نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1471
- نُهي عن قول السلام على الله؛ لأنه يوهِم نقصًا في حق الله -تعالى-؛ لأنه لا يُدعى بالسلامة لشيءٍ إلا إذا كان قابلاً أن يتصف بالنقص، ولأن الله لا يدعَى له كما يُدعى لغيره؛ لأنه هو السلام السالِم من كل نقص وعيب، لا يعتريه أي نقص لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أحكامِه.
الفائدة السادسة والسبعون
تعليق الدعاء بالمشيئة نحو: "اللهم! اغفر لي إن شئتَ" منهي عنه؛ لأنه يوهِم عدة محاذير:
1 - أنه يُشعِر بأن الله وراءه مَن يستطيع منعَه! والله لا يفعل الشيءَ إلا وهو يشاؤه ويريده.
2 - أنه يُشعر بأن الله يتعاظم هذا المسؤول فيمتنع منه! والله لا يكون عنده شيء عظيم حتى يمتنع منه ويبخل به؛ فكل شيء عند الله يسير ليس بعظيم؛ فالبعث عظيم، وهو عند الله ليس بعظيم: {وذلكَ على اللهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7].
فعلى الداعي أن يسأل ما يشاء -قليلاً وكثيرًا-، ولا يقل هذا شيء كبير لا أسأل الله إياه.
3 - أنه يُشعر باستغناء الطالب عن الله؛ كأنه يقول: أعطني كذا وإلا فلا يهمني! والواجب: أن يدعوَ الله وهو يَشعر بالافتقار إليه، وأن ما سأل الله هيِّن ويسيرٌ على الله -سبحانه-.
أنواع موانع إجابة الدعاء:
1 - سوء الظن بالله -تعالى-.
2 - التعدي في الدعاء؛ بأن يدعو بإثم أو قطيعة رحِم.
3 - الدعاء بما لا يمكن شرعًا؛ مثل: (اللهم! اجعلني نبيًّا)!
إشكال: سبق أن الاستثناء في الدعاء منهي عنه، ولكن ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " أحيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي ... "، وفي دعاء المريض: " لا بأس؛ طهور إن شاء الله ".
والجواب: أن يُقال:
أما الأول والثاني: فليس فيه تعليق بالمشيئة؛ وإنما هو تعليق على عِلم الله أن في هذا خيرًا للداعي، فإذا علم الله أنه خير فطلبه مِن الداعي مجزوم به غير معلق.
وأما الثالث: فالجملة خبرية، ورجاء، وليست دعاء.
- كره أهل العلم أن يُقال للشخص: (أطال الله بقاءك)؛ فلا يعلم هل هو خير له، أم شر له ذلك؛ وإنما يقال: (أطال الله عمرك في طاعته)، أو ما شابه ذلك.
الفائدة السابعة والسبعون
كلمة العبد والأَمَة: إما أن يضيفهما القائل إلى غيره؛ فجائز. قال -تعالى-: {مِن عبادِكُمْ وَإِمائِكم} [النور: 32].
وإما أن يضيفها إلى نفسِه؛ فيقول: (عبدي، وأمتي)؛ فلها صورتان:
1 - أن يقولها على سبيل الاستعلاء؛ فهذا حرام.
2 - أن يقولها على سبيل الخبر؛ وهو على صورتين:
أ- وهو غائب. وهذا جائز، ولا إشكال فيه.
ب- وهو حاضر. فإن ترتَّب عليه مفسدة؛ كاستطالة السيد، أو إذلال العبد؛ فهذا ممنوع؛ لأنه أدى إلى مفسدة.
وإن لم يترتب عليه مفسدة؛ فلا بأس به.
حُكم إضافة اسم " رب " للمخلوق:
1 - إن كان إلى ضمير المخاطب؛ فمنهي عنه، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: " لا يقُل أحدُكم: (أطعِم ربَّك)، (وضيء ربَّك) ... ".
2 - وإن كان إلى ضمير المتكلم؛ فلا بأس. قال -تعالى-: {إنه ربِّي أحسَنَ مثْوايَ} [يوسف: 23].
3 - وإن كان إلى ضمير الغائب؛ فلا بأس به. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في ضالة الإبل: " ترد الماء، وتأكل الشجر، حتى يجدُها ربُّها ".
4 - وإن كان إلى اسمٍ ظاهر؛ مثل: (رب الغلام)؛ فهذا لا بأس به، إلا إن تضمَّن محذورًا؛ فيُمنع.
الفائدة الثامنة والسبعون
الولاية على قسمين:
مُطلَقة؛ كالسيادة المطلَقة. وهذه لله -عز وجل-، وهي نوعان:
أ- ولاية عامة: وهي ولاية الله لكل أحد. قال -تعالى-: {ثُمَّ رُدُّوا إلى اللهِ مَولاهُمُ الحق} [الأنعام: 62]؛ فهي الولاية على العباد في التفويض والتصريف والسلطان والتدبير؛ فهي شاملة لجميع الخلق.
ب- ولاية خاصة: وهي ولاية الله للمؤمنين. قال -تعالى-: {ذلك بأنَّ اللهَ مَولَى الذين آمنوا} [محمد: 11]، وهي: أن يتولى اللهُ العبدَ بعنايته وتوفيقه وهدايته. قال -تعالى-: {اللهُ وليُّ الذينَ آمنوا يُخرِجُهم مِن الظلماتِ إلى النُّور} [البقرة: 257].
2 - الولاية المقيَّدة والمضافة، وهي تُطلق على غير الله، ولها مَعانٍ:
أ- الناصر.
ب- مُتولِّي الأمور.
جـ- السيد.
د- المُعتق.
هـ- العتيق.
الفائدة التاسعة والسبعون
السؤال بالله على نوعين:
1 - بالصيغة: بأن يقول: (أسألكَ بالله).
2 - بشرع الله، أو بالحكم: بأن يسألك الإنسان سؤالًا أمرك الله بإجابته؛ كالسؤال عن مسألة من مسائل العلم، وسؤال الفقير مِن الصدقة.
حُكم رد مَن سأل بالله:
- الكراهة، أو التحريم على حسب ما يكون المسؤول.
حُكم السؤال بالله:
- السؤال من حيث هو مكروه إلا لحاجة.
أما سؤال المال؛ فهو حرام إلا للضرورة. قال -صلى الله عليه وسلم-: " ما يزال الرجل يسأل الناسَ حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم ".
وأما سؤال المعونة بالجاه أو بالبدن؛ فهو مكروه إلا إذا دعت الحاجة.
حُكم رد السائل:
- أن يسأل سؤالاً مجردًا؛ مثل: (أعطني يا فلان!).
فإن كان ما سأله مما جعله الشارع له؛ فيُعطَى؛ مثل: أن يسأل الفقير شيئًا من الزكاة ممن عنده شيءٌ من الزكاة، ويعرف أنه محتاج.
- وإما أن يسأل سؤالاً مقرونًا بالله (أسألك بالله)، وهذا يُعطَى، وإن لم يكنْ مستحقًّا لذلك، ما لم يكن محرَّمًا أو إثمًا، أو يحصل ضرر للمسؤول إذا أعطاه؛ مثل: (أسألك بالله أن تخبرني ما قال لك فلان).
الفائدة الثمانون
مكافأة ذوي المعروف لها فائدتان:
1 - تشجيع ذوي المعروف على فعل المعروف.
2 - يكسر بها الذل الذي حصل بصنع المعروف إليه.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1471