responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1348
والإمام ابن رجب يقول في "لطائِف المَعارِف": "وأما اتِّخاذ يوم عاشوراء مَأتمًا -كما تفعل الرَّافضة لأجل قتل الحسين-؛ فهو مِن عَمَل مَن ضلَّ سعيُه في الحياة الدنيا، وهو يحسب أنه مِن المحسِنين صُنعًا، ولم يأمر الله به، ولا رسولُه باتخاذ مَصائب أيام الأنبياء مأتمًا، فكيف بمَن هو دونهم؟! " هذا كلام أهل العلم.

لذلك: بعضُ آياتِهم ومراجعهم المعاصِرين ماذا يقول؟ وهو محمد حسين فضل الله اللُّبناني، يقول: "عاشوراء لا بدَّ أن تتحرك مع الخطِّ العاطفي، ولكن لا أوافق على الاحتفال بعاشوراء بطريقةِ ضرب الرؤوس بالسُّيوف، وجلد الأجساد بالسَّلاسل الحديديَّة، وأنا قد حرمتُ هذا". يحرِّمه واحد ويفعله ملايين! لأن حتى هذا التَّحريم الذي كتبه في صُحف أهل السُّنة، لا يَبعد أن يكون (تقيَّة)؛ يأمُر بالظاهر في شيء، ويكون حالُه شيئًا آخر! لأن التَّقية كما في كتاب: "الكافي" للكُليني، قال: "التقيَّة أُسُّ دينِنا، فمَن لم يؤمن بالتقية؛ فليس منَّا"!

وأما الأحاديث الموضوعة؛ فالحقيقة فيه عشرات الأحاديث الضعيفة والموضوعة في يوم عاشوراء، حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السُّنة" -بعد أن ذكر بعض المَروِيَّات في يوم عاشوراء-: "وكلُّ هذا كذب على رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم-، لم يصحَّ في عاشوراء إلا فضل صيامه". أما القيام، والطعام، وغير ذلك؛ مِن الحُزن والفرح والتَّوسعة؛ كل هذا لم يَصح، ولم يثبت عن رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم-.

نقول هذا -أيها الإخوة! - مُبيِّنين مكانةَ أهل البيت، مكانة عليٍّ، مكانة الحسَن والحُسين وسائر أهل البيت -رضيَ الله عنهم أجمعين- بالوسطيَّة الشرعيَّة، الراضية المرضيَّة؛ بعيدًا عن غُلو الغالِين، وتقصير المقصِّرين؛ بين الإفراط والتفريط؛ فنحن نُقيم لهم عهدَهم، ولا ننقُض لهم منزلتَهم، بخلاف مَن ظنَّ أنه بغُلوِّه يُقيم لهم الرِّفعة، وهو -في الحقيقة- لا يُقيم إلا لنفسِه البَهت والزُّور والكذبَ مما يرفضُه، وينقضُه أهلُ البيت -كلُّهم- لو كانوا أحياءً، ويرفضُه الأحياءُ منهم في وجودِهم، وفي حياتِهم، وفيما آتاهم الله مِن علمٍ وبيِّنة وبصيرة.

نقول هذا؛ حتى نبيِّن الحقَّ بدرجاتِه، وبأصولِه دون أن تغيِّره الوقائعُ، أو الأحداث، أو المتغيِّراتُ، نقول هذا؛ اعتقادًا جازمًا، وعقيدة حاسمة، لا تَردُّدَ فيها، ولا خَللَ يعتريها، مهما ارتفع المؤشِّر البياني أو انخفض في الصُّحف والجرائد والمجلات، في الأعمال والأفعال وو .. إلى آخره؛ عقيدتنا في هذه المسائل ثابتة، راسخة، حازِمة، حاسِمة لا نغيِّرها إلا تغيَّروا، ولا نبدِّلها إلا إذا هم بدَّلوا.

نسأل اللهَ -تعالى- أن يُثبِّتنا على الحقِّ والهُدى والسُّنَّة والتَّوحيد، وأن يُميتَنا غير خَزايا، ولا نَدامَى، ثابِتين راسِخِين، غير مُغيِّرين ولا مُبدِّلين؛ إنه -سبحانه- وليُّ ذلك والقادرُ عليه، وصلى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين.

تفريغ / أم محمد

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست