responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1518
ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:24 م]ـ
[الصَّبرُ على المشاقِّ لنيلِ المَطالبِ]
الإنسانُ إذا صبرَ؛ أدرك مَنالَه، وإذا ملَّ؛ كسل وفاته خيرٌ كثير، ولهذا قال النَّبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «احرِصْ على ما ينفعُك، واستعِنْ باللهِ، ولا تعجز».
وكثيرٌ مِن النَّاسِ يرى أنَّ بداءتَه بهذا العملِ مفيدةٌ له، فيبدأ، ثم لا يحصل له مقصودُه بسرعةٍ؛ فيعجز ويكلُّ؛ إذًا: ضاع عليهِ وقتُه الأوَّل، وربما يكونُ زمنًا كثيرًا، ولا يأمن أنَّه إذا عدل عن الأوَّل ثم شرع في ثانٍ أن يُصيبَه مثلُ ما أصابهُ أوَّلًا، ويتركه! ثم تمضي عليه حياتُه بلا فائدةٍ!!
لكن: إذا صبر مع كَونِه يعرفُ أنَّه ليس بينه وبين مُرادِه إلا امتدادُ الأيَّام -فقط-، وليس هناك موجبٌ لقطعِه؛ فليصبِر.
لنفرض أن إنسانًا من طلبة العلم همَّ أن يحفظ «بلوغَ المرام»، وشرعَ فيه، واستمرَّ، حتى حفظ نصفَه، لكن لحقَه المللُ؛ فعجز وترك! فالمدَّة التي مضت خسارةٌ عليه إلا ما يبقى في ذاكرتِه مما حفظ -فقط-؛ لكن لو استمرَّ وأكمل؛ حصل المقصودُ.
وعلى هذا فقِسْ! (1/ 163)

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:24 م]ـ
[كرامةُ الوليِّ آيةٌ لنبيِّه المُتَّبَع]
ذكر ابنُ كثيرٍ -رحمهُ اللهُ-في «البداية والنِّهاية» -: أنَّه ما مِن آيةٍ سبقت لرسولٍ إلا لرسولِنا -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- مثلُها؛ إمَّا له -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- هو بنفسِه، أو لأمَّته.
ومعلومٌ أنَّ الكراماتِ التي تقعُ لِمُتَّبِع الرَّسول هي -في الحقيقةِ- آياتٌ له؛ لأنَّها تصديقٌ لطريقِ هذا الوليِّ المتَّبِع للرَّسول؛ فتكونُ آيةً على صِدق الرَّسول، وصحَّة الشَّريعة.
ولهذا: مِن القواعد المعروفة أنَّ كلَّ كرامةٍ لوليٍّ؛ فهي آيةٌ لذلك النَّبيِّ المتَّبَع.
وذكر ابنُ كثير -رحمهُ اللهُ-في «البداية والنِّهاية» - على ذلك أمثلةً، ومنها: أنَّ من الصَّحابةِ مَن مشَوا على الماء، وهو أبلغ مِن فَلْقِ البحر لبني إسرائيل ومشيِهم على الأرضِ اليابسة. (1/ 179)

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:24 م]ـ
[الامتِناعُ مِن الأكلِ مِن الطَّيِّبات مَذمومٌ إلا لأسبابٍ شرعيَّةٍ]
الإنسانُ إذا أنعمَ اللهُ عليه بنعمةٍ؛ فينبغي أن يتبسَّط بها، ولا يحرمَ نفسَه منها؛ لقولِه -تَعالَى-: {كُلوا مِنْ طيِّباتِ ما رزقناكُمْ}، فإنَّ الإنسانَ لا ينبغي أن يتعفَّف عن الشيءِ المُباح.
ولهذا قال شيخُ الإسلامِ -رحمهُ اللهُ-: «مَن امتنع مِن أكلِ الطيِّباتِ لغيرِ سببٍ شرعيٍّ؛ فهو مذمومٌ».
وهذا صحيح؛ لأنَّه تركَ ما أباح اللهُ له، وكأنَّه يقولُ إنَّه لا يريد أن يكونَ للهِ عليه مِنَّة!
فالإنسانُ لا ينبغي أن يمتنعَ عن الطيِّباتِ إلا لسببٍ شرعيٍّ.
والسَّبب الشَّرعيُّ: قد يكون لسببٍ يتعلَّق ببدنِه، وقد يكونُ لسببٍ يتعلَّقُ بِدينِه، وقد يكونُ لسببٍ يتعلَّق بغيرِه.
فقد يمتنعُ عن اللحمِ؛ لأنَّ بدنَه لا يقبَله؛ فيكون تركُه له مِن باب الحِمية.
وقد يترك اللحمَ؛ لأنَّه يخشى أن تتسلَّى به نفسُه حتى يكونَ همُّه أن يُذهبَ طيِّباتِه في حياتِه الدُّنيا.
وقد يتركُ الإنسانُ الطَّيِّبَ من الرِّزقِ؛ مُراعاةً لغيرِه؛ مثل ما يُذكر عن عمرَ -رضي اللهُ عنهُ- في عامِ الرَّمادةِ -عام الجدب المشهور-: أنَّه كان لا يأكل إلا الخبزَ والزَّيت؛ حتى اسودَّ جلدُه، ويقول: (بئس الوالي أنا إن شبعتُ والنَّاسُ جِياعٌ)!؛ فيكون تركُه لذلك مُراعاةً لغيرِه.
إذًا: مَن امتنع مِن الطيِّبات لسببٍ شرعيٍّ؛ فليس بمذمومٍ. (1/ 197)

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:25 م]ـ
[الخبيث نوعان]
الخبيثُ نوعانِ: خبيثٌ لذاتِه، وخبيثٌ لكسبِه.
فالخبيثُ لذاتِه: كالمَيتةِ والخنزير والخمرِ وما أشبهها، كما قال اللهُ -تَعالى-: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} [الأنعام: 145]؛ أي: نجس خبيث، وهذا محرَّم لذاتِه، محرَّم على جميع النَّاس.
وأمَّا الخبيثُ لِكسبِه: فمثل المأخوذِ عن طريق الغشِّ، أو عن طريقِ الرِّبا، أو عن طريقِ الكذب وما أشبه ذلك، وهذا محرَّم على مُكتسِبه، وليس محرَّمًا على غيرِه إذا اكتسبَه منه بطريقٍ مُباحٍ.
ويدلُّ لذلك: أنَّ النبيَّ -صلى اللهُ عليه وسلَّم- كان يُعاملُ اليهودَ مع أنَّهم كانوا يأكلون السُّحتَ، ويأخذون الرِّبا؛ فدلَّ على أنَّه لا يحرمُ على غير الكاسِب. (1/ 198)

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2012, 01:25 م]ـ
[أربعُ آياتٍ في العصا]
وهذه (العصا) كان فيها أربعُ آياتٍ عظيمة:
أوَّلًا: أنَّه يُلقيها فتكون حيَّة تسعى، ثم يأخذها، فتعود عصا.
ثانيًا: أنَّه يضربُ بها الحجرَ، فينفجر عيونًا.
ثالثًا: أنَّه ضرب بها البحرَ فانفلقَ، فكان كلُّ فرقٍ كالطَّود العظيم.
رابعًا: أنَّه ألقاها حين اجتمع إليه السَّحرةُ وألقَوا حبالَهم وعِصيَّهم، فألقاها؛ فإذا هي تلقَفُ ما يأفِكون. (1/ 206)
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست