نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1512
تحقيق ما وعد الله به من الدِّفاع عن المؤمنين، كما قال تعالى: ?إنَّ اللهَ يُدافِعُ عن الَّذينَ آمَنُوا? [الحج: 38]؛ فإذا ذموا بالقول دافع الله عنهم بالقول؛ فهؤلاء قالوا: ?أَنُؤمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ?، والله -عزَّ وجلَّ- هو الذي جادَل عن المؤمنين، فقال: ?أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ?يعني هم السُّفهاء لا أنتم؛ فهذا مِن تحقيق دفاع الله -تَعالى- عن المؤمنين؛ أمَّا دفاعه عن المؤمنين إذا اعتُدي عليهم بالفعل؛ فاستمع إلى قول الله -تَعالى-: ?إِذْ يُوحِي ربُّكَ إِلى الملائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي في قُلوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوقَ الأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ? [الأنفال: 12]: هذه مُدافعة فِعليَّة، حيث تنزل جنود الله -تَعالى- من السَّماء لتقتل أعداءَ المؤمنين؛ فهذا تحقيق لقولِ الله -تَعالى-: ?إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عنِ الَّذِينَ آمَنُوا? [الحج: 38].
ولكن الحقيقة أنَّ هذا الوعدَ العظيم مِن القادر -جلَّ وعلا- الصَّادق في وعده يحتاج إلى إيمانٍ حتى نؤمن بالله -عزَّ وجلَّ-، ولا نخشى أحدًا سواه، فإذا ضعف الإيمان؛ أصبحنا نخشى النَّاس كخشية الله، أو أشد خشية؛ لأننا إذا كنا نراعيهم دون أوامر الله فسنخشاهم أشد من خشية الله -عزّ وجلّ-؛ وإلا لكُنا ننفذ أمر الله -عزّ وجلّ، ولا نخشى إلا الله -سبحانه وتعالى-.
فنحن لو آمنا حقيقة الإيمان بهذا الوعد الصَّادق الذي لا يُخلَف؛ لكنَّا منصورين في كل حال؛ لكن الإيمان ضعيف؛ ولهذا صِرنا نخشى النَّاس أكثر مما نخشى الله -عزَّ وجلَّ-؛ وهذه هي المصيبة، والطَّامة العظيمة التي أصابت المسلمين اليوم.
ولذلك تجد كثيرًا من ولاة المسلمين -مع الأسف- لا يهتمُّون بأمر الله، ولا بشريعة الله؛ لكن يهتمون بمراعاة فلان، وفلان؛ أو الدَّولة الفلانية، والفلانية، ولو على حساب الشريعة الإسلامية التي مَن تمسك بها فهو المنصور، ومَن خالفها فهو المخذول؛ وهم لا يعرفون أنَّ هذا هو الذي يُبعدهم مِن نصر الله؛ فبدلاً مِن أن يكونوا عبيدًا لله أعزة صاروا عبيدًا للمخلوقين أذلة؛ لأن الأمم الكافرة الكبرى لا ترحم أحدًا في سبيل مصلحتها؛ لكن لو أننا ضرَبنا بذلك عُرض الحائط، وقلنا: لا نريد إلا رضا الله، ونريد أن نطبق شريعة الله -سبحانه وتعالى- على أنفسنا، وعلى أمَّتنا؛ لكانت تلك الأمم العظمى تهابنا.
ولهذا يقال: مَن خاف الله خافَه كل شيء، ومَن خاف غير الله خاف مِن كل شيء. (1/ 51 - 52)
ـ[أم محمد]ــــــــ[16 - 10 - 2010, 07:48 ص]ـ
[الكلب الأسود شيطان]
(الشَّيطان): كل مارِدٍ؛ أي: كل عاتٍ من الجن أو الإنس أو غيرهما؛ شيطان.
وقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- الكلبَ الأسودَ بأنه شيطان، وليس معناه (شيطان الإنس)؛ بل معناه: الشيطان مِن جِنسه؛ لأن أعتى الكِلاب وأشدها قُبحًا؛ هي الكلابُ السُّود؛ فلذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «الكلبُ الأسوَد شيطان».
ويُقال للرجل العاتي: (هذا شيطان بني فلان)؛ أي: مَريدهم وعاتيهم. (1/ 53)
ـ[أم محمد]ــــــــ[16 - 10 - 2010, 07:49 ص]ـ
[الجنَّة التي أُخرِج منها أبونا آدمُ -عليه الصلاةُ والسلام-]
وهل المراد بـ ?الجَنَّة? جنَّة الخُلد؛ أم هي جنَّة سوى جنَّة الخُلد؟
الجواب: ظاهرُ الكتاب والسُّنَّة أنها جنَّة الخُلد، وليست سواها؛ لأنَّ «أل» -هُنا- للعهد الذِّهني.
فإن قيل: كيف يكون القول الصَّحيح أنها جنَّة الخُلد مع أن مَن دخلها لا يخرج منها، وهذه أُخرج منها آدم؟
فالجواب: أنَّ مَن دخل جنَّة الخُلد لا يخرج منها (بعد البعث).
وفي هذا يقول ابنُ القيِّم في الميميَّة المشهورة:
فحيَّ على جنَّاتِ عَدْنٍ فإنَّها ** منازِلُكَ الأُولى وفيها المُخيَّمُ
قال: «مَنازلُكَ الأولى»؛ لأن أبانا آدم نزلها. (1/ 128)
ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 10 - 2010, 02:11 م]ـ
[هل «المُنتقم» مِن جِنس الماكِر، والمُستهزئ؟]
هل «المُنتقم» مِن جنس الماكِر، والمستهزِئ؟
الجواب: مسألة «المُنتقِم» اختلف فيها العلماء.
منهم مَن يقول: إن الله لا يوصَف به على سبيل الإفراد؛ وإنما يوصَف به إذا اقترن بـ «العفوّ»؛ فيقال: «العفوُّ المنتقِم»؛ لأنَّ «المنتقمَ» على سبيل الإطلاق ليس صفةَ مدح إلا إذا قُرِن بـ «العفُو».
ومثله -أيضًا- «المُذِل»: قالوا: لا يوصف الله -سبحانه وتعالى- به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن بـ «المُعِز»؛ فيقال: «المعزُّ المُذل».
ومثله -أيضًا- «الضَّار»: قالوا: لا يوصف الله -سبحانه وتعالى- به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن بـ «النَّافع»؛ فيقال: «النَّافع الضَّار»؛ ويُسمُّون هذه: (الأسماء المزدوجة).
ويرى بعض العلماء أنه لا يوصَف به على وجه الإطلاق -ولو مقرونًا بما يقابله-؛ أي: إنك لا تقول: «العفو المنتقِم»؛ لأنه لم يَرِد مِن أوصاف الله -سُبحانه وتعالى- «المنتقِم»؛ وليست صفة كمال بذاتِها إلا إذا كانت مقيَّدة بمَن يستحق الانتقام؛ ولهذا يقول -عزَّ وجلَّ-: ?إنَّا مِن المُجرِمينَ مُنتَقِمُون? [السجدة: 22]، وقال -عزَّ وجلَّ-: ?وَاللهُ عَزيزٌ ذُو انتِقامٍ? [آل عمران: 4].
وهذا هو الذي يُرجِّحه شيخُ الإسلام ابن تيميَّة.
والحديث الذي ورد في سرد أسماء الله الحسنى، وذُكر فيه «المنتقم» غير صحيح؛ بل هو مدرَج؛ لأن هذا الحديث فيه أشياء لم تَصح من أسماء الله؛ وحذف منها أشياء هي من أسماء الله؛ مما يدل على أنه ليس مِن كلام الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-. (1/ 56)
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1512