أقسام نسبة المطر إلى الأنواء ثلاثة:
1 - نسبة خلْق وإيجاد. وهذا شِرك أكبر.
2 - نسبة سبب. وهذا شرك أصغر.
3 - نسبة وقت. وهذا جائز؛ ومعناه: أن المطر جاءنا في هذا النوء، ولهذا يحرم أن يقال: مُطرنا بنوء كذا، ويجوز مُطرنا في نوء كذا.
إشكال: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الشمس والقمر: " إنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عبادَه " قد يستدل به على أنهما سبب لما يقع في الأرض؟
والجواب: أن الذي يخسفهما هو الله -عز وجل-؛ لتخويف العباد.
الاستسقاء بالأنواء قِسمان:
1 - شرك أصغر؛ وهو أن يجعل هذه الأنواء سببًا، والله -تعالى- هو الفاعل الخالق. وكان شركًا أصغر؛ لأنه جعل ما ليس سببًا سببًا؛ وهو نوعٌ من الإشراك مع الله -تعالى-.
2 - شرك أكبر. وهو قسمان:
أ- أن يدعو الأنواء للسقيا؛ كأن يقول: (يا نوء كذا! اسقنا)؛ كان شركًا أكبر؛ لأنه دعا غير الله -تعالى-.
ب- أن ينسب حصول الأمطار إلى هذه الأنواء على أنها هي الفاعلة بنفسها دون الله -تعالى-.
الفائدة الثانية والأربعون
سبب تحريم النياحة:
1 - لأنها لا تزيد صاحبَها إلا حُزنًا وعذابًا.
2 - ولأنها تنبئ عن تسخط على قضاء الله وقدَره.
3 - ولأنها تهيج أحزان غيره.
4 - ولأنها من الجهل؛ لأنها لا تنفع ولا ترد القضاء.
الفائدة الثالثة والأربعون
إشكال: في الحديث: " قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم "، وأقرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجمع بين الله ورسوله بالواو هنا، وأنكره في: " ما شاء اللهُ وشئتَ "؛ فما الجواب؟
الجواب: أقرهم في أمرٍ شرعي، والله قد أعلم نبيَّه بالأمور الشرعية. وأنكر عليهم في أمرٍ كوني، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس له شأن في الأمور الكونية.
الفائدة الرابعة والأربعون
أقسام المحبة:
1 - محبة عبادة: وهذه لا تصلح إلا لله -تعالى-، وتُسمَّى المحبة الخاصة، وهي: أن يقوم في قلب الإنسان مِن إجلال المحبوب وتعظيمه ما يقتضي أن يجتنب نهيَه ويقوم بأمره.
2 - محبة غير عبادة، وهي أقسام:
أ- ما يكون الجالب لها محبة الله -تعالى-، وهي المحبة لله وفي الله.
ب- محبة إشفاق ورحمة؛ كمحبة الوالد لولده، ومحبة الفقراء والمرضى.
جـ- محبة إجلال وتعظيم لا عبادة؛ كمحبة الإنسان لوالده وللعالِم.
د- محبة تقتضيها الطبيعة؛ كمحبة الطعام والشراب والنكاح والمركب.
إشكال: قال الله -تعالى-: {ومِن الناسِ مَن يتَّخِذُ مِن دونِ اللهِ أنْدادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ} [البقرة: 165] فقد يظن أن المؤمنين يحبون هذه الأنداد أيضًا؟!
الجواب: أنه يأتي في اللغة العربية التفضيل بين أمرَين، وأحدهما خالٍ منه تمامًا؛ وإنما يؤتَى به لمقابلة الخصم بما يعتقد؛ كقوله -تعالى-: {آاللهُ خَيْرٌ أَم مَّا يُشْرِكون} [النمل: 59].
هل المحبة كسبيَّة؟
نعم؛ إذ يستطيع أن يحب الإنسانُ ما يكره بأحد أمرين، أو بهما معًا، وهما:
1 - بالعزيمة.
2 - بالأسباب؛ فيعرف أمورًا تُكرِّه في هذا الشيء، أو أمورًا تُحبِّب في هذا الشيء.
ويجب تقديم محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على محبة النفس والولد والمال والناس أجمعين؛ لأمور:
1 - لعبادتِه لربِّه -تعالى-.
2 - لتبليغه رسالة ربِّه -سبحانه وتعالى-.
3 - لما جبلَه الله عليه من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال.
4 - لما أجراه الله على يديه من هدايتك وتعليمك.
5 - لصبرِه في دين الله -تعالى-.
الفائدة الخامسة والأربعون
أقسام الخوف:
1 - خوف عبادة وتعظيم: ويُسمَّى: خوف السِّر، وخوف الباطن. وهذا الخوف يوجب لمن قام به أن يتقرب ويتعبد للمَخوف.
وهذا الخوف لا يكون إلا لله -تعالى-، ومَن أشرك مع الله فيه أحدًا؛ فهو مُشرك شركًا أكبر؛ مثل مَن يخاف الأصنام أو القبر أو الولي، ويعتقد أنه قادر على ضره ونفعه.
2 - خوف العادة: وهو خوف طبيعي وجِبِلِّي. فهو إن حمَل على ترك واجب أو على فِعل محرم؛ فهو محرم. وإن حمل على فعل مباح؛ فهو مباح.
3 - خوف الوَهم: وهو أن يتوهم وجود مَخوف؛ وليس كذلك!
المسلم لا ينبغي له هذا؛ بل عليه أن يطرده عن نفسه؛ وإلا فالأوهام تهلك صاحبَها إن لم تُطرد.
وهذا القسم ليس من أقسام الخوف حقيقة؛ لأنه وهمي!
مراتب الخوف ثلاثة:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1465