نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1303
إذا صح الحديث فهو مذهبي
ـ[أم محمد]ــــــــ[07 - 12 - 2010, 11:47 م]ـ
البسملة1
(الأئمة رحمهم الله – وذلك من فضلهم، وفضلهم من ربهم – حذروا أتباعهم الأولين الذين كانوا على علم من أن يتبعوهم، وأن يقلدوهم، ويجعلوهم الأصل في الرجوع، وينسوا بذلك أصل الشريعة: الكتاب والسنة.
ولستم بحاجة جميعًا إلى أن نسوق لكم أقوال الأئمة التي تدندن كلها حول الكلمة التي صحت عنهم جميعًا:
" إذا صح الحديث فهو مذهبي "
فحسبنا هذا القول منهم الآن.
فهذا دليل على أن كل إمام من أولئك الأئمة نصح نفسه، ونصح أمته وأتباعه حينما أمرهم بأن يرجعوا إلى الحديث إذا كان مخالفًا لاجتهاده ورأيه).
ـ[أم محمد]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 05:52 م]ـ
أقوال الأئمة في اتِّباع السُّنَّة وترك أقوالهم المخالِفة لها *
ومن المفيد أن نسوق هنا ما وقفنا عليه منها -أو بعضها-؛ لعل فيها عِظة وذكرى لمن يقلِّدهم - بل يقلد مَن دونهم بدرجات تقليدًا أعمى- ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء. والله -عزَّ وجلَّ- يقول: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِن ربِّكُم وَلا تتَّبِعُوا مِن دُونِه أولياءَ قَليلا مَا تَذَكَّرونَ} [الأعراف: 3].
1 - أبو حنيفة -رحمه الله-:
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت -رحمه الله-، وقد روى عنه أصحابُه أقوالا شتى وعبارات متنوعة؛ كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو: وجوب الأخذ بالحديث، وترك تقليد آراءِ الأئمة المُخالفة له:
1 - " إذا صحَّ الحديثُ فهو مذهبي ".
2 - " لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ".
وفي رواية: " حرامٌ على مَن لم يعرف دليلي أن يُفتي بكلامي ".
زاد في رواية: " فإننا بشر، نقول القول اليومَ، ونرجع عنه غدًا ".
وفي أخرى: " ويحك يا يعقوب! (هو أبو يوسف) لا تكتب كل ما تسمع مني؛ فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدًا، وأرى الرأي غدًا وأتركه بعد غد ".
3 - " إذا قلتُ قولا يُخالف كتابَ الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فاتركوا قولي ".
2 - مالك بن أنس -رحمه الله-:
وأما الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- فقال:
1 - " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي؛ فكل ما وافق الكتابَ والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ".
2 - " ليس أحدٌ بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويُترك؛ إلا النبي صلى الله عليه وسلم ".
3 - قال ابن وهب: سمعتُ مالكًا سُئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء؟ فقال: " ليس ذلك على الناس ". قال: فتركته حتى خف الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سُنة. فقال: " وما هي؟ " قلتُ: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن عن المستورد بن شداد القرشي قال: " رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه ". فقال: " إن هذا الحديث حسن، وما سمعتُ به قط إلا الساعة ". ثم سمعتُه بعد ذلك يُسأل؛ فيأمر بتخليل الأصابع!
3 - الشافعي -رحمه الله-:
وأما الشافعي -رحمه الله-؛ فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب، وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد، فمنها:
1 - " ما مِن أحد إلا وتذهب عليه سُنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه، فمهما قلتُ من قول، أو أصَّلتُ من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلتُ؛ فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قولي ".
2 - " أجمع المسلمون على أن من استبان له سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم يحل له أن يدعها لقول أحد ".
3 - " إذا وجدتم في كتابي خلاف سُنَّة رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-؛ فقولوا بسُنَّة رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلم-، ودَعُوا ما قلتُ ".
وفي رواية: " فاتَّبعوها، ولا تلتفتوا إلى قولِ أحد ".
4 - " إذا صح الحديث؛ فهو مذهبي ".
5 - " أنتم أعلم بالحديث والرجال مني، فإذا كان الحديث الصحيح؛ فأعلِموني به؛ أي شيء يكون: كوفيًّا، أو بصريًّا، أو شاميًّا؛ حتى أذهب إليه إذا كان صحيحًا ".
6 - " كل مسألة صح فيها الخبرُ عن رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلَّم- عند أهلِ النقلِ بخلاف ما قلتُ؛ فأنا راجعٌ عنها في حياتي وبعد موتي ".
7 - " إذا رأيتُموني أقولُ قولًا وقد صحَّ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلمَ- خلافُه؛ فاعلموا أن عقلِي قد ذهبَ ".
8 - " كل ما قلتُ فكان النبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- خلاف قولي مما يصح؛ فحديث النبي أولَى؛ فلا تُقلِّدوني ".
9 - " كل حديثٍ عن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-؛ فهو قَولي -وإن لم تسمعوه مني- ".
4 - أحمد بن حنبل -رحمه الله-:
وأما الإمام أحمد؛ فهو أكثر الأئمة جمعًا للسُّنة وتمسُّكًا بها، حتى " كان يكره وضع الكُتب التي تشتمل على التفريع والرأي "؛ ولذلك قال:
1 - " لا تقلدْني، ولا تقلد مالكًا، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخذْ من حيث أخذوا ".
وفي رواية: " لا تقلدْ دينَك أحدًا من هؤلاء، ما جاء عن النبي -صلى الله عليهِ وسلَّم- وأصحابِه؛ فخذْ به، ثم التابعين -بعدُ-؛ الرَّجُل فيه مُخيَّر ".
وقال مَرة: " الاتِّباع: أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- وعن أصحابه، ثم هو من بعد التابعين مُخيَّر ".
2 - " رأي الأوزاعي، ورأي مالك، ورأي أبي حنيفة؛ كله رأي، وهو عندي سواء؛ وإنما الحُجة في الآثار ".
3 - " مَن ردَّ حديث رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-؛ فهو على شفا هَلَكة ".
* نقلا من مقدمة " صفة صلاة النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- " للإمام الألباني -رحمه الله-.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1303