نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1469
3 - أسماء الله بعضُها معلوم لنا، وبعضها غير معلوم؛ لقولِه -صلى الله عليه وسلم-: " أسألك بكل اسمٍ هو لكَ؛ سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علَّمتَه أحدًا مِن خلقِك، أو استأثرتَ به في عِلم الغيبِ عندك ".
4 - أسماء الله غير محصورة بعددٍ معيَّن -ما دمنا لا نعلم بعضها-.
فقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مَن أحصاها؛ دخل الجنة " معناه: مِن أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا، مَن أحصاها دخل الجنة.
وليس معناه: أن أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا.
وهذه التسعة والتسعون غير مُعيَّنة؛ بل لا بد أن نبحث حتى نحصل على التسعة والتسعين منها.
ومعنى إحصائها:
أ- الإحاطة بها لفظًا.
ب- فهم معانيها.
جـ- التعبُّد لله بمقتضاها، وله وجهان:
1) أن تدعو اللهَ بها؛ فتجعلها وسيلة للمطلوب؛ فيُختار الاسم المناسب للمطلوب؛ مثل: (يا غفور! اغفر لي).
2) أن تَسير في عبادتك بما تقتضيه هذه الأسماء؛ فتسأله المغفرة؛ لأنه غفور، والرحمة؛ لأنه رحيم، وتسعى في أسباب المغفرة والرحمة.
5 - لا يتم الإيمان بأسماء الله إلا بثلاثة أمور إذا كان الاسمُ متعديًّا إلى غيره:
أ- الإيمان بالاسم اسمًا لله.
ب- الإيمان بما يتضمنه مِن صفة.
جـ- الإيمان بالأثر أو الحُكم المتضمن له هذا الاسم.
فـ (العليم): اسم من أسماء الله؛ فلا يتم الإيمان به إلا بالإيمان بأن العليم مِن أسماء الله، والإيمان بصفة العلم التي دل عليها، والإيمان بأنه يعلم كل شيء.
أما إذا كان الاسمُ غير متعدٍّ؛ فلا يتم الإيمان به إلا بأمرين:
أ- الإيمان بأنه من أسماء الله.
ب- الإيمان بما تضمنه من صفة؛ لأنه ليس له حُكم يتعدى للغير؛ مثل: (الحي)؛ فيؤمن بأنه من أسماء الله، ويؤمن بصفة الحياة.
6 - أسماء الله إن قصد بالاسم اللفظ الدال على المسمَّى؛ فهو غير الله. وإن قصد به ما دل عليه؛ فهو الله. قال -تعالى-: {ادعُوا اللهَ أوِ ادعوُا الرحمنَ أيًّا ما تدعوا فلَهُ الأسماءُ الحُسنى} [الإسراء: 110].
7 - أسماء الله توقيفية.
والتوقيفي: ما يتوقف في إثباته على وُرود النص به.
8 - أسماء الله منها:
- ما لا يُسمى بها غير الله فيختص به؛ مثل: (الرحمن)، (الله)، (الرب)، (رب العالمين).
- ومنها: ما يوصف به غير الله؛ مثل: (الرحيم)، (الرؤوف)، (السميع)، (العليم)، (الحكيم)، (الحَكم)، (الحي). قال -تعالى- في وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم-: {بالمؤمِنينَ رؤُوفٌ رحِيمٌ} [التوبة: 128]، وقال في الإنسان: {فجعلناهُ سميعًا بصيرًا} [الإنسان: 2]، وقال: {يُخرِج الحيَّ مِن الميتِ} [الروم: 19].
إذا سُمي أحد باسمٍ من أسماء الله؛ فيُنظر: إن كان لا يصح أن يتسمى به إلا الله؛ فيجب تغييره؛ مثل: لو سُمي شخص بـ (الرحمن)، أو بـ (الرب).
أما إن كان يصح أن يوصف به غير الله؛ فيجوز وصفه به.
أما تسميته بذلك: فإن لوحِظت الصفة -أي: سُمي لأجل أنه موصوف بذلك-؛ فهو ممنوع؛ ولذا غيَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- كُنية أبي الحَكم إلا أبي شُريح.
وإن تُلاحظ؛ جاز؛ ولذا ذكر في "الإصابة" نحو ثلاثين نفرًا كلهم اسمه: (الحَكم)، وأقرهم النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه ليس في هذه إلا العَلَميَّة، وأسماء الله تتضمن الاسم والصفة.
الفائدة الثامنة والستون
أنواع الكفر:
1 - كفر إعراض؛ كمَن يسجد لصنم.
2 - كفر معارضة؛ كالمستهزئ.
مَن سب الله أو الرسول؛ فهو كافر يقتَل، وتقبَل توبة مَن سب الله؛ لأن الله أخبر أنه يقبل توبة التائبين؛ وعلى هذا: لا يقتل.
أما مَن سب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتاب؛ فإن توبته تُقبل، ولكن: يقتل، وإن كان هناك مَن سبه وتاب وأطلقه -عليه الصلاة والسلام-، ولكن هذا في حياته، أما بعد موته: فلا ندري أيعفو عنه أم لا؛ فننفذ فيه ما نراه واجبًا فيه.
الفائدة التاسعة والستون
قوله -تعالى-: {جعَلا لهُ شُركاءَ فيما آتاهُما} [الأعراف: 190] جعلُ الشركاء مع الله في الولد على ثلاثة أوجه:
1 - أن يعتقد أن هذا الولد من الولي، أو الصالح الفلاني هو الذي أتى به إليهما؛ فهو شِرك أكبر؛ لانه أضاف الخلق إلى غير الله.
2 - أن يعتقد أن الولد من الله -عز وجل-، ولكن يضيف أسباب وقايته وسلامته إلى الأطباء وإرشاداتهم، وإلى القوابل؛ فيقول: (سلم هذا الولد من الطلق؛ لأن القابلة امرأة متقِنة وجيِّدة)؛ وهذا نوع من الشِّرك، وإن كان لا يصل إلى الشرك الأكبر.
3 - أن يؤمن بأن هذا الولد خرج سالمًا برحمةٍ من الله -تعالى- وفضله، ولكن يُشرك به من ناحية العبادة؛ فيقدم محبته على محبة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويُلهيه الولد عن طاعة الله -عز وجل-.
الفائدة السبعون
إشكال: أجمع العلماء على تحريم كل اسمٍ معبَّد لغير الله، واختلفوا في (عبد المطلب)، ويعارض هذا الإجماع حديث: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعِس عبد الخمِيصة، تعِس عبدُ الخَميلة".
الجواب: هذا الإجماع لا يُعارض الحديث؛ لأن الذي في الحديث وصف، وليس علَمًا، شبَّه المنهمِك في محبة هذه الأشياء وتقديمها على ما يحب الله -تعالى- بالعابد لها.
والراجح في (عبد المطلب): أن التسمية به حرام؛ لأن ما استدل به المُجيزون لا دليل لهم فيه؛ لأن الكلام في الإنشاء لا في الإخبار؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن جده اسمه عبد المطلب؛ فهو لم يقره، وفرْق بين الإخبار وبين الإقرار؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بنو هاشم وبنو عبد مناف شيءٌ واحد"، وأجمعوا على تحريم التسمِّي بعبد مناف.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1469