نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1463
قال -سبحانه-: {إنَّك لا تَهدِي مَن أحببْتَ ولكنَّ اللهَ يهدِي مَن يَشاء} [القصص: 56].
2 - هداية دلالة وإرشاد، وهي عامة للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولغيره مِن المؤمنين.
قال -سبحانه-: {وإنَّك لَتَهدي إلى صِراطٍ مستقيم} [الشورى: 52].
الفائدة الثانية والعشرون
إشكال: ورد في الحديث: " لما حضرت أبا طالبٍ الوفاةُ " يشكل مع قوله -تعالى-: {حتَّى إذا حَضَرَ أحَدَهُمُ المَوتُ قالَ إنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18]، وظاهر الحديث قبول توبة أبي طالب لو تاب.
الجواب: من أحد وجهين:
1 - " لما حضرتهُ الوفاة ": أي بانت عليه علامات الموت، ولم ينزل به.
2 - أن هذا خاص لأبي طالب مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. ويستدل له مِن وجهين:
أ- أنه قال -صلى الله عليه وسلم-: " كلمة أحاج لك بها عند الله "، ولم يجزمْ بنفعها له، فلم يقل تنجو من النار بها.
ب- أن الله -تعالى- أذِن لرسولِه -صلى الله عليه وسلم- أن يشفع لعمِّه؛ وهذا لا يصح، ولا يستقيم إلا له، وشفع له؛ ليخفف عنه من عذاب النار.
سبب حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على هداية عمه أبي طالب لأمرين:
1 - لقرابته.
2 - ولنصرته للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
الفائدة الثالثة والعشرون
مفاسد الغلو:
1 - تنزيل المغلو فيه فوق منزلته إن كان مدحًا، أو تحتها إن كان قدحًا.
2 - أنه يؤدي إلى عبادتِه.
3 - أنه يصد عن تعظيم الله -تعالى-.
4 - إفساد المغلو فيه إن كان موجودًا؛ فيحصل في نفسه الزهو والإعجاب إن كان مدحًا، والعداوة والبغضاء إن كان قدحًا.
أقسام الغلو ثلاثة:
1 - في العقيدة. فمن الناس مَن غلا في الإثباتِ؛ كالممثلةِ، ومنهم مَن غلا في التنزيه؛ كالمعطِّلة.
2 - في العبادات. فمِن الناس مَن غلا فتعدَّى الحدود؛ كمَن توضأ أربعًا، ومنهم مَن فرَّط فنقص عن المشروع؛ كمَن مسح الأعضاء في موضعٍ يجب غسلُها.
3 - في المعامَلات. فمِن الناس مَن غلا؛ فحرَّم ما أحل اللهُ مِن العقود أو الشروط فيها، ومنهم مَن تهاون؛ فأحلَّ ما حرَّم اللهُ مِن العقود والشروط فيها.
الفائدة الرابعة والعشرون
إشكال: ورد في أحاديث أن الغلو هو سببُ هلاكِ مَن قبلنا، وورد في أحاديث أخرى أن غير الغلو هو سببُ هلاك مَن قبلنا: " إنما أهلكَ مَن كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف ... "؛ فكيف الجمع؟
الجواب: الحصر في الأحاديث إضافي، وهو باعتبار عملٍ معين؛ فيُحمَل كل واحد منها على وجهٍ لا يُعارض الآخر. فحصرُه في الغلو؛ باعتبار التعبُّد. والحديث الثاني باعتبار الحُكم بين الناس.
الفائدة الخامسة والعشرون
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " لا تزالُ طائفةٌ مِن أمَّتي على الحقِّ حتى يأتي أمرُ اللهِ "، وفي رواية: " حتى تقومَ الساعةُ "، وورد عنه: " لا تقومُ الساعةُ إلا على شِرار الخلقِ ".
والجمعُ: أن قوله: " إلى قيامِ الساعةِ " أي: إلى قُرب قيام الساعة، ثم تُرسَل ريحٌ تقبض أرواحَ المؤمنين؛ فلا يبقى إلا شِرار الناس.
الفائدة السادسة والعشرون
واجب المسلم نحو القبور مِن وجهين:
1 - لا نفرِّط فيما يجب علينا نحوها؛ بالإهانة والجلوس عليها.
2 - لا نغلو فيها؛ بتشييدِها والبناء عليها ونحو ذلك.
الفائدة السابعة والعشرون
العيدُ: هو اسمٌ لِما يُعتاد فعلُه أو التردُّد إليه.
الفائدة الثامنة والعشرون
معنى الصلاة من الله على العبد: الثناء عليه في الملأ الأعلى.
الفائدة التاسعة والعشرون
سبب تسمية اليهود والنَّصارى:
اليهود: نسبة إلى أبيهم يهوذا بن إسحاق، أو لأنهم (هادوا إلى الله)؛ أي: رجعوا إليه.
النصارى: قيل نسبةً إلى بلدة تُسمى: (الناصِرة)، وقيل: مِن النُّصرة، قال -سبحانه-: {مَن أنصارِي إِلى اللهِ}.
الفائدة الثلاثون
كيف تُزوَى الأرضُ للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيها أنهارٌ وبحارٌ وجبال وشِعاب وغير ذلك؟
الجواب: هذا من الأمور الغيبية، والواجب التصديق، ولا يجوز السؤال عن كيفية ذلك، وقدرة الله لا يُمكن إدراكُها.
ومثل هذا الحديث حديث: " يجري الشيطانُ مِن ابن آدمَ مجرَى الدم ".