلب والبدن [ويلاحظ أن كل ما يذكره من فوائد الذكر مدعوم بدليله من نصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة].

ومن فوائده أنه ينور الوجه والقلب، وأنه يجلب الرزق.

أنه يكسب الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة، وأنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة.

أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان. كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت.

ومن فوائده: أنه يورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله عز وجل وكذلك يورثه حياة القلب. وأنه يحط الخطايا ويذهبها وينجي من عذاب الله تعالى، وهو سبب تنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بحلقات الذكر.

وأنه أي الذكر مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه. وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمان عز وجل. والذكر غراس الجنة، والذاكرون هم السابقون يوم القيامة.

وفي الذكر وإدمانه اشتغال عن الكلام الباطل من الغيبة والنميمة واللغو ونحو ذلك من حيث إن اللسان لا يسكت البتة. وهو إما لسان ذاكر وإما لسان لاغ. ولا بد من أحدهما، والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.

أخي الحبيب: الذكر أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها. والتوفيق بيد الله.

قيل لابن عون رحمه الله: ألا تتكلم فتؤجر؟. فقال: أما يرضى المتكلم بالكفاف؟

وروى مسعر عن ابن عون قال: ذكر الناس داء، وذكر الله دواء.

قال الذهبي رحمه الله: إي والله، فالعجب منا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداء؟ قال الله تعالى: فَ?ذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152]. وَلَذِكْرُ ?للَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت:45]. وقال: ?لَّذِينَ ءامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ?للَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ?للَّهِ تَطْمَئِنُّ ?لْقُلُوبُ [الرعد:28]. ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله. ومن أدمن الدعاء ولا زم قرع الباب فتح له. وقد كان ابن عون قد أوتي حلماً وعلماً ونفساً زكية تعينه على التقوى فطوبى له. (انتهى كلامه رحمه الله).

وما دام الحديث عن الذكر وفضله فلا يفوتنا أن نذكر بهذا الفضل العظيم فعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه. فإن صلاتكم معروضة علي))، قال: فقالوا: يا رسول الله. وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: يقولون بليت. قال: ((إن الله تبارك وتعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء صلى الله عليهم)).

وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً)).

وعند النسائي من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات)).

===========

الخطيب: بندر بن خلف العتيبي
منقول عن موقع:
http://www.hadielislam.com/arabic/index.ph...le&id=30054

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست