نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1476
وفي حديث آخر: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {إنه كان سميعًا بصيرًا} فوضع إصبعه الدعَّاء -أي: السبابة- على عينيه، وإبهامه على أذنيه.
وهذا يُفعل للرد على النفاة، وعندما لا يخشى من فَهْم التشبيه.
- إشكال: في الحديث: " يجعل السموات على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع "، وفي رواية: " الماء على إصبع، والثرى على إصبع "؛ فكيف الجمع؟
الجواب: يُقال: المراد بالماء والثرى: الأرض، والمراد بالإصبع -هنا- الجنس.
أو يقال: إن الماء والثرى على إصبع، وسكت عن الباقي الذي في الحديث السابق.
- إشكال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: " بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ".
فهذا الأثر من قول ابن مسعود، وهو لا مجال للرأي فيه؛ فيكون في حكم المرفوع إلا أن يكون الصحابي ممن عُرف عنه الأخذ بالإسرائيليات، وابن مسعود لم يُعرف بذلك؛ فيكون حديثه له حُكم الرفع.
وتكون الأعوام أربعة آلاف سنة.
وفي أثر ابن مسعود: " أن سُمك كل سماء خمسمائة سَنة ".
إشكال: إن بيننا وبين بعض المجرات مسافات عظيمة، ويقدرونها لبعدها بملايين السنين الضوئية، وهذا مخالف لأثر ابن مسعود.
الجواب: إذا صحت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنضرب بكلام غيره الحائط.
ولو قدر أن رأينا ذلك بأعيننا، وشاهدناه وأصبنا؛ فلا يخلو الأمر من أحد أمرين:
- إن أمكن الجمع؛ جمعنا.
- وإن لم يمكن الجمع؛ ضعفنا الحديث.
إشكال: قال الله -تعالى-: {وجعل القمر فيهن نورًا} [نوح: 16] أي: في السموات. وقال -تعالى-: {تباركَ الذي جعلَ في السماءِ بُروجًا وجعلَ فيها سِراجًا وقمَرًا مُنيرًا} [الفرقان: 61]؛ فكيف الجمع؟
[الجواب:] أننا نعلم أن القمر ليس في السماء؛ وإنما في فلكٍ بين السماء والأرض؛ فالآية الثانية المراد بالسماء فيها: العُلو، كما ذكر الله في السحاب. وأما الآية الأولى؛ فالمراد: في جهة السموات، وهي: العلو.
- زعم البعض أن الكرسي هو العرش، واستدلوا بحديث في يوم القيامة: " إذا وضع الله الكرسي " وهذا خطأ؛ فقد دلت الأحاديث على أن الكرسي هو موضع القدَمين للجبار -جل وعلا-، والعرش هو الذي استوى عليه -سبحانه-.
- زعم البعض أن الكرسي: العلم؛ وهذا خطأ.
الفائدة السابعة والتسعون
صفات الله قسمان: ثبوتية؛ كالعلو، وسلبية؛ مثل: لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم.
ولا يوجد في صفات الله صفة سلبية محضة؛ بل هي متضمنة الكمال.
ولم يكن لله صفات سلب؛ أي: نفي محض؛ لأنه عدم، ولأن النفي يرِد -أحيانًا- لكون المحل غير قابل له؛ يقال: هذا الجدار لا يظلم! ولأن النفي قد يكون للذم.
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.
تم الانتهاء -بحمد الله-تعالى- من نقل كتاب:
" الفوائد المنتقاة من شرح كتاب التوحيد -للشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-"، انتقاء: إسماعيل الرميح، دار طويق للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، 1415هـ، وفي هذه الطبعة إذن تم التوقيع عليه من الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- جاء فيه:
(لقد أذنت لدار طويق للنشر والتوزيع أن تطبع ما جمعه أخونا "أبو محمد إسماعيل بن مرشود بن إبراهيم الرميح"، وسماه: "الفوائد المنتقاة من شرح كتاب التوحيد" مع العناية بالتصحيح، وعدم الاحتفاظ بحقوق الطبع لمن أراد أن يطبعها ويوزعها مجانًا ..) بتاريخ: 8/ 11/1414هـ.
والحمد لله رب العالمين.
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1476