نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1232
الآن: كثير من النَّاس يقول: فلان كالبوم لا يأتي إلا بالخراب! وهذا خطأ وخطرٌ عقائدي؛ البومُ خلْق من خلْقِ الله، ليس علامةَ شرٍّ، ولا علامةً على غيرِ ذلك؛ إنَّما هو له صوته -هكذا خلَق اللهُ صوتَه-، إنَّ أَنْكَرَ الأَصواتِ صَوتُ الحَميرِ؛ هل هذا يعني أن فيها خيرًا أو شرًّا؟ وكذلك البُوم.
فاعتقادات بعضِ النَّاس في البُوم أنَّه دليلُ خرابٍ، أو علامة شُؤم؛ هذا -أيضًا- مِن بقايا الجاهليَّة.
وهنالك بعضُ البِدع والاعتقاداتِ الفاسدة التي وقع فيها بعضُ النَّاس -أيضًا- سئلتْ عنها اللجنةُ الدَّائمة للإفتاء في بلادِ الحرَمين الشَّريفَين؛ فقال السَّائل:
(إن بعضَ العلماءِ في بلادِنا يَزعمون أنَّ في دِين الإسلام نافلةً تُصلَّى يوم الأربعاء آخرَ شهر صفَر، وقت صلاةِ الضُّحى، أربع ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ، تَقرأ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكِتابِ وسورةَ الكوثر سبع عشرةَ مرَّة، وسورةَ الإخلاصِ خمسين مرةً، والمعوِّذتين مرةً مرةً، تفعل ذلك في كلِّ ركعة وتسلِّم، وحين تُسلِّم ..) القضية لسَّة طويلة شوي!! (وحين تُسلِّم تَشرع في قراءةِ قولهِ-تَعالَى-: {اللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ثلاثمائة وستين مرَّة)!! هذا حديث مركَّب على أصولِه؛ حتى مَن قرأهُ، أو فعلهُ؛ لا يَرجع إليه!!!
قال: (و"جَوهر الكمالِ" ثلاث مرَّات)؛ هذا دليل على أن هذه من أفاعيل الصُّوفيَّة والمخرِّفة .. (واختتِم بـ {سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عمَّا يَصِفُونَ - وسلامٌ عَلى المُرسَلينَ - والحمدُ للهِ ربِّ العالَمين}، وتصدَّق بشيءٍ من الخبز إلى الفقراء)!
قال: (وخاصيَّة هذا: دفعُ البلاء الذي يَنزل في الأربعاء الأخير من شَهر صفر)!
قال: (وقولُهم: إنه يَنزلُ في كلِّ سَنةٍ ثلاثمائة وعشرون ألفًا من البليَّات، وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر؛ فيكون ذلك اليومُ أصعبَ الأيَّام في السَّنة كلِّها، فمَن صلَّى هذه الصَّلاة بالكيفيَّة المذكورة؛ حفظهُ اللهُ -بكرمِه- مِن جميعِ البلايا التي تَنزِلُ في ذلك اليوم، ولم يَمسَّه شيءٌ مِن الشَّرِّ ..) إلى آخرِه!
فأجابَ عُلماء اللَّجنة الدائمة .. قال:
(هذه النَّافلةُ المذكورةُ في السُّؤال: لا نعلم لها أصلًا -لا مِن الكتاب، ولا من السُّنَّة-، ولم يَثبتْ لدينا أن أحدًا مِن سلف هذه الأمَّة وصالحي خلَفِها عمل بهذه النَّافلة؛ بل هي: بدعةٌ مُنكرَةٌ).
نقولُ: وكلُّ بدعةٍ مُنكرة؛ النَّبي -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يقول: «كل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النَّار».
قال: (وقد ثبتَ عن رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم- أنَّه قال: «مَن عملَ عملًا ليسَ عليهِ أمرُنا؛ فهو ردٌّ»، وقال -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «مَن أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليسَ منه؛ فهو ردٌّ») روايتان، والرِّوايتان في «الصَّحيحين» -البخاري ومسلم-.
قال: (ومَن نَسب هذه الصَّلاةَ وما ذُكر معها إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم-، أو إلى أحدٍ من الصَّحابة -رضِيَ اللهُ عنهم؛ فقد أعظمَ الفِريَةَ، وعليه مِن الله ما يستحقُّ مِن عقوبةِ الكذَّابين).
اسمعوا ماذا يقولُ النبيُّ الكريم -صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبهِ أجمعين-: «إنَّ كذِبًا عليَّ؛ ليس ككَذِبٍ على أحدٍ، ومَن كذَب عليَّ متعمِّدًا؛ فلْيتبوَّأ مقعدَه مِن النَّار»، ويقول -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «مَن حدَّث عنِّي بحديثٍ يُرى ..»؛ «يُرى» أي: يُظن. (يَرى): يعتقد. «يُرى»: يُظنُّ، تقولُ: إنِّي أرى هذا الشيءَ كذا وكذا؛ أي: أعتقد. إنِّي أُرى هذا الشيءَ كذا وكذا؛ أي: أظن.
«مَن حدَّث عنِّي بحديثٍ يُرى؛ فهو أحدُ الكاذِبِين»، وفي لفظ: «فهو أحدُ الكاذِبَين»؛ الكاذب الأوَّل: مفتَريه، والكاذِب الثَّاني: ناقلُه.
فكذلك الذي يَرويه دون هذا التثبُّت؛ فهو كاذِب.
يقولُ الإمامُ ابنُ حبَّان: (إنَّ الشَّاكَّ بما يَروِي؛ كالكاذِب على رسول الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم-).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1232