نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1436
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ}: صلاة العِيد، {وَانْحَرْ}: في يومِ العِيد، يوم النَّحر.
لذلك: يقول النبي -صلى اللهُ عليه وسلم-: "إن أعظم الأيَّام عند الله: يوم النَّحر ويوم القَرَِّ".
يوم النَّحر: هو يوم العيد.
ويوم القَرِّ: هو أيام التشريق؛ لأن فيها قرار الحُجَّاج وجُلوسهم. الحاج في أيَّام التشريق ليس عنده إلا الأكل والشُّرب وذِكر الله -كما في الحديث-، وفي ساعات يتحيَّنها يذهب ليرمي الجمرات، وهو في رميِه للجمرات يُرغمُ الشيطان ويذكُر ربَّه الرحمن -سُبحانَه وتعالى-.
إذن؛ أعظم الأيَّام عند الله -كما في "سنن أبي داود"-: عن عبد الله بن قُرط -رضي اللهُ عنه-: أن النبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- قال: "أعظم الأيَّام عند الله: يوم النَّحر، ويوم القرِّ".
q[ما الأفضل: أيام العشر الأول مِن ذي الحجة؟ أم العشر الأواخر من رمضان]
قد يقول قائل، أو يسأل سائل: ما الأفضل؟ هل الأفضل: أيام العشر من ذي الحجة؟ أم: العَشر الأواخر من رمضان، والنبيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- كان إذا دخل العشر من رمضان أيقظ أهلَه، وأحيا ليلَه، وشدَّ مِئزَرَه، وأقام ليلَه -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-؟
قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة -رحمهُ الله-: "أيامُ العشر من ذي الحجَّة أفضل من أيَّام العشر الأواخر، وليالي العشر الأواخر أفضل من ليالي العشر مِن ذي الحجة"؛ لماذا؟
لأن أعظمَ العبادة في العشرِ الأواخر: عبادةُ اللَّيل التي فيها ليلة القَدْر التي هي خيرٌ مِن ألفِ شهر.
q[مِن فضلِ هذه العشر: نَحر الهدْي، وذبح الأضاحي]
وكذلك -أيضًا- الحاجُّ في عِيدِه ينحرُ هديَه، وغير الحاجِّ -في بلدِه- ينحرُ أُضحيتَه.
q[حُكم الأضحية]
والنبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلَّم- يقول: "مَن لم يضحِّ؛ فلا يَقربَنَّ مُصلانا".
ويقول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: "على أهلِ كلِّ بيتٍ في كلِّ عامٍ أُضحية" -وإن اختلف أهلُ العلم في حُكم الأضحية على قولَين: قول الجمهور: أنها سُنَّة مؤكَّدة، وذهبت الحنفيَّة-وانتصر شيخُ الإسلام ابن تيميَّة-إلى الوجوب-.
لكن: ثبت عن الصَّحابيَّين الجليلَين -أبو بكر وعمر-رضيَ الله-تعالى-عنهُما-: أنهما كانا لا يُضحِّيان في بعض السِّنين؛ قال: (حتى لا يظنها النَّاسُ واجبَةً).
فهذا -من أبي بكرٍ وعمر- في أوَّل وقتِ التشريع؛ حيث قد يَظن الناسُ شيئًا على غير ما هو عليهِ في شرعِ الله؛ كانا يفعلان ذلك -رضي اللهُ عنهما- توضيحًا وبيانًا وإظهارًا لِما يَريانِه مِن حُكم الشَّرع في هذه الأُضحية.
لكن؛ هذا لا يجعل القادر المتمكِّن المتموِّل أن يَزهَد في الأُضحية؛ بل عليهِ أن يفعلَ هذه السُّنَّة حتى لا تموت.
بل: سمعتُ شيخَنا الشيخَ الألبانيَّ -رحمهُ الله- يقول: إن كثيرًا مِن النَّاس يستدينون من أجلِ الكماليَّات في حياتهم الدُّنيا؛ فلا مانعَ من أن تستدينَ مِن أجل الشَّرعيَّات؛ كأُضحِيَتك، وإن لم تكنْ واجبةً عليكَ في أصل الحُكم، وليست واجبةً عليك بِحُكم عدم القُدرة؛ لكن: إذا استدنتَ؛ لا مانع -ولا نقول: واجب-.
مع أن قول شيخنا -رحمه الله-هو الوجوب.
q[كيفيَّة تقسيم الأضحية]
والرَّسول -عليه الصلاة والسلام- عندما ذَكر الأضحية قال: "كُلُوا، واهدُوا، وتصدَّقوا، وادَّخِروا" -على اختلاف الرِّوايات-.
فالإنسان يتصدَّق منها، ويأكل منها، ويدَّخر منها، ويُهدي منها.
وقد ذهب الإمامُ أحمد إلى أنَّ ذلك يكونُ أثلاثًا.
وهذا ما يفعلهُ كثيرٌ مِن الناس.
هذه الأثلاث إذا فُعلتْ؛ لا نُنكر؛ لكن: ليس على سبيل الإيجاب.
لو فعلتَ: نصف برُبعين، أو جزء أكبر مِن جزء والجزء الثَّالث أقل -وما أشبه-؛ فلا نمنعْ مِن ذلك -في قليلٍ، ولا في كثير-. نعم.
إذن؛ هذه الأيام أيامٌ مُبارَكة، والمسلمُ الحريصُ على شرعِ الله هو القائمُ بِها على الوجهِ المَرضيِّ، وهو الذي يقومُ بها -طاعةً لله، وإخلاصًا لله، واتِّباعًا لسُنَّة رسولِ الله-صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
q[أحكام الأضحية يخاطَب بها غير الحجاج الذين يخاطَبون بأحكام الهدي ودم الفداء]
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1436