responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1504
فزاد هذا الظالم المُبير، وهذا النَّاعق الكبير سُوءًا على سوء؛ بأن فَضَح نفسَه -أكثرَ وأكثر- مع أن هذا معروفٌ، لكنَّهم كانوا يتسلَّلون لِواذًا وراء التَّقِيَّة، حتى شعروا أنهم -في هذا الزَّمان- على شيءٍ مِن القوة، وعلى شيءٍ من الإعلامِ، وعلى شيءٍ من المَنَعة؛ وكلُّ ذلك لا وَزن له عندَ الله، وكلُّ ذلك لا قِيام له في مِيزانِ الله، والحقُّ أحقُّ بالقَبول، وإن كان للباطلِ جولةٌ؛ فلِلحقِّ جولات، وإن كان للباطلِ دولةٌ؛ فلِلحقِّ دُوَل.
كذلك -أيضًا- مما يجبُ أن يُعلم: أن أمَّ المؤمنين عائشةَ -رضِيَ اللهُ-تَعالى-عَنْها- كانت أحبَّ نِساءِ رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليه، وهذا معروف -كما في "الصَّحيحَين"-؛ لكني أردتُ ذِكرَه لِكلمةٍ قالها الإمامُ الذَّهبيُّ -تعقيبًا على هذا الحديثِ المَرويِّ في "الصَّحيحَين"-: أنه سُئل النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-والسَّائل كان عمرَو بن العاص-رَضِيَ اللهُ عنْهُ-، قال: يا رسولَ الله! أيُّ النَّاس أحبُّ إليك؟ فقال: "عائشة". . هكذا بالعُموم -صلواتُ الله وسلامُه عليه، ورضِيَ اللهُ-تَعالَى-عَنْها وأرضاها-، فقال عمرُو بن العاص: ومِن الرِّجال؟ قال: "أَبُوها" أبو بكر الصِّديق-رَضِيَ اللهُ عنْهُ-؛ لذلك اختار النبيُّ -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أن يَخلفَه في الصلاة -في آخرِ أيَّامه؛ بل ساعاتِه ولحظاتِه- أبا بكرٍ، واختار أن يُمَرَّض -في لحظة وفاتِه- بَيتَ ابنةِ أبي بكرٍ عائشةَ -مع وجود نسائِه الأُخريات-رضيَ اللهُ-تعالى-عنهنَّ جميعًا-.

وما ذلك إلا تحقيقًا لمعنى هذِه المحبةِ الشَّرعيَّة الَّتي لا يَنطقُ فيها رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الهوى، إنْ هو إلا وَحيٌ يُوحَى.

فكان أبو بكرٍ خليفةَ المُسلمين، وكانت عائشةُ أمَّ المؤمِنين، الطَّاهرةَ المطهَّرة، الطَّيِّبةَ المُطيَّبة، الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق -رضِيَ اللهُ-تَعالى-عَنْها وأرضَاها-.

والذَّهبي -رَحمهُ اللهُ- قال تلكُم الكلمةَ الذَّهبيَّة التي اشتُقَّ لها هذا الوَصفُ مِن نِسبتِه -رحمهُ اللهُ-؛ لما فيها مِن علوِّ بيانٍ، ومِن قمَّة حقٍّ؛ قال: (وهذا خبرٌ ثابتٌ رغمَ أُنوف الرَّوافضِ).

والحديث في "الصَّحيحَين"؛ لكنَّ الرَّوافض لا يَرفعون للصَّحيحين رأسًا؛ بل لا يَرفعون للصَّحابة -أساسًا- رأسًا! وهذا منهم -في حقيقةِ أمرِه- هدمٌ لسُنَّةِ النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

قال: (وهذا خبرٌ ثابتٌ رغمَ أُنوف الرَّوافضِ، وما كان -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- لِيُحبَّ إلا طيِّبًا، وقد قال: "لو كُنتُ متَّخذًا خليلًا مِن هذه الأمَّة؛ لاتَّخذتُ أبا بكرٍ خليلًا، ولكنْ أُخوَّة الإسلام أفضل") وهذا الحديث -أيضًا- في "الصحيحين".

ثمَّ قال: (فأحَبَّ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفضلَ رجلٍ مِن أمَّته، وأفضَلَ امرأةٍ مِن أمَّتِه، فمَن أبغَضَ حبيبَيْ رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فهو حَرِيٌّ أن يكون بغيضًا إلى الله ورسولِه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

هذه شذراتٌ مُهمَّات أسوقها بين يدي ما أريدُ ذِكرَه مِن مُهمَّاتٍ أُخرى، ومِن كُليَّاتٍ تَزيدنا -كما قُلتُ- تَثبيتًا وتَوكيدًا على هذه العقيدة الحقَّة الرَّاسخة الراسيَة التي لن تُزلزلَها الشُّبهاتُ، ولن تُحرِّكها الكلماتُ المُضِلات -ولو كان بعضُ هؤلاء المُبطِلين لبِعضهم ظهيرًا-.

فلنسمعْ ماذا يقولُ الإمامُ أبو جعفرٍ الطَّحاويُّ -رَحمهُ اللهُ-تعالى- في عقيدتِه المشهورة التي قالَ فيها بهاءُ الدِّين السُّبْكيُّ: (هذه عقيدةٌ اتَّفقت عليها المذاهبُ الأربعة الإسلاميَّة). .
ماذا يقول الإمامُ أبو جعفرٍ الطَّحاويُّ؟

يقول -عندما ذَكر الصَّحابةَ-:

(وَحبُّهم دِينٌ وإيمانٌ وإِحسانٌ، وبُغضُهم كُفرٌ ونِفاق وطغيانٌ)؛ هؤلاء هم الصَّحابة -عُمومًا-.

أمَّا خاصة أهل بيتِه؛ فاسمعوا ماذا يقول عنهم أبو جعفرٍ الطَّحاويُّ -نفسُه-؛ يقول:
(ومَن أحسنَ القولَ في أصحابِ الرَّسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأزواجِه الطَّاهرات مِن كلِّ دنَس، وذُرِّيَّاته المقدَّسين مِن كل رَجَس؛ فقد بَرِئَ مِن النِّفاق).

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1504
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست