responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1365
حقيقة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ـ[أم محمد]ــــــــ[25 - 11 - 2010, 05:16 م]ـ
البسملة1

كنا أيام الدراسة نسمع بالحركة الوهابية التي قامت قديمًا في المملكة العربية السعودية، ولها مؤسس وهو "محمد بن عبد الوهاب".

ولأن المعلومات هذه طرحت علينا ضمن مادة التاريخ، ووسط أحداث وحركات أخرى وثورات؛ فقد ارتبطت في أذهان البعض على أنها سياسية بحتة، وأن مؤسسها رجل سياسي، يطمع في الحكم والرئاسة، وانتشرت عنه شائعات سرت في أقطار العالم حتى كرهه من كرهه، وأساء به الظن من أساء.

لكن الحقيقة تتضح بجوانبها المشرقة، ووجهها المضيء النير عندما نعرف كيف ظهرت دعوته؟ ولم؟ وإلى ماذا يدعو؟ ...

ظهرت دعوته:

(حينما قام بها بعد دراسته وتنقلاته من مكة إلى المدينة إلى المنطقة الشرقية، ودرس على علماء [المملكة] في ذلك الوقت، علماء الجزيرة في مكة والمدينة وغيرها، وتبيَّن له أحوال الناس الذين ابتعدوا عن الإسلام، ودخل على الإسلام الخرافات الكثيرة؛ من أصحاب الطرق وغيرهم، وعُبَّاد القبور.

عند ذلك قام بدعوته.

دعوته مرتكزة على الكتاب والسُّنة، وعلى منهج السلف الصالح.

ولكن الأعداء الذين لم يَرق لهم ذلك؛ لأنه حينما انتشرت هذه الدعوة؛ كثير من الناس الذين على تلك الطُّرق وتلك الأعمال فقَدوا مواردَهم التي يأخذونها مِن أولئك المساكين الذين يَظنون على أن هؤلاء على حق، وعلى طريق صحيح؛ عادوا هذه الدعوة، وأشاعوا أن محمد بن عبد الوهاب يكفِّر المسلمين، ويكره الرسول، ويكره الأولياء، وأشياء كثيرة مِن هذا النوع نُشرت في العالَم.

ولكن الحق -دائمًا- يظهر.

فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما قام بدعوته عارَضوه، وقالوا أنه ساحر، وأنه كذاب، وأنه كذا وكذا.

ومع ذلك: استمر في دعوتِه؛ حتى بان الحق للناس وتبِعوه.

هذه الدعوة واجهت مثل هذه الأمور -في أول الأمر-، وبحمد الله؛ بان للناس، وظهر للناس على أنه لا يدعو إلا إلى كتاب الله، وإلى سُنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

نسمع نبذة مختصرة، ونسمع عقيدته مِن كلامه هو؛ لأن الله -عز وجل- يقول: {يا أيها الذين آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}، وأحسن شيء أن الإنسان يحدث عن نفسه، ونسمع منه هو، ومِن كتبه؛ ماذا يقول عن نفسه، وعن عقيدته.

* وأذكر قصة، وهي لها صلة بالموضوع:

وهو أن الشيخ عبد الله القرعاوي -يمكن البعض يعرفه-، ذهب إلى منطقة الجنوب، ونشر التوحيد -هناك-.

ولكنه كان -في أيام طلبه للعلم- سافر إلى الهند لطلب الحديث؛ لأن علماء الحديث في الهند، فسافر لتلك البلاد، ونزل على عالِم من علماء أهل الحديث، وهذا العالم قد بلغه أن محمد بن عبد الوهاب يكره الأولياء، وأنه غيَّر دِين المسلمين، وأنه يكفِّر المسلمين.

فكان ذاك الشيخ كل يوم إذا انتهى من درسِه؛ استقبل القِبلة ودعا على محمد بن عبد الوهاب الذي غيَّر دِين السلمين، وكفَّر المسلمين.

الشيخ عبد الله القرعاوي كان معه " كتاب التوحيد " لمحمد بن عبد الوهاب، رجل حكيم -الشيخ عبد الله القرعاوي-، فلم يواجه الرجل؛ لأن الرجل تشبَّع بهذه العلوم من الناس وهذه الأخبار، ولكن أخذ الكتاب، أخذ غلافه، ووضعه في دولاب أمام الشيخ.

فالشيخ حينما بدأ في درسِه -وكل يوم يدرسهم إلى أن تطلع الشمس- التفت؛ هذا الكتاب مشوَّه بهذه الصورة! فقال لأحد طلابه: أعطِني الكتاب هذا!

فلما أعطاه الكتاب، فتحَه، فاستمر فيه يقرأ إلى أن جاء إلى آخره.

فبعد ما انتهى قال: هذا الكتاب لمَن؟ وأين الغلاف [حقه]؟ أين غلاف الكتاب هذا؟

عند ذلك: قال الشيخ عبد الله القرعاوي: الكتاب هذا غلافه!

أعطاه الغلاف؛ فإذا هو كتاب محمد بن عبد الوهاب.

فقال له: ماذا وجدتَ فيه؟

قال: وجدتُ فيه نفَس محمد بن إسماعيل البُخاري! لا شيء فيه! ما فيه إلا آية وحديث.

ثم يقول: هذا الشيخ صار كل يوم بعد الدرس يستقبل القبلة، ويدعو لمحمد بن عبد الوهاب؛ تكفيرًا لذلك العمل الذي كان يعمله سابقًا.

لأن العلوم أخذها مِن الناس، ما أخذها من كتابه، أخذ العلوم هذه والدعوة من الأعداء الذين يخالفونه في دعوته.

ولهذا: الله -عز وجل- حثنا على التثبُّت: {يَا أيها الذين آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أن تُصيبوا قَومًا بجَهالَةٍ}.

هذا تشريع للمسلمين -جميعًا-: إذا بلغك عن صديقك، عن أي إنسان أنه يقول كذا وكذا؛ فعليك أن تتأكد، وتتثبَّت قبل أن تندفعَ في خِصامه، وفي الدعوة عليه بشيء لا يثبُت عندك) *.

* فرغته من: (شرح "مختصر سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-") للشيخ علي بن ناصر الفقيهي -حفظه الله-، الشريط الثاني، من الدقيقة: (4:45)، والمادة الصوتية متوفرة على موقع " بوابة الحرَمين ".
وللعلم: فإن ما بين القوسين ()؛ هو نص التفريغ، وما قبله كتبته تهيئةً له.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست