responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1347
يقول شيخ الإسلام -نقتبس فقرة-، يقول: "فلما خرج الحُسين" وإن كان بعض الصحابة قالوا له لا تخرج "فلما خرج الحُسين، ورأى أن الأمور قد تغيَّرت" يعني تصوَّر شيئًا؛ فرأى شيئًا آخر! "طلب منهم" أي: ممن ذهب إليهم، وسار معهم "أن يَدَعوه يرجع، أو أن يلحق ببعض الثغور" غير هذه الفتنة التي ابتُلي بها "أو أن يَلحق بابنِ عمِّه يَزيد. فمنعوه هذا وهذا، حتى يُستَأسَر، فأُسِر، وقاتَلُوه، فقاتَلَهُم؛ فقتلوه وطائفةً ممن معه، مظلومًا، شهيدًا -شهادة أكرمه الله بها، وألحقَه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها مَن ظلمه، واعتدى عليه وأوجب ذلك شرًّا بين الناس-".

قال شيخ الإسلام: "فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما مُلحدة منافقة، وإما ضالَّة غاوية، تُظهر موالاتِه وموالاة أهل بيتِه، تتخذُ يوم عاشوراء يوم مَأتَمٍ وحُزنٍ ونِياحة، وتُظهر فيه شِعار الجاهلية؛ مِن لطمِ الخدود، وشقِّ الجُيوب، والتَّعزي بِعَزاء الجاهليَّة".

والكلام الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية كثير، وكثير جدًّا.

قال: "فعارض هؤلاء" الرَّوافض -بحزنهم- "قومٌ؛ إما مِن النَّواصب المتعصِّبين على الحُسين وأهلِ بيته، وإما مِن الجهَّال الذين قابلوا الفاسِدَ بالفاسِد، والكذِبَ بالكَذِب، والشَّرَّ بالشَّر، والبِدعةَ بالبِدعة"! على مذهب: (وداوِني بالتي كانت هِي الدَّاءُ)! البِدعة لا تُنقَض إلا بالسُّنَّة، والكذب لا يُردُّ إلا بالصِّدق، ورحم الله حسَّان بن عطية القائل: ما أحدثَ قومٌ في دينِهم بدعة إلا رفع اللهُ مكانَها سُنَّة، حتى تحيا البِدع وتموتَ السُّنن. فلا حياة للسُّنن إلا بِنشرها، ووأْدِ البدع المضادَّةِ لها. نعم.

ولشيخ الإسلام كلمة أخرى -الكلمة هذه طويلة في كتابه: "مجموع الفتاوى"-، قال في "منهاج السُّنَّة": "وصار الشيطان بسبب قتل الحسين -رضيَ الله عنه- يُحدِث للناس بدعتَيْن: بدعة الحُزن والنَّوح يوم عاشوراء؛ مِن اللَّطم، والصُّراخ، والبكاء، والعَطش، وإنشاء المراثي، وما يُفضي إلى ذلك؛ مِن سبِّ السَّلف ولعنهم" نعم؛ حتى قال قائلُهم -نعمة الله الجزائري في كتاب: "الأنوار النُّعمانية"- يقول: "أما هذا الإله الذي أرسل نبيًّا خليفته أبوبكر؛ فليس هذا الإله إلهنا، ولا هذا النبي نبيَّنا، ولا هذا الإمامُ إمامَنا"! نحن رضينا! نحن رضينا أن يكون إلهنا غيرَ إلههم؛ لأن إلهنا عدلٌ، حق، لا معبود سواه، ورسوله المصطفى -صلى اللهُ عليه وسلم-، وخليفته أبو بكر الصِّديق الذي لم يخالفه -في الانضواء تحت رايتِه- أهلُ البيت -قاطبةً-، وزعم الزَّاعمين، وافتراء المفتَرِين، وكذب الكاذِبين في شبهاتهم وترَّهاتهم في نقض هذا الإجماع؛ أوهى مِن أن يُذكر!
ورأيتُ -قريبًا- رسالة طُبعت -جديدًا- للإمام الذهبي، سمَّاها: "المقدمة الزَّهرَا في إثبات الإمامةِ الكُبرى" ردَّ فيها على الرَّوافض في رفضِهم إمامةَ أبي بكر، وتفضليهم عليًّا عليه، بأدلةً تاريخية، وحُججٍ مَرْوِيَّة لا يَسع أحدًا ردُّها.

وقال شيخ الإسلام -يُبيِّن حقيقة هذه الطَّائفة-، يقول: " إن الرَّافضة: ليس لها عقلٌ صَريح، ولا نقلٌ صحيح، ولا دِين مَقبول، ولا دُنيا مَنصورة؛ بل هم مِن أعظم الطَّوائف كذبًا وجهلاً، ودينُهم يُدخل على المسلمين كلَّ زنديق ومرتدٍّ؛ فإنهم يعمَدون إلى خيارِ الأمة؛ يُعادونهم، وإلى أعداء الله -مِن اليهود والنَّصارى والمشرِكين-؛ يُوالُونَهم، ويعمَدون إلى الصِّدق الظاهِر المتواتِر؛ يدفعونه، وإلى الكذب المختَلَق الذي يُعلم فسادُه؛ يُقيمونه! فَهُم كما قال فيهم الشَّعبي -عامر بن شراحيل الشَّعبي-وكان مِن أعلم النَّاس بهم-، قال: "لو كانوا من البهائم؛ لكانوا حُمُرًا، ولو كانوا من الطُّيور؛ لكانوا رَخَمًا" والرَّخَم: طير يُشبه النَّسر، لونه أبيض وأسود مُبقَّع؛ لكنه معروف في أهل الطُّيور بالغَدر والقَذَر! "لو كانوا من الحيوان والبهائم لكانوا حُمُرًا" جمع (حِمار) "ولو كانوا من الطُّيور؛ لكانوا رَخَمًا".

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست