نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 139
إن أول من أظهر إسلامه سبعة. أما رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر - رضي الله عنه - فمنعه الله تعالى بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وأوقفوهم في الشمس فما من أحدٍ إلا قد آتاهم كل ما أرادوا غير بلال - رضي الله عنه - فإنه هانت عليه نفسه في الله عز وجل وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وجعل يقول: أحدٌ أحد.
موقف عبدالله بن مسعودٍ - رضي الله عنه - عندما جهر بالقرآن: اجتمع يوماً أصحاب رسول الله في مكة وكانوا قلةٍ مستضعفين فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط فمن رجلٌ يسمعهم إياه؟ فقال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: أنا أُسمعهم إياه. فقالوا: إنَّا نخشاهم عليك إنما نريد رجلاً له عشيرة تحميه وتمنعه منهم إذا أرادوه بشرٍ, فقال: دعوني فإن الله سيمنعني ويحميني، ثم غدا إلى المسجد حتى أتى مقام إبرهيم في الضحى وقريش جلوس حول الكعبة فوقف عند المقام وقرأ: " {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} " ومضى يقرأها فتأملته قريش وقالت: ماذا قال ابن أم عبد؟ تباً له إنما يتلو بعض ما جاء به محمد وقاموا إليه وجعلوا يضربون وجهه وهو يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ, ثم انصرف إلى أصحابه والدم يسيل منه, فقالوا له: هذا الذي خشيناه, فقال: والله ما كان أعداء الله أهون في عيني منهم الآن وإن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً, قالوا: لا حسبك, لقد أسمعتهم ما يكرهون.
موقف خبيب بن عدي - رضي الله عنه -وقصة قتله: روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:" بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرةً عيناً وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه - جَدُّ عاصم بن عمر بن الخطاب حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة ذُكروا لحيٍّ من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريبٍ من مئةٍ رجلٍ رامٍ فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزلٍ نزلوه فقالوا تمر يثرب, فاتبعوا آثارهم, فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى موضع فأحاط بهم القوم, فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحداً, فقال عاصم بن ثابت - رضي الله عنه -:أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافرٍ, ثم قال: اللهم أخبر عنَّا نبيك - صلى الله عليه وسلم - ,فرموهم بالنبل فقتلوا عاصماً ونزل إليهم ثلاثة نفرٍ على العهد والميثاق, منهم خبيبٌ وزيد بن الدثَنَة ورجلٍ آخر - رضي الله عنهم - فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قُسيِّهم فربطوهم بها, قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة, ـ يريد القتلىـ فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم, فانطلقوا بخبيبٍ وزيد بن الدثنة - رضي الله عنهم - حتى باعوهما بعد وقعة بدرٍ, فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيباً - رضي الله عنه - وكان خبيبٌ - رضي الله عنه - قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب - رضي الله عنه - عندهم أسيراً حتى أجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها, فأعارته فدرج ابنٌ لها وهي غافلةٌ حتى أتاه فوجدته جالسٌ على فخذه والموسى بيده, قالت: ففزعت فزعةً عرفها خبيب - رضي الله عنه -, فقال: أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك, قالت: والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب - رضي الله عنه -, والله لقد وجدته يوماً يأكل قطفاً من عنبٍ في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرةٍ, وكانت تقول: إنه
لرزق رزقه الله خبيباً - رضي الله عنه -, فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب - رضي الله عنه -: دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين, فقال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت, ثم قال: اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبق منهم أحداً ثم أنشأ يقول:
فلست أبالي حين أقتل مسلماً ..... على أي جنبٍ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ..... يبارك على أوصال شلوٍ ممزع
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 139