responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1225
(9) أي: اندرس أثر الإبل وغيرها في سَيرها، ويحتمل أثر الدَّبَر المذكور. وفي "سُنن أبي داود" (2/ 503) كتاب المناسك، حديث رقم (1987): " وعفا الوَبَر ": أي كثر وبرُ الإبل الذي حُلق بالرِّحال. يُراجع "فتح الباري" (3/ 426).

ـ[أم محمد]ــــــــ[07 - 01 - 2011, 09:39 ص]ـ
المبحث الثاني: بدعة التَّشاؤم بـ (صَفر)

ورد في الحديث قوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " لا عَدْوَى، ولا طِيَرَة، ولا هامَةَ، ولا صَفَر ".

واختلف العلماء في قوله " لا عَدْوَى "، فهل المراد النهي أو النفي؟

قال ابن قيم الجوزية: (هذا يحتمل أن يكون نفيًا، أو يكون نهيًا، أي: لا تتطيَّروا، ولكن: قوله في الحديث: " لا عَدْوَى، ولا صَفَر، ولا هامَةَ " يدل على أن المرادَ النفي، وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنَّفي في هذا أبلغ من النَّهي؛ لأن النَّفي يدلُّ على بطلان ذلك، وعدم تأثيرِه، والنَّهي إنما يدل على المنع منه) اهـ.

وقال ابن رجب: (اختلفوا في معنى قوله: " لا عَدْوَى "، وأظهرُ ما قيل في ذلك: أنَّه نفي لما كان يعتقدُه أهل الجاهلية مِن أن هذه الأمراض تُعدي بطبعها، مِن غير اعتقادِ تقدير الله لذلك، ويَدل على هذا قولُه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " فمَنْ أَعْدَى الأوَّل؟ " يُشير إلى أنَّ الأوَّل إنما جَرِب بِقضاء الله وقَدَره، فكذلك الثَّاني وما بعده) اهـ.

قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ...}.

وأما قوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " ولا صَفَر "؛ فاختلف في تفسيرِه:

أولًا: قال ابنُ كثيرٍ -مِن المتقدِّمين-: (الصَّفَر) داء في البطن، يقال: أنه دُود فيه كبار كالحيَّات، وهو أعدى مِن الجرب عند العرب، فنفَى ذلك النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وممن قال بهذا من العلماء: ابنُ عيينة، والإمام أحمد، والإمام البخاري، والطبري.

وقيل: المراد بالصفَر: الحيَّة، لكن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدون أن مَن أصابه قتَلَه، فردَّ الشارعُ ذلك بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل.
وقد جاء هذا التَّفسير عن جابر وهو أحد رواة حديث: " ولا صَفَر ".

ثانيًا: وقالت طائفة: بل المراد بصفر هو (شهر صفر).

ثم اختلفوا في تفسيره على قولَين:

أ - أن المراد نفيُ ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النَّسيء فكانوا يُحِلُّون المحرَّم، ويُحرِّمون صفر مكانَه، وهذا قول الإمام مالك.

ب - أن المراد أن أهل الجاهليَّة كانوا يَستشئمون بصَفر ويقولون أنه شهر مَشؤوم؛ فأبطل النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- ذلك. ورجَّح هذا القولَ ابن رجب الحنبلي.

ويجوز أن يكون المراد هو الدوابُّ التي في البطن، والتي هي أعدى من الجرَب -بزعمهم-، وأن يكون المراد تأخير المحرَّم إلى صفر وهو ما يسمى بـ (النَّسيء)، وأن الصَّفَرين -جميعًا- باطلان لا أصل لهما، ولا تصريح على واحد منهما.

وكذلك يجوز أن يكون المراد هو نفي التَّشاؤم بصفر؛لأن التَّشاؤم بشهر صَفر مِن الطِّيَرة المنهيِّ عنها؛ لقوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " لا طِيَرَة "، وقوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " الطِّيَرةُ شِركٌ، الطِّيَرةُ شِركٌ ". ويكون قوله: " وَلا صَفَر " مِن باب عطف الخاص على العام، وخصَّه بالذِّكر لاشتهاره.

فالنفيُّ- والله أعلم- يشمل جميع المعاني التي فسَّر العلماء بها قوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- " لا صَفَر " والتي ذكرتها؛ لأنها -جميعًا- باطلة لا أصل لها، ولا تصريح على واحد منها.

فكثير من الجهال يتشاءم بصفر، وربما ينهى عن السَّفر فيه، وقد قال بعض هؤلاء الجُهَّال: ذكر بعض العارفين أنه ينزل في كلِّ سنةٍ ثلاثمائة وعشرون ألفًا مِن البليَّات، وكل ذلك في يوم الأربعاء الأخير مِن صَفر، فيكون ذلك اليوم أصعب أيَّام السَّنَة -كلِّها-، فمَن صلى في ذلك اليوم أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرَّة، وسورة الكوثر سبع عشرة مرَّة، والإخلاص خمس عشرة مرَّة، والمعوذتين مرَّة، ويدعو بعد السَّلام بهذا الدُّعاء؛ حفظه الله بِكرمِه مِن جميع البليَّات التي تنزل في ذلك اليوم، ولم تَحم حوله بليَّة في تلك السَّنة!

وهذا هو الدعاء:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست