نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 138
فمشى إليه حتى أتاه وهو يردد أبياتاً من الشعر, فقال له عمرو: من أنت؟ فقال: أنا علي, فقال عمرو: ابن عبد مناف.فقال علي - رضي الله عنه -: أنا علي بن أبي طالب، فقال عمرو: يا ابن أخي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أهريق دمك؟ فقال له علي - رضي الله عنه -: لكني والله لا أكره أن أهريق دمك! فغضب فنزل وسلَّ سيفه كأنه شعلة نارٍ ثم أقبل نحو عليٍ مغضباً واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في درقته فقدَّها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه, وضربه عليٌ - رضي الله عنه - فقتله.
موقف حبيب بن زيدٍ - رضي الله عنه - مع مسيلمة الكذاب: أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - حبيب بن زيد - رضي الله عنه - إلى مسيلمة الكذاب برسالة يزجره فيها عن غيِّه فلما وصل حبيب - رضي الله عنه - إلى مسيلمة ودفع الرسالة إليه فلما قرأها مسيلمة انتفخ صدره ضغينةً وحقداً وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه الدميم الأصفر, وأمر بحبيبٍ - رضي الله عنه - أن يقيد وأن يؤتى به إليه ضحى اليوم التالي. فلما كان الغد تصدر مسيلمة مجلسه وجعل عن يمينه وعن شماله الطواغيت من كبار أتباعه وأذن للعامة بالدخول عليه ثم أمر بحبيبٍ - رضي الله عنه - فجيء به إليه وهو في قيوده. وقف حبيب - رضي الله عنه - وسط هذه الجموع الحاشدة الحاقدة مشدود القامة مرفوع الهامة شامخ الأنف وأحكموا تقويمه، فالتفت إليه مسيلمة وقال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ فقال حبيب - رضي الله عنه -: نعم أشهد أن محمد رسول الله فاغتاظ مسيلمة غيظاً, وقال: وتشهد أني رسول الله؟ فقال حبيب- رضي الله عنه - في سخريةٍ لاذعة: إن في أذني صمماً عن سماع ما تقول. فامتقع وجه مسيلمة وارتجفت شفتاه حنقاً, وقال لجلاده: اقطع قطعةً من جسده، فأهوى الجلاد على حبيب - رضي الله عنه - بسيفه وبتر قطعةً من جسده فتدحرجت على الأرض، ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه فكان جواب حبيب - رضي الله عنه - نفس الجواب، فأمر بأن تقطع من جسده قطعةً أخرى فقطعت فتدحرجت على الأرض إلى جانب أختها والناس شاخصون بأبصارهم مذهولون من تصميمه وعناده. ومضى مسيلمة يسأل والجلاد يقطع وحبيب - رضي الله عنه - يقول: أشهد أن محمداً رسول الله حتى صار نحو من نصفه قطعاً مقطعةً منثورةً على الأرض ونصفه الآخر كتلةً تتكلم, ثم فاضت روحه وعلى شفتيه الطاهرتين اسم النبي الذي بايعه ليلة العقبة.
موقف جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - مع النجاشي: قال جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - للنجاشي في قصته الطويلة عندما هاجر الصحابة إلى الحبشة وجاء نفرٌ من قريشٍ في طلبهم حتى يردهم النجاشي إليهم: " لا نسجد إلا لله ".
موقف أسامة بن زيد - رضي الله عنه -مع حكيم بن حزام- رضي الله عنه -: عن حكيم بن حزامٍ - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب رجلٍ من الناس إليَّ في الجاهلية فلما نبئ - صلى الله عليه وسلم - وخرج إلى المدينة شهد حكيم الموسم وهو كافر فوجد حُلَّةً لذي يزن تباع فاشتراها ليهديها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم بها عليه المدينة فأراده على قبضها هدية فأبى. فقال - صلى الله عليه وسلم -: " إنا لا نقبل من المشركين شيئاً ولكن إن شئت أخذتها منك بالثمن " فأعطيته إياها حين أبى علي الهدية بالثمن فلبسها فرأيتها عليه على المنبر, فلم أر شيئاً أحسن منه يومئذ, ثم أعطاها أسامة بن زيد فرآها حكيمٌ على أسامة - رضي الله عنه - فقال: يا أسامة أنت تلبس حلة ذي يزن؟ فقال أسامة - رضي الله عنه -: نعم والله لأنا خيرٌ من ذي يزن ولأبي خير من أبيه. قال حكيم - رضي الله عنه -: فانطلقت إلى أهل مكة أعجبهم بقول أسامة - رضي الله عنه -.
موقف بلال بن رباحٍ - رضي الله عنه - مع أُميَّة بن خلف: لما علم أمية بأن بلالاً أسلم وتبع الرسول - رضي الله عنهم - وصار يُسفِّه الأصنام وبخاصة هُبل اشتد غضبه وغلى قلبه بنار الحقد والكراهية, وأسرع يسأل بلالاً عن ذلك فأجابه دون تردداً أو خوفاً: نعم، وبدأت رحلة العذاب مع بلال وراح سيده أمية يذيقه من العذاب ألواناً ليصده عن دينه ولكن بلالاً كان يرد عليه ويقول: أحدٌ أحد, حتى أعتقه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 138