وروى عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي عن أمير المؤمنين عُمَر بن بن الخطاب رَضي اللَّهُ عَنْهُ قال: لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ. وروى البهيقي عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: اجْتَنِبُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ فِي عِيدِهِمْ.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَنْ بَنَى بِبِلاَدِ الأَعَاجِمِ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ كَذَلِكَ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه الدولابي والبيهقي. ونصوص أهل العلم في تحريم إقامة عيد الميلاد أو حضوره أو الإعانة عليه أو تعظيمه كثيرة جدا.
وإن من أكثر ما يمارسه بعض المسلمين في عيد الميلاد هو التهنئة به مشافهة أو رسالة أو مهاتفة ونحو ذلك، ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه).
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: (ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملةً أو تودداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم).
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وإتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، وأن يمنحنا الفقه في الدين، وأن يتوفانا على الإسلام والسنة. إنه سميع مجيب.
(إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 364).
(الفتاوى الكبرى - (ج 2 / ص 488).
ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 11 - 2011, 08:12 م]ـ
مقال جاء في وقته.
أحسنتِ الاختيار -أختي الكريمة-؛ فجزاك الله خيرًا.
ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 12 - 2011, 11:04 م]ـ
قال العلامة ابن عثيمين -رحمهُ الله-:
(أمَّا التَّهنئةُ بالأعيادِ: فهذه حرامٌ -بلا شكٍّ-، وربَّما لا يَسلم الإنسانُ مِن الكفر؛ لأنَّ تَهنئتَهم بأعيادِ الكُفر رِضًا بِها، والرِّضا بالكُفر كُفرٌ.
ومِن ذلك: تَهنئتُهم بِما يُسمَّى بـ (عيدِ الكرِسْمس)، أو (عيد الفَصْح) -أو ما أشبه ذلك-؛ فهذا لا يَجوز -إطلاقاً-، حتى وإن كانوا يُهنِّئونا بأعيادِنا فإننا لا نُهنِّئهم بأعيادِهم.
والفَرقُ: أنَّ تَهنئتَهم إيَّانا بأعيادِنا تَهنئةٌ بِحَقٍّ، وأنَّ تَهنئتَنا إيَّاهُم بأعيادِهم تَهنئةٌ بِباطلٍ، فلا نقولُ: إنَّنا نُعاملهُم بِالمثلِ؛ إذا هنَّؤونا بأعيادِنا فإنَّنا نُهنِّئهم بأعيادِهم -للفَرْقِ الذي سَبق-.
وأمَّا تَهنئتُهم بأمورٍ دُنيويَّةٍ -كما لو وُلد له مولودٌ، أو وُجدَ له مفقودٌ فهنَّأناهُ، أو بَنَى بيتاً فهنَّأناهُ -أو ما أشبه ذلك-؛ فهذه يُنظر: إذا كان في هذا مصلحةٌ؛ فلا بأسَ بِذلكَ، وإن لم يَكُنْ فيه مصلحةٌ؛ فإنهُ نوعُ إكرامٍ؛ فلا يُهنَّؤون.
ومِن المصلحة: أن يكونَ ذلك على وجهِ المُكافأةِ؛ مثلُ: أن يَكونَ مِن عادتِهِم أن يُهنِّئونا بِمثلِ ذلك؛ فإنَّنا نُهنِّئُهم). "الشرح الممتع" (8) -باب عقد الذمة وأحكامها-.
ـ[طويلب لغة]ــــــــ[23 - 12 - 2011, 09:17 م]ـ
وأمَّا تَهنئتُهم بأمورٍ دُنيويَّةٍ -كما لو وُلد له مولودٌ، أو وُجدَ له مفقودٌ فهنَّأناهُ، أو بَنَى بيتاً فهنَّأناهُ -أو ما أشبه ذلك-؛ فهذه يُنظر: إذا كان في هذا مصلحةٌ؛ فلا بأسَ بِذلكَ، وإن لم يَكُنْ فيه مصلحةٌ؛ فإنهُ نوعُ إكرامٍ؛ فلا يُهنَّؤون.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1332