نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1468
إشكال: هل الاستعاذة بغير الله شِرك بـ (ثم) أو بدونها؟
والجواب: الاستعاذة بمَن يقدر على أن يعيذك جائزة؛ لحديث: " ومَن وجد ملجأً؛ فليعذْ به ".
ولو قال: أعوذ بالله ثم بفلان، وهو لا يقدر أن يعيذه -كأن يكون ميتًا-؛ فشِرك أكبر.
حُكم الرضا بالحلف بالله:
من ناحية الخصومة يجب الرضا به؛ وذلك: إذا طلب القاضي من المدَّعَى عليه الحلف، فحلف؛ وجب على القاضي أن يرضَى بحلفه، ويحكم ببراءته.
وفيما سوى ذلك؛ لا يخلو حال الحالف من أمرَين:
1 - إما حال صدق وثقة؛ فيجب الرضا بيمينه.
2 - وإما أن لا يكون كذلك؛ فلا حرج في رفض يمينه وعدم الرضا بها.
وفي الحديث -في دعوى قتل عبد الله بن سهل في خيبر-: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " فتبرئكم يهود بخمسين يمينًا " قالوا: وكيف نقبل أيْمان قوم كفار؟ فأقرهم على عدم الاقتناع بحلفهم.
الفائدة الثانية والستون
إشكال: في الحديث قال اليهودي: " ولكنكم أنتم القوم لالا أنكم تُشركون؛ تقولون: ما شاء الله وشاء محمد "، فأقر النبي -صلى الله عليه وسلم- اليهودي على ما قال؛ فكيف يكون هذا العمل موجودًا ولم ينبِّه عليه إلا ذلك اليهودي؟
والجواب: إقرار الله لهم على ذلك، ولم يأمر نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- أن يُنكر عليهم؛ لِحِكَمٍ منها الذي علمنا: وهو الرجوع إلى الحق -وإن كان الذي نبَّه عليه ليس من أهل الحق-.
الفائدة الثالثة والستون
أقسام ما يضيفُه الله إلى نفسِه:
1 - أن يكون ذات منفصلة عن الله -تعالى-، أو صفة في تلك الذات. فهذا مخلوق وليس من صفات الله؛ مثل: ناقة الله، مساجد الله، عباد الله. وهذه الإضافة؛ للتشريف.
2 - أن يكون صفة لا تقوم إلا بموصوف؛ فهذا غير مخلوق؛ مثل: قدرة الله، وعزة الله، وحِكمة الله.
الفائدة الرابعة والستون
أقسام سب الدهر:
1 - أن يكون لمجرد الخبر -فقط- دون قصد الذم واللوم؛ مثل: قول لوط -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-: {هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هود: 77]، ومثل: (تعبنا من شدة الحر).
2 - أن يكون سبُّه على أنه هو الفاعل؛ فهذا شِرك أكبر؛ لأنه نسب الحوادث لغير الله، فمَن اعتقد أن الدَّهر هو الذي يقلِّب الحوادث من خير إلى شر، أو العكس؛ فقد جعل مع الله إلهًا آخر.
3 - سبُّه مع اعتقاد أن الله هو الفاعل، لكن يسبُّه؛ لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده؛ فهذا محرَّم، ولا يصل إلى الشرك؛ لأنه لم يسب الله -تعالى- مباشرة، ولو سبَّ الله مباشرة؛ لكان كافرًا.
وليس الدهر مِن أسماء الله -كما زعم البعض-؛ لأن أسماء الله حُسنى، وليس فيها اسم جامد، فهي دالة على معانٍ، والدهر اسم للزمن ليس له معنًى، وهو جامد -أيضًا-، وسياق الحديث: "أنا الدهر" يأبى أن يكون اسمًا لله -تعالى-.
الفائدة الخامسة والستون
إثبات أن الله يُؤذَى، ولكن دون ضَرر: {إنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللهَ وَرَسُولَه} [الأحزاب: 57]، " يؤذيني ابنُ آدَمَ "، " ولن تبلُغوا ضُرِّي فتضرُّوني ".
الفائدة السادسة والستون
إشكال: لو قال قائل: إن غير الله يكون خالقًا ومالكًا ومدبِّرًا؛ لقوله -تعالى-: {فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ} [المؤمنون: 14]، وقوله: {أوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ} [النور: 61]، وقوله: {وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعونَ} [العنكبوت: 45]، وقوله: {فَمَاذا تَأمُرُونَ} [الأعراف: 110]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: " أحيوا ما خلقْتُم ".
فالجواب مِن وجهَين:
1 - أن خَلْقَ الإنسان للشيء ليس إيجادًا؛ وإنما تحويل من شيء إلى شيء، أما مادته فمِن الله -تعالى-. مثل الإنسان الذي صنع بابًا، فالله الذي خلق الخشب، والإنسان حوَّله إلى باب.
2 - أن هذا الخلق محدود ومقيَّد، وكذا المُلك والتدبير. وخلْق الله -تعالى- عام مُطلَق.
الفائدة السابعة والستون
مباحث في أسماء الله الحُسنَى:
1 - أسماء الله مُترادِفة مُتباينة.
مترادفة: باعتبار دلالتها على الذات؛ لأنها تدل على ذات واحدة.
ومتباينة: باعتبار دلالتها على المعنى والصِّفة التي تحمِلُها؛ فهي مُتباينة، وإن كان بعضُها يدل على ما تضمنه الآخر من باب دلالة اللزوم؛ مثل: (الخلاَّق) يدل على العِلم المستفاد من (العَليم).
2 - أسماء الله مُشتقَّة؛ بمعنى: أنها دالة على الذات والصِّفة.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1468