قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -:
هذه أمور خالف فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما عليه أهل الجاهلية الكتابيين والأميين، مما لا غنى للمسلم عن معرفتها، فالضد يظهر حُسْنَه الضدُّ وبضدِّها تتبينُ الأشياء:
وأعظم وأهم ما فيها وأشدها خطرًا عدم إيمان القلب بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، فإن انضاف إلى ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية تمت الخسارة، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [العنكبوت 52].
* كنت قد نقلتها (من كتيب) -قديمًا- في بعض المنتديات، وهي قيمة جدًّا، وللشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- شرح عليها في مجلد. وهي بحاجة لشيء من الضبط، لعلي -إن يسر الله- أنشط لذلك في الأيام المقبلة.
ـ[أم محمد]ــــــــ[05 - 12 - 2010, 01:15 ص]ـ
المسألة الأولى:
أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين في دعاء الله وعبادته، يريدون شفاعتهم عند الله، لظنهم أن الله يحب ذلك، وأن الصالحين يحبونه، كما قال تعالى: {اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3]، وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: 18].
وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ فأتى بالإخلاص، وأخبر أنه دين الله الذي أرسل به جميع الرسل، وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص، وأخبر أن من فعل ما يستحسنونه فقد حرم الله عليه الجنة، ومأواه النار.
وهذه المسألة هي التي تفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الجهاد، كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39].
المسألة الثانية:
أنهم متفرقون في دينهم، {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 32]، وكذلك في دنياهم، ويرون أن ذلك هو الصواب، فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]، وقال: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} [الأنعام: 195].
ونهانا عن مشابهتهم بقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105].
ونهانا عن التفرق في الدين بقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].
المسألة الثالثة:
أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة، والسمع والطاعة له ذل ومهانة، فخالفهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأمر بالصبر على جور الولاة، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة، وغلظ في ذلك، وأبأ فيه وأعاد.
وهذه الثلاث هي التي جمع بينها فيما ذكر عنه في الصحيحين أنه قال: " إن الله يرضى لكنم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ".
ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.
المسألة الرابعة:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1334