نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1474
الخيرية والشرِّية ليست باعتبار قضاء الله؛ فإن قضاءه -كله- خير؛ وإنما الشر في المقضي. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " الخيرُ كله في يديْك، والشر ليس إليكَ "؛ فهو -وإن كان شرًّا- فهو شر في محله، وخير في محل آخر؛ فالفقر شر، ولكنه خير باعتبار ما ينتج منه. قطع يد السارق شر، ولكنه خير له ولغيره؛ خير له؛ لأنه يسقط عنه عقوبة الآخرة، وخير لغيره؛ لأن فيه ردعًا لم أراد أن يسرق؛ ففيه حفظ للأموال.
الفائدة السابعة والثمانون
العرش مخلوق قبل القلم، وليس القلم أول المخلوقات؛ وإلا لكُنا نعلم ابتداء خلق الله الأشياء، وأن الله بدأ يخلق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والله قد خلق أشياء كثيرة وكبيرة؛ فيُؤوَّل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إن أول ما خلق اللهُ القلم " إلى أن أول ما خلق الله القلم مما نشاهده من المخلوقات، فهي أولية نسبية؛ أي: بالنسبة لخلق السموات والأرض.
الفائدة الثامنة والثمانون
أغراض المصوِّرين:
1 - لعبادتها. فهذه إعانة للكفر، ومَن رضي بالكفر واستباحه؛ فهو كافر.
2 - لإظهار حذقهم. وحُكمه: حرام.
3 - للعبث. وحُكمه: حرام، ولكنه في مرتبة دون الأولى والثانية.
إشكال: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " قال الله -تعالى-: ومَن أظلم ممن ذهب يخلق كخَلْقي ... " فهذا استفهام بمعنى النفي، ويرد كثيرًا في معاصٍ مختلفة؛ فكيف الجمع؟
فالجواب: من أحد وجهين:
1 - أن هذه تشترك في الأظلمية، فتكون في مستوى واحد، وهو في كونها في قمة الظلم.
2 - أن الأظلمية نسبية؛ كل نوع في نوعه، وليس في كل شيء.
أنواع التصوير:
1 - ما له ظل -أي: جسم-؛ كهيكل إنسان، أو حيوان. وهذا مُجمَع على تحريمه.
2 - ما ليس له ظل؛ كالتخطيط والتلوين؛ مثل الذي يرسم بيده صورة. وهذا حرام؛ لعموم النصوص، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أراد أن يدخل بيته، وجد نمرقةً فيها صُوَر، فتغير وجهه، فقالت عائشة: ماذا أذنبتُ يا رسول الله؟ قال: " إن أصحاب هذه التصاوير يُعذَّبون، يُقال: أحيوا ما خلقتُم "، وحديث: " إلا رقمًا في ثوب " إن صحَّت الزيادة؛ فتُحمل على ما يحل تصويره.
3 - التقاط الصورة بدون فعلٍ من الإنسان (الفوتوغرافية) التي لا تحمض، وهي محل خلاف.
والمختار: أنها إن كانت لغرض محرم؛ فحرام؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.
وإن كانت لغرض مباح؛ فمُباحة؛ كالحفيظة والجواز.
والتصوير للذكرى -سواء للتمتع بالنظر إليه، والتلذذ به، أو الحنان والشوق إليه-؛ فهو حرام؛ لأن فيه اقتناء الصور.
4 - ما لا روح فيه، وهو على قِسمين:
1 - مما يصنعه الآدمي؛ فهو جائز بالاتفاق؛ مثل: تصوير السيارة.
2 - وما لا يصنعه الآدمي، وهو مِن خلق الله، وهو نوعان:
أ- نامٍ؛ وفيه خلاف؛ كالشجر. والجمهور على جوازه. والذين حرَّموه استدلوا بحديث: " فليخلقوا شَعيرة "، وأجاب الجمهور بحديث: " أمر أن ينفخ فيها الروح، وما هو بنافخ "؛ فدل على أنه مخصوص بذوات الأرواح.
ب- وغير نامٍ؛ كالجمادات؛ وهو جائز.
الفائدة التاسعة والثمانون
إشكال: " ويظهر فيهم السِّمَن "، وظهور السمن ليس اختياريًّا؛ فكيف يجعل صفة ذم؟
الجواب: لبيان أنهم يعتنون بالمطاعم والمشارب التي يكون بها السمن؛ فهم يعتنون بأسباب السمن.
السمن الذي لا اختيار للإنسان فيه؛ لا يذم، كما لا يذم لون الإنسان.
الفائدة التسعون
- النصوص إذا كانت تحتمل معنيين يمكن اجتماعهما؛ فإنها تُحمل عليهما جميعًا، وإن كان لا يمكن اجتماعهما؛ فينظر إلى الراجح.
وما وافق ظاهر اللغة من المعاني؛ فهو أولى باللفظ.
- القرن الرابع يبدأ سنة (220هجرية) على القول بأن القرن الطائفة.
الذمَّة: العهد؛ لأن الإنسان يلتزم به كما يلتزم صاحب الدَّينِ الدَّينَ الذي في ذمته.
لله عهد على عبادِه أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا.
وللعباد عهد على الله -عز وجل- أن لا يعذب مَن لا يشرك به شيئًا.
وللنبي -صلى الله عليه وسلم- عهد على أمته أن يتبعوا شريعتَه ولا يبتدعوا.
ولأمته عليه -صلى الله عليه وسلم- عهد أن يبلِّغ لهم ولا يكتمهم شيئًا.
والمراد بالذمة -هنا- غير هذا؛ وإنما المراد: العهد الذي يكون بين المتعاقِدين في العهود؛ كالعهد في صلح الحديبية.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1474