نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1132
إن للدعاء أركانا وأجنحة وأسبابا وأوقاتا فإن وافق أركانه قوى وإن وافق أجنحة طار فى السماء وإن وافق أسبابه نجح وإن وافق أوقاته فاز فأركانه الرأفة والاستكانة والخشوع وأجنحة الصدق والإخلاص وأسبابه الحمد والثناء والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وأوقاته السحر.
آداب الدعاء
1ـ الإخلاص:
يقول الله عزوجل {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} البينة5 وقول الله تعالى {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} لقمان32ويقول أيضا {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} يونس22
2ـ الحمد والثناء:
{الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين} الفاتحة 7
يقول ابن القيم رحمه الله لما كان سؤال الله هداية الصراط المستقيم من أجل المطالب ونيله أشرف المواهب علّم الله عباده كيفية السؤال والتوسل إليه بأسمائه وصفاته والتوسل إليه بعبوديته وهاتان الوسيلتان لا يكاد يُرد معهم الدعاء.
ويشهد لذلك أيضا الحديث القدسى الذى رواه مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم عن ربه عزوجل (قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين فإذا قال العبد "الحمد لله رب العالمين"قلتُ حمدنى عبدى وإذا قال "الرحمن الرحيم" قلتُ أثنى على عبدى وإذا قال "مالك يوم الدين" قلتُ مجدنى عبدى وإذا قال "إياك نعبد وإياك نستعين " قلتُ هذا ما بينى وبين عبدى نصفين وإذا قال "إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" قلتُ هذا لعبدى ولعبدى ما سأل). وأيضا حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال (سمع النبى صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو يقول اللهم إنى أسألك وأشهد أنك أنت الله الذى لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد قال النبى والذى نفسى بيده لقد سُئل بإسمه الأعظم الذى إذا دُعى به أجاب وإذا سُئل به أعطى)
3ـ الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم:
كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم فى التشهد لما جاء فى صحيح البخارى من حديث عبد الله بن مسعود أنه قال (كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة، قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء، أو بين السماء والأرض، أشهد أن لاإله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوه) وأيضا جاء فى الترغيب والترهيب حديث عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث رواته ثقات ورفعه بعض العلماء والصحيح أنه موقوف على علي رضى الله عنه وأيضا عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: ذكر لي أن الدعاء يكون بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم. والصحيح أنه موقوف على عمر.
4ـ الجزم بالدعاء واليقين بالإجابة:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1132