responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1177
وسأله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- رجلٌ فقال: يا رسولَ الله؛ أي النَّاس أحق بِحُسن صحابتي؟ قال: " أمُّك "، قال: ثم مَن؟ قال: " أمُّك "، قال: ثم مَن؟ قال: " أمُّك "، قال: ثم مَن؟ قال: " أبوك، ثم الأقرب فالأقرب " [8].

وقال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: " لا يَدخل الجنَّة قاطع " [9]؛ يعني: قاطع رحم.

وصحَّ عنه -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- أنه قال: " مَن أحبَّ أن يُبسَط له في رِزقِه، ويُنسَأ له في أجلِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَه " [10].

والآيات والأحاديث في بِر الوالِدَين وصلةِ الرَّحِم وبيان تأكيد حقِّ الأم كثيرة مشهورة، وفيما ذكرنا منها كفاية ودلالة على ما سواه.

وهي تدل مَن تأمَّلها دلالة ظاهرة على وجوب إكرام الوالِدَين -جميعًا-، واحترامِهما، والإحسانِ إليهما، وإلى سائر الأقارب في جميع الأوقات، وتُرشد إلى أن عقوق الوالِدَين، وقطيعةَ الرَّحِم مِن أقبح الصِّفات والكبائر التي توجب النَّار وغضب الجبار -نسأل الله العافية مِن ذلك-، وهذا أبلغ وأعظم مما أحدثه الغرب مِن تخصيص الأم بالتَّكريم في يوم مِن السَّنَة -فقط-!! ثم إهمالها في بقيَّة العام!! مع الإعراض عن حقِّ الأب وسائر الأقارب!!

ولا يخفى على اللَّبيب ما يترتب على هذا الإجراء من الفساد الكبير، مع كَونه مخالفًا لِشرع أحكم الحاكمين، وموجبًا للوقوع فيما حذَّر منه رسوله الأمين.

ويلتحق بهذا التَّخصيص والابتداع: ما يفعله كثير من الناس من الاحتِفال بالموالد، وذِكرى استقلال البلاد، أو الاعتلاءِ على عرش المُلك، وأشباه ذلك؛ فإن هذه -كلَّها- مِن المحدَثات التي قلَّد فيها كثيرٌ من المسلمين غيرَهم من أعداء الله، وغفلوا عما جاء به الشَّرع المطهَّر مِن التَّحذير مِن ذلك، والنَّهي عنه؛ وهذا مصداق الحديث الصَّحيح عن رسول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-؛ حيث قال: " لتتبعُنَّ سَنَنَ مَن كان قَبلَكُم حَذو القذَّةِ بالقذَّةِ، حتى لو دَخَلُوا جُحرَ ضَبٍّ لدَخلتُموهُ "، قالوا: يا رسول الله؛ اليهود والنَّصارى؟ قال: " فمَن؟ " [11]، وفي لفظٍ آخر: " لتأخذُنَّ أمَّتي مأخذ الأمم قبلَها شبرًا بشبرٍ، وذِراعًا بذراع "، قالوا: يا رسول الله؛ فارس والروم؟ قال: " فمَن؟ " [12]؛ والمعنى: فمَن المراد إلا أولئك.

فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق -صلَّى الله عليه وسلَّم- مِن متابعة هذه الأمة -إلا مَن شاء الله منها- لمن كان قبلهم مِن اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم مِن الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم، حتى استحكمت غربة الإسلام، وصار هدي الكفار وما هم عليه من الأخلاق والأعمال أحسنَ عند الكثير مِن الناس مما جاء به الإسلام! وحتى صار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والسُّنةُ بدعةً والبدعة سُنةً عند أكثر الخلق؛ بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة المستقيمة!!

فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله أن يوفِّق المسلمين للفقه في الدِّين، وأن يصلح أحوالهم، ويهدي قادتهم، وأن يوفِّق علماءنا وكُتّابنا لنشر محاسن دينِنا والتَّحذير من البدع والمحدثات التي تُشوِّه سمعته وتُنفر منه؛ إنه على كل شيء قدير.

وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمَّد وآله وصحبه ومَن سلك سبيله واتبع سنته إلى يوم الدين.

("مجموع فتاوى ومقالات متنوِّعة"، [5]/ 189، الشيخ ابن باز)

(1) البخاري (2697)، ومسلم (1718).
(2) مسلم (1718)، (18).
(3) مسلم (867).
(4) سورة الإسراء، الآية: 23.
[5] سورة لقمان، الآية: 14.
(6) سورة محمد، الآيتان: 22 - 23.
(7) البخاري (2654)، (5976)، (6273)، (9619)، ومسلم (87).
[8] أبو داود (5139)، والترمذي (1898)، ومسند الإمام أحمد (5/ 3)، و"صحيح سُنن أبي داود" (4285)، وانظر: البخاري (5971)، ومسلم (2548).
[9] البخاري (5984)، ومسلم (2556).
[10] البخاري (5986)، ومسلم (2557).
[11] البخاري (3456)، ومسلم (2669).
[12] البخاري (7319).
[نقلًا من كتاب: "البدع والمحدَثات وما لا أصلَ له"، ص212 - 217، مع اختلاف في ترقيم الحواشي]
ـ[أم محمد]ــــــــ[31 - 03 - 2011, 03:59 م]ـ
تحذير الإخوان من كذبة (إبريل / نيسان) (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=4746)
ـ[أم محمد]ــــــــ[04 - 06 - 2011, 12:47 م]ـ
بدع شهر رجب ....
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست