نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1346
قال ابنُ القيِّم: "لم يَدرِ هذا المغترُّ أن صومَ رمضان، والصَّلواتِ الخمس أعظم وأجلُّ مِن صيام يوم عَرفة، ومِن صيام يوم عاشوراء، وهي؛ إنما تُكفِّر ما بينها إذا اجتُنبت الكبائر؛ فرمضان إلى رمضان، والجمعةُ إلى الجمعة لا يَقْوَيان" وهما فرائض "لا يَقويان على تكفير الصَّغائر إلا مع انضمام تَرْك الكبائر إليها" يعني: لا بُد لمن أراد أن تُكفَّر صغائرُه؛ أن يجتنبَ الكبائر؛ {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ ..} {إِنْ}: شرطية {نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31]، قال: "فيَقْوَى مجموعُ الأمْرَيْن" العمل الصالح، واجتناب الكبائر "فيقوى مجموعُ الأمرَين على تكفير الصغائر".
ـ[أم محمد]ــــــــ[04 - 12 - 2010, 11:42 ص]ـ
أما بِدع عاشوراء؛ فالحقيقة أنها كثيرة:
منها: تخصيصُ قراءة آيات فيها ذِكر موسى -عليهِ السَّلام-.
ومنها: إحداث صلاة، يُسمُّونَها: "صلاة عاشوراء" بين الظهر والعصر.
ومنها: اعتقاد فضل الاكتِحال والاختضاب.
ومنها: أن بعض الناس يؤخِّر الزكاة الواجبة في شهر قبل المحرَّم؛ ليؤديها في يوم عاشوراء -منه-.
ومنها: بعضهم -وهذا موجود في بعض البلاد في هذه الأيام! في بعض البلاد اليمنية إلى هذه الأيام- يضعون دعاءً يُسمُّونه: (دعاء عاشوراء) يكرِّرون فيه: (حسبي الله ونعم الوكيل) سبعين مرة! ثم يضيفون كلمات مِن عندهم، ثم يَقول قائلهم، والمفتري هذا الدعاء، والكاذب فيه، قال: (إن مَن قرأ هذا الدعاء في يوم عاشوراء؛ لم يَمُت في سَنَتِه)! قال: (وهو مِن المجرَّبات التي لا شك فيها)!! هذه (المجرَّبات) يجب أن نضع نقطة الجيم السُّفلى إلى فوق؛ حتى تصيرَ مِن (المخرَّبات)! لأنها ما أنزل الله بها مِن سلطان، وهذا تكذيب لنصِّ كتابِ الله في إثبات الأعمار، والموتِ، وعدم الاستقدام، والاستِئخار .. إلى آخر ذلك.
ومنها: تخصيص زيارة القبور، أو السَّفر إليها، والاجتماع عندها .. وهكذا، هذه كلها من ذلك.
ومنها -أيضًا-وهو أشهرها، وهذا لا يزال إلى هذه الأيام-: التَّوسعة على النَّاس يوم عاشوراء؛ بشراء الحلويات .. الناس في بلادنا -إلى هذه الأيام- في يوم عاشوراء يتعمَّدون شراء الهرايس والكُنافة .. وغير ذلك مُعتمِدين في ذلك على حديثٍ لا يَصح عن النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فيه: (أن مَن وسَّع على أهله يوم عاشوراء؛ وسَّع الله عليه السَّنة كلَّها) ولا يصِح ذلك عن النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
وبعضُ النَّاس يتوسَّعون في ذِكر هذه التَّوسعة إلى أن تَصل إلى درجة السُّرور، والفَرح، والاحتفال في يوم عاشوراء، وهذه بدعة مِن (بِدَع النَّواصِب)، فكما سيأتينا -بعد قليل- أن الرَّوافض جعلوا يوم عاشوراء يومَ مأتَم، فخالفهم النَّواصب؛ وجعلوا يوم عاشوراء يوم فرح، وسرور، وحُبور!
وهذا باطل، وذالك باطل!
والحمد لله الذي جعلنا مِن أهل السُّنَّة السَّنِيَّة، والطريقة المحمديَّة، والمسالك النبوية، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143] فنحن لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء؛ وإنما نسير حذو القُذة بالقذة تجاه .. ونحو .. وإلى .. وعلى سُنَّة رسولِ الإسلام -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
وأما أعظم البِدع في يوم عاشوراء: فبدعة الحزن، واللَّطم، والتَّدمية، وضرب الرُّؤوس بالفُؤوس! وغير ذلك مما يُسمُّونه: (التَّطبير)، الرَّافضة تُسمِّيه: (التَّطبير)، وراجعتُ كتب اللغة لأعرف أصلاً لكلمة (التَّطبير)؛ فلم أظفر لها بشيء! -ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
فهذا الذي يفعلونه؛ إنما فعلوه بما ليس له علاقة بأصل يوم عاشوراء والسُّنَّة فيه، وما يتعلق به، ولكن؛ لِكَون الحُسين بن علي -رضيَ اللهُ عنهما- تُوفي مقتولًا شهيدًا -فـ"الحسن والحُسين سيِّدا شباب أهل الجنَّة"- مظلومًا في يوم عاشوراء، سَنَة إحدى وستِّين للهجرة.
والقصة في ذلك كثيرة وكثيرة جدًّا.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1346