نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1475
- لا يُقال: (حُكم الإسلام في كذا) إلا في أمر صريح؛ كأن يقال: (حكم الإسلام في أكل الميتة: أنه حرام).
الفائدة الثانية والتسعون
القسَم: هو الحلف، وله عدة أسماء:
1 - حلف. 2 - قَسَم. 3 - يمين. 4 - أليَّة.
وكلها بمعنى واحد.
الإقسام على الله معناه: أن تحلف على الله أن يفعل، أو تحلف على الله أن لا يفعل. مثل: والله؛ لا يفعل الله كذا. ومثل: والله؛ ليفعلنَّ الله كذا.
القسَم على الله ثلاثة أقسام:
1 - أن تُقسم على ما أخبر اللهُ أو رسولُه مِن نفي أو إثبات. وغايته: أنه يدل على يقينك بما أخبر الله ورسولُه -صلى الله عليه وسلم. مثل: والله؛ ليشفعنَّ محمد -صلى الله عليه وسلم- في الخلق يوم القيامة. والله؛ لا يغفر الله لمن أشرك به.
وحُكمه: جائز.
2 - أن يُقسم الإنسان على ربه؛ لقوة الرجاء وحسن الظن به.
وحُكمه: جائز؛ لإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- في قصة الرُّبيِّع بنت النضر عندما كَسرت ثنية جارية من الأنصار، فاحتكموا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقضى -صلى الله عليه وسلم- بالقصاص؛ بكسر ثنية الرُّبيِّع. فعرضوا عليهم الصلح؛ فأبوا إلا القصاص! فقام أنس بن النضر، وقال: والله؛ لا تُكسر ثنية الرُّبيِّع؛ فعفوا! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ مِن عباد الله مَن لو أقسم على اللهِ؛ لأبرَّه ".
3 - أن يكون الحامل له الإعجاب بالنفس، وسوء الظن بالله -سبحانه-.
مثل: قول الرجل في الحديث: " والله؛ لا يغفر الله لفلان ".
وحُكمه: حرام، ووشيك أن يحبط الله عمل هذا المقسِم.
فعلى الإنسان أن لا يدلي بعمَلِه على الله، فلو عمِل ما عمل؛ ما أدى شُكر الله على نِعمِه، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن؛ فالأمر إلى الله وحده -سبحانه-.
الفائدة الثالثة والتسعون
تشفَّع بالشيء: جعله شافعًا له.
والشفاعة: التوسط للغير بجلب منفعةٍ، أو دفع مضرة.
قوله في الحديث: " فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله " أي: نجعل الله واسطة بيننا وبينك؛ لتدعوَ لنا.
والحديث ضعيف؛ لكن معناه صحيح.
الاستشفاع بالله على خلقه حرام؛ لأنه يستلزم تنقص الله -تعالى- حيث جعلته أدنى مرتبة من خلقه.
وأما الاستشفاع بالخلق على الله؛ فجائز -كما سبق في باب الشفاعة-.
إشكال: ورد حديث: " مَن سألكم بالله؛ فأعطوه "، وهنا منع الاستشفاع بالله؟
الجواب: أن السؤال بالله لا يقتضي أن تكون مرتبة المسؤول به أدنى من مرتبة المسؤول، بخلاف الاستشفاع بالله -تعالى-كما مرَّ-.
الفائدة الرابعة والتسعون
ينبغي أن يكون المقصود من طلب الدعاء من مرجو الإجابة: هو نفع المطلوب منه الدعاء والطالب؛ لأن الداعي في ظهر الغيب يقول له الملَك: " ولك بمثله "، ولا ينبغي أن يقصد نفع الطالب فقط -وإن كان جائزًا-؛ فإن فيه إذلالاً.
الفائدة الخامسة والتسعون
إشكال: في الحديث قالوا: أنت سيدُنا. قال -صلى الله عليه وسلم-: " السيدُ اللهُ "، وفي حديث العبد: " وليقلْ سيدي "؛ فكيف الجمع؟
الجواب: 1 - قيل: النهي على سبيل الكراهة. والأدب والإباحة على سبيل الجواز.
2 - وقيل: النهي حيث يخشى منه المفسدة؛ وهي التدرج في الغلو. والإباحة حيث لا يكون في ذلك محذور.
3 - وقيل: النهي في الخطاب للغير بخلاف الغائب؛ لأنه قد يؤدي إلى العجب، والافتخار من السيد، وإذلال العبد.
لكن: يرد عليه قول المملوك لسيده: سيدي!
ويجاب عنه: أن الرقيق لا يرى بأسًا ولا غضاضة إذا قال لسيده: سيدي.
والظاهر: أنه يجوز إذا كان الموجَّه إليه السيادة أهلاً لها؛ وإلا فلا يجوز.
الفائدة السادسة والتسعون
إشكال: حديث: " قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن " لو اعترض معترض، وقال: نحن لا نحس بذلك؟
الجواب: أ- لا يلزم من البينية الاتصال؛ فيقال: السحاب بين السماء والأرض، ويقال: شعبان بين ذي القعدة وجمادى الأولى، ولا يلزم الاتصال.
ب- أن هذا من أمور الغيب التي واجبنا نحوها التسليم -وإن لم نحس بشيء-.
ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ هذه الآية: {وما قَدَرُوا اللهَ حقَّ قَدْرِهِ والأرضُ جميعًا قَبْضتُه يومَ القيامَةِ والسَّمواتُ مَطويَّاتٌ بيَمينِهِ} [الزمر: 67]، و" يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- هكذا بيده، ويحركها يُقبِل بها ويُدبِر ".
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1475