نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1515
الدليل الثالث: قوله -تعالى-: ?الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ?: الشَّجر الأخضر فيه البرودة وفيه الرُّطوبة؛ والنَّار فيها الحرارة واليبوسة؛ هذه النَّار الحارة اليابسة تَخرج من شجر بارد رطب! وكان النَّاس -فيما سبق- يضربون أغصانًا من أشجار معيَّنة بالزند؛ فإذا ضربوها انقدحت النَّار، ويكون عندهم شيءٌ قابل للاشتِعال بسرعة؛ ولهذا قال -تعالى-: ?َإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ? تحقيقًا لذلك.
ووجه الدلالة: أن القادر على إخراج النَّار الحارة اليابسة من الشجر الأخضر -مع ما بينهما مِن تضادٍّ- قادر على إحياء العظام وهي رميم.
الدليل الرَّابع: قوله -تعالى-: ?أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى?.
ووجه الدلالة: أن خلْق السموات والأرض أكبر من خلق الناس؛ والقادر على الأكبر قادر على ما دونه.
الدليل الخامس: قوله -تعالى-: ?وَهُوَ الخَلَّاقُ الْعَلِيمُ?؛ فـ ?الخَلَّاقُ? صِفته ووصفه الدَّائم؛ وإذا كان خلَّاقًا، ووصفه الدَّائم هو الخَلْق؛ فلن يَعجز عن إحياء العظام وهي رميم.
الدليل السادس: قوله -تعالى-: ?إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ?؛ إذا أراد شيئًا -مهما كان-؛ و?شَيْئًا?: نكرة في سياق الشَّرط، فتكون للعُموم؛ ?أَمْرُهُ? أي شأنُه في ذلك أن يقولَ له كن فيكون؛ أو ?أَمْرُهُ? الذي هو واحد «أوامِر»؛ ويكون المعنى: إنما أمره أن يقول: ?كُنْ?؛ فيُعيده مرَّة أخرى.
ووجه الدلالة: أن الله -سُبحانه وتعالى- لا يستعصي عليه شيء أراده.
الدليل السابع: قوله -تعالى-: ?سُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ?؛ كل شيء فهو مملوك لله -عزَّ وجلَّ-: الموجود يُعدمه؛ والمعدوم يوجده؛ لأنه ربُّ كل شيء.
ووجه الدلالة: أن الله -سُبحانه وتعالى- نزَّه نفسه؛ وهذا يشمل تنزيهَه عن العجز عن إحياء العظام وهي رميم.
الدليل الثامن: قوله -تعالى-: ?وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ?.
ووجه الدلالة: أنه ليس مِن الحكمة أن يخلق الله هذه الخليقة، ويأمرها، وينهاها، ويرسل إليها الرُّسل، ويحصل ما يحصل من القتال بين المؤمن والكافر، ثم يكون الأمر هكذا يذهب سدًى! بل لا بُد من الرجوع؛ وهذا دليل عقلي.
فهذه ثمانية أدلة على قدرة الله على إحياء العظام وهي رميم جمعها الله -عزَّ وجلَّ- في موضع واحدٍ.
وهناك أدلة أخرى في مواضع كثيرة في القرآن؛ وكذلك في السُّنَّة. (1/ 106 - 108)
ـ[أم محمد]ــــــــ[25 - 11 - 2010, 11:09 م]ـ
[الرَّد على مَن يقول بأن الملائكة لا عقولَ لهم]
الملائكة ذوو عقول؛ ووجهه: أن الله -تعالى- وجَّه إليهم الخطاب، وأجابوا؛ ولا يُمكن أن يوجِّه الخطاب إلا إلى مَن يعقله؛ ولا يمكن أن يُجيبَه إلا مَن يعقل الكلامَ، والجوابَ عليه.
وإنَّما نبَّهْنا على ذلك؛ لأن بعض أهل الزَّيغ قالوا: إن الملائكة ليسوا عقلاء!! (1/ 116)
ـ[أم محمد]ــــــــ[28 - 11 - 2010, 02:23 م]ـ
[الرد على منكري أفعال الله -عزَّ وجلَّ-]
إثبات الأفعال لله -عزَّ وجلَّ- أي أنه -تعالى- يفعل ما شاء متى شاء كيف شاء؛ ومِن أهل البدع مَن ينكر ذلك زعمًا منه أن الأفعال حوادث؛ والحوادث لا تقوم إلا بحادِث؛ فلا يجيء، ولا يستوي على العرش، ولا ينْزل، ولا يتكلَّم، ولا يضحك، ولا يفرح، ولا يعجب!!
وهذه دعوى فاسدة من وجوه:
الأول: أنها في مقابلة نص؛ وما كان في مقابلة نص؛ فهو مردود على صاحبه.
الثاني: أنها دعوى غير مسلَّمة؛ فإن الحوادث قد تقوم بالأوَّل الذي ليس قبله شيء.
الثالث: أن كونه -تعالى- فعالاً لما يريد مِن كماله، وتمام صفاته؛ لأنَّ من لا يفعل إمَّا أن يكون غير عالم، ولا مريد؛ وإما أن يكون عاجزًا؛ وكلاهما وصفان ممتنعان عن الله -سُبحانه وتعالى-.
فتَعَجَّبْ كيف أُتي هؤلاء من حيث ظنوا أنه تنزيه لله عن النقص؛ وهو في الحقيقة غاية النقص!! فاحمد ربك على العافية، واسأله أن يعافي هؤلاء مما ابتلاهم به من سَفه في العقول، وتحريف للمنقول. (1/ 116 - 117)
ـ[أم محمد]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 01:10 م]ـ
[حُكم وصفِ الإنسان نفسَه بالخَير]
وصفُ الإنسان نفسَه بما فيه مِن الخير؛ لا بأس به إذا كان المقصود مجرَّد الخبر -دون الفخر-؛ لقولهم: ?وَنَحْنُ نُسبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ?؛ ويؤيِّد ذلك قولُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «أنا سيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ». وأمَّا إذا كان المقصود الفَخر، وتَزكية النَّفس بهذا؛ فلا يجوز؛ لقوله تعالى: ?فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُم هُوَ أعلَمُ بِمَنِ اتَّقَى? [النجم: 32]. (1/ 117 - 118)
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1515