نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1285
ـ[أم محمد]ــــــــ[19 - 12 - 2010, 11:51 م]ـ
- وفي "المسند" وغيره عن أبي سعيد الخدري -رَضِي اللهُ عَنهُ- قال: دخلت على النبي -صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم- وهُو مَحمومٌ، فوضعتُ يدي مِن فوق القَطِيفة، فَوجدتُ حَرارةَ الحُمَّى، فقلتُ: ما أشدَّ حُمَّاك يا رسول الله! قال:
" إنَّا كَذلكَ مَعاشِرَ الأنبياءِ؛ يُضاعَفُ عَلينا الوَجعُ؛ لِيُضاعَفَ لنا الأَجرُ ".
قال: قلتُ: يا رسول الله! فأيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ قال:
" الأَنبِياءُ ".
قلتُ: ثُمَّ مَن؟ قال:
" الصَّالِحون، إنَّ الرَّجلَ لَيُبتَلَى بِالفَقْرِ حتَّى ما يَجِدُ إلا العَباءَةَ فيَجوبُها فيَلبَسُها، وإنَّ الرَّجُلَ لَيُبْتَلَى بِالقُمَّلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ القُمَّلُ، وكانَ ذَلِكَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ العَطاءِ إِلَيْكُمْ ".
[صحيح - أخرجهُ أحمد (3/ 94)، وابنُ ماجه (4024)]
- وفي "المسند" و"النَّسائي" مِن حديث أبِي سَعيدٍ: قالَ رجُلٌ: يَا رَسولَ اللهِ! أرَأيتَ هَذِهِ الأَمراضَ الَّتي تُصِيبُنا مَا لَنا بِها؟ قال:
" كَفَّاراتٌ ".
فَقالَ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: يا رسولَ الله! وَإِنْ قَلَّتْ؟ قال:
" شَوكَة فمَا فَوقَها ".
قالَ: فَدَعا أُبَيُّ بنُ كَعبٍ عَلى نَفسِه عِندَ ذَلكَ أن لا يُفارِقَهُ الوَعكُ حتَّى يَمُوتَ، ولا يُشغِلَهُ عن حَجٍّ، ولا عُمرَةٍ، ولا جِهادٍ في سَبيلِ اللهِ، وصلاةٍ مكتوبَةٍ في جَماعَةٍ. قال: فمَا مَسَّ رَجُلٌ جِلْدَه بعدَها إِلا وَجَدَ حَرَّهَا حتَّى مَاتَ.
[حسن - أخرجَهُ النَّسائي في "الكبرى" (3/ 502 - 503 - تحفة الأشراف)، وأحمد (3/ 23)]
- وَخرجَ بَعضُ الصَّحابةِ زائِرًا لِرَجلٍ مِن إِخوانِهِ، فبَلَغَهُ أنَّه شَاكٍ قبلَ أن يَدخُلَ عَليهِ، فقالَ: أتيتكَ زائِرًا، وأتيتُك عائِدًا ومُبَشِّرًا. قال: كيفَ جَمَعتَ هَذَا؟ قال: خَرجْتُ وَأنا أُريدُ زِيارَتَكَ فَبَلغَنِي شَكاتُكَ؛ فصَارَتْ عِيادَةً، وَأُبشِّرُكَ بِشَيءٍ سَمِعتُهُ مِن رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم- قال:
" إِذَا سَبَقَتْ لِلعَبْدِ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا -أَو قالَ: لَمْ يَنَلْها- (بِعَمَلِهِ)؛ ابتلاهُ اللهُ في جَسَدِهِ أو في وَلَدِه أو في مالِهِ، ثم صَبَّرهُ حتى يَبلغَ المنزِلَةَ الَّتي سَبقتْ لَهُ مِنَ اللهِ عزَّ وجَلَّ ".
[حسن بِشواهدِه: أخرجه البخاري في التَّاريخ الكبير (1/ 73)، وأبو داود (3090)، وأحمد (5/ 272)]
ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 02 - 2012, 01:00 م]ـ
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 - 157]
قال الإمام السعدي في تفسيره:
(أخبر -تعالى- أنه لا بد أن يَبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنَّته -تَعالى- في عباده؛ لأن السرَّاء لو استمرت لأهل الإيمان ولم يحصل معها محنة؛ لحصل الاختلاط الذي هو فساد، وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر.
هذه فائدة المحن؛ لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان، ولا ردهم عن دينهم، فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين.
فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده {بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ} من الأعداء {وَالْجُوعِ} أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك.
{وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ} وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية، وغرق، وضياع، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة، وقطاع الطريق وغير ذلك.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1285