responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1519
ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:26 م]ـ
[من معجزاتِ نبيِّنا محمَّد -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-]
قد وقع لرسولِ الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- ما هو أعظمُ؛ حيث أُتِي إليه بإناءٍ فيه ماء، فوضع يدَه فيه، فصار يفورُ مِن بين أصابعه كالعُيون؛ ووجهُ كونِه أعظمَ: أنه ليس مِن عادة الإناء أن يتفجَّر عيونًا بخلاف الحجارة؛ فقد قال الله -تعالى-: {وَإِنَّ مِنَ الحجارةِ لَما يتفجَّرُ منه الأنهارُ} [البقرة: 74]؛ ووجهٌ آخر: أنَّ الإناء منفصلٌ عن الأرض لا صلةَ له بها بخلافِ الحجارة. (1/ 208 - 209)

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:27 م]ـ
[إضافةُ الشَّيءِ إلى سببِه]
جوازُ إسنادِ الشَّيء إلى سببِه الحقيقيِّ الذي ثبتَ أنَّه سببٌ -شرعًا، أو حسًّا-.
مثال ذلك: لو أطعمتَ جائعًا يكاد يموتُ من الجوع؛ فإنَّه يجوز أن تقول: (لولا أنِّي أطعمتُه؛ لهلكَ)؛ لأنَّ الإطعامَ سببٌ لزوال الجوع، والهلاكُ معلومٌ بالحسِّ.
ومثال الشَّرعي: القراءة على المريض فيبرأ؛ فيقول: (لولا القراءةُ عليه؛ لم يبرأ).
أمَّا المحظور: فهو أن تُثبتَ سببًا غير ثابتٍ شرعًا، ولا حسًّا، أو تُقرن مشيئةَ الله بالسبب بحرفٍ يقتضي التَّسويةَ مع الله -عزَّ وجلَّ-.
مثال الأوَّل: أولئكَ الذين يُعلِّقون التَّمائمَ البدعيَّة، أو يلبسون حِلَقًا، أو خيوطًا؛ لدفع البلاء، أو رفعه -كما زعموا! -!
ومثال الثَّاني: ما جاء في الحديث: أنَّ النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال له رجلٌ: (ما شاء الله وشئتَ)؛ فقال له النَّبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «أجعلتَني للهِ نِدًّا؟ بل: ما شاء اللهُ وحده»؛ لأنَّك إذا قلتَ: (ما شاء الله وشئتَ) جعلت المخاطَب نِدًّا لله في المشيئة.
فإذا قال قائلٌ: أليس اللهُ قد ذمَّ قارونَ حينما قال: {إنَّما أُوتيتُه على عِلمٍ عندي} [القصص: 78]، فنسب حصولَ هذا المالِ إلى العلمِ، وهذا قد يكون صحيحًا؟
فالجواب: أن هذا الرَّجلَ أنكر أن يكون من الله ابتداءً! ومعلومٌ أن الإنسانَ إذا أضاف الشَّيءَ إلى سببِه دون أن يعتقدَ أن الله هو المسبِّب؛ فهو مُشركٌ.
وأيضًا: فإن قارون أراد بقوله هذا أن يدفع وجوبَ الإنفاقِ عليه مُبتغيًا بذلك الدَّار الآخرة.
والخلاصةُ: أن الحادثَ بسببٍ معلوم له صُوَر:
الصُّورة الأولى: أن يُضيفَه إلى الله وحده.
الثَّانيةُ: أن يضيفه إلى الله -تعالى- مقرونًا بسببه المعلوم؛ مثل أن يقول: (لولا أنَّ الله أنجاني بفلانٍ؛ لغرقت).
الثَّالثة: أن يُضيفه إلى السَّبب المعلوم -وحده-، مع اعتقاد أنَّ الله هو المسبِّب؛ ومنه قول النَّبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- في عمِّه أبي طالبٍ لَما ذكر عذابه: «لولا أنا؛ لكان في الدَّرْكِ الأسفلِ مِن النَّار».
الرَّابعة: أن يُضيفه إلى الله مقرونًا بالسَّبب المعلوم بـ (ثُم)، كقولِه: (لولا الله ثم فلان).
وهذه الأربعُ كلُّها جائزة.
الصُّورة الخامسة: أن يُضيفه إلى الله، وإلى السَّبب المعلوم مقرونًا بالواو؛ فهذا شرك؛ كقوله: (لولا الله وفلان).
الصُّورة السَّادسة: أن يُضيفه إلى الله، وإلى السَّبب المعلوم مقرونًا بالفاء؛ مثل: (لولا الله ففلان)؛ فهذا محل نظرٍ: يحتملُ الجوازَ، ويحتمل المنع.
الصُّورة السَّابعة: أن يُضيفه إلى سببٍ موهومٍ ليس بثابت شرعًا، ولا حسًّا، فهذا شركٌ -كما سبق-. (1/ 216 - 218)

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:27 م]ـ
[مُقاتلةُ اليهود للمُسلمين وسببُها]
أنَّ بني إسرائيلَ لا يقومون للمُسلمين لو حارَبوهم مِن قِبلِ الإسلام؛ لأنَّ ضَرْبَ الذِّلةِ بسببِ المعصية، فإذا حُورِبوا بالطَّاعة والإسلام؛ فلا شكَّ أنَّه سيكون الوبالُ عليهم؛ وقد قال اللهُ -تَعالَى: {لا يُقاتِلُونَكُمْ جَميعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} [الحشر: 14].
وما يُشاهَد -اليومَ- مِن مُقاتلةِ اليهود للعربِ؛ فإنَّما ذلك لِسبَبَين:
الأوَّل: قِلَّةُ الإخلاص للهِ -تَعالَى-؛ فإنَّ كثيرًا من الذين يُقاتِلون اليهودَ -أو أكثرَهم- لا يُقاتلونهم بِاسْمِ الإسلام وأن تكونَ كلمةُ الله هي العُليا؛ وإنَّما يقاتلونهم بِاسْمِ العُروبة؛ فهو قِتالٌ عَصبيٌّ قَبَليٌّ؛ ولذلك: لم يفلحِ العربُ في مواجهة اليهود!
والسَّببُ الثَّاني: كثرةُ المعاصي -مِن كبيرةٍ، وصغيرةٍ-، حتى إنَّ بعضَها ليؤدي إلى الكفر!!
وقد حصل للمُسلمين في أُحُدٍ ما حصل بِمعصيةٍ واحدةٍ، مع ما انضمَّ إليها من التَّنازُع والفشل؛ كما قال الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 152]. (1/ 219 - 220)

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:28 م]ـ
[الإخراجُ من الوطنِ]
الإخراجُ من الوطنِ شاقٌّ على النُّفوسِ؛ وربَّما يكون أشقَّ مِن القتل! (1/ 273)

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:28 م]ـ
[المواعظُ: كونيَّة وشرعيَّة]
المواعظُ قسمان: كونيَّة، وشرعيَّة.
فالموعظةُ هنا كونية قدرية؛ لأنَّ الله أحلَّ بهم العقوبةَ التي تكون نكالاً لما بين يديها، وما خلفها، وموعظةً للمُتَّقين، وأمَّا الشَّرعيَّة؛ فمثل قوله -تَعالى-: {يا أيُّها النَّاسُ قد جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ} [يونس: 57].
والمواعظُ الكونيَّة أشدُّ تأثيرًا لأصحاب القلوبِ القاسية، أمَّا المواعظ الشَّرعيَّةُ فهي أعظمُ تأثيرًا في قلوب العارِفين باللهِ اللِّينة قلوبهم؛ لأنَّ انتفاعَ المؤمن بالشَّرائع أعظمُ مِن انتفاعه بالمقدورات. (1/ 232)
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1519
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست