الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله وعلى آلِه وصَحبِه ومَن وَالاهُ، أمَّا بَعْدُ:
فقد قرأتُ بالأمسِ موضوعًا لأخينا (أبي مالك الدرعمي) ـ حفظه الله تعالى ـ في ذِكرِ ما يَقَعُ مِن اللَّحنِ والخطأِ مِن النَّاس في قِراءةِ سُورةِ الفاتحةِ مِن اللَّحنِ الجليِّ والخفيِّ، فلمَّا قرأتُ ما سطَّره ـ بارك الله فيه ـ تذكَّرتُ أنِّي كنتُ وقفتُ منذُ مُدَّةٍ على منظومةٍ للعلَّامةِ الجعبريِّ رحمه الله تعالى في تَجويدِ الفاتحةِ، فبحثتُ عنها في الشَّبكةِ فوجدتُها في مُنتدَياتٍ كثيرةٍ، لكنَّها مُشوَّهةٌ وممسوخةٌ، مليئةٌ بالأخطاءِ الإملائيَّةِ والعَروضيَّةِ والنَّحْويَّةِ وغير ذلك!!
ولا تخفى عليكم ظاهرةُ النَّقلِ في المنتدياتِ، فالنُّسخةُ التي وجدتُها في تِلكُم المنتدياتِ منقولةٌ كلُّها مِن مَصدرٍ واحدٍ ـ أشير إليه أو لم يشر!! ـ، وكلُّ مَن نقلَها نقلها على عُجَرِها وبُجَرِها، ولم يكلِّف أحدُهم ـ وغالبُهم ليس أهلًا لذلك والله المستعانُ ـ لم يكلِّف أحدُهم نفسَه بِالنَّظر فيما ينقلُه، بل لعلَّ بعضهم لم يَقرَأ ما نقلَه أصلًا!!
وحين لم أَجِدْ إلَّا هذه النُّسخةَ السَّقيمةَ بحثتُ عن شَرحٍ للمنظومةِ، فوجدتُ شرحًا للعلَّامةِ ابنِ أمِّ قاسم المُراديِّ ـ رحمه الله تعالى ـ، ولم أَجِدْ من هذا الشَّرحِ كذلك إلَّا نُسخةً واحدةً مكتوبةً على (الوُورْد) نسخَها أحدُهم مِن مخطوطةٍ لِلشَّرحِ، فاستبشرتُ خيرًا حين وجدتُها، ثمَّ حينَ اطَّلعتُ على نُسخةِ (الوُورْد) خابَ أملي، إذ وجدتُ هذه النُّسخةَ قد سَبَقتْ الأُولى ونَافسَتْها في التَّحريفِ والتَّصحيفِ، بل تحوَّل فيها الشَّارِحُ ـ بقدرة القادر ـ من (المراديِّ) إلى (الِمرداوِيِّ)!! والله المستعانُ.
وبحثتُ عن نُسخٍ أخرى لِلشَّرحِ فلم أَجِدْ إلَّا هذه النُّسخةَ الوَحِيدةَ الفَريدةَ، في كثيرٍ مِن المنتدياتِ، بل وجدتُها كذلك في كثيرٍ مِن المواقعِ المتخصِّصةِ في التَّجويدِ والقِراءاتِ وعُلومِ القُرآنِ على حَالها مِن كثرةِ التَّحريفِ والخطأِ، ولا حَولٌ ولا قُوةٌ إلَّا بِالله!!
ولمَّا كانَ الأمرُ كذلك استعنتُ الله تعالى على ضَبطِ هذه المنظومةِ الفَريدةِ في بابِها، فنظرتُ في النُّسختَينِ السَّابقتَينِ، وقارنتُ بينَهُما، واجتهدتُ ما أمكنَ في تَصحيحِ الخطأِ وإصلاحِ الكَسرِ، وحينَ انتهيتُ من عَمَلي بفَضلِ الله تعالى، أنعمَ الله عليَّ بالحصولِ على نُسخةٍ مخطوطةٍ مِن الشَّرحِ السَّابقِ، فنَظرتُ فيها، فوجدتُ الأبياتَ سليمةً فيها والحمدُ لله تعالى، ووجدتُ أنِّي وَافَقْتُ الأصلَ الصَّحيحَ في غَالبِ ما قُمتُ بتَصحيحِه في النُّسختَينِ السَّابقتَينِ، ولله الحمدُ والمِنَّةُ ..
فإليكُم إِخوَاني الكِرام المتنَ مَضبوطًا ومَشكُولًا ـ ولأوَّلِ مرَّةٍ كما يَقولُونَ!! ـ وقد جعلتُ المخطوطةَ أصلًا، وعلَّقتُ على بَعضِ الأبياتِ تعليقاتٍ مختصرةً لإيضاحِ ما أبهم، كما أشرتُ في الهامشِ إلى أمثلةٍ مِن الإِبداعاتِ في التَّحريفِ والتَّصحيفِ ممَّا وجدتُه في النُّسختَينِ الفَريدَتَينِ!!
وإلَى المقصودِ ..
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[22 - 04 - 2011, 02:48 م]ـ
.. الواضحة في تجويد الفاتحة ..
للعلامة إبراهيم الجعبري رحمه الله تعالى
.. من بحر الطويل ..