(1)
تُعَد الصَّلاة أعظمَ الفرائضِ العَمَليَّةِ التي فَرَضها اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى- على عِبادِه.
قال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:
«بينَ الكُفْرِ والإيمانِ تَركُ الصَّلاةِ».
وقد أُمِرَ المسلمونَ أنْ يُعَلِّموا أولادَهم الصَّلاة.
قال النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:
«عَلِّموا أولادَكم الصَّلاةَ إِذا بَلَغُوا سَبْعًا، واضرِبُوهُم عليها (1) إِذَا بَلَغُوا عَشْرًا. . .».
(2)
والصَّلاةُ المأمورُ بأدائِها صلاةٌ ذاتُ هَيئاتٍ مَعلومة، وكَلماتٍ معلومةِ، وأوقاتٍ معلومة.
قال اللهُ -تَباركَ وتَعالى-:
{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنينَ كِتابًا مَوقُوتًا} [النساء: 103].
أي: فرضًا فرَضه اللهُ -سُبحانَهُ- على عبادِه المؤمنين في أوقاتٍ معلومةٍ محدودة، لا يجوزُ للمُسلمِ أن يتعدَّاها بالغفلةِ عن صلاةٍ حتى يخرُجَ وقتُها، ويدخلَ وقتُ الصَّلاة الأخرى التي بعدَها.
ولقد بيَّن لنا ربُّنا -سُبحانَهُ وتَعالَى- على لسانِ رسولِه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أوقاتَ الصَّلاة، ابتداءً مِن صلاة الفجرِ، إلى صلاةِ العشاء.
ونعرفُها نحن بسماعِ صوتِ المؤذِّن يُنادي:
اللهُ أكبرُ، الله أكبر.
اللهُ أكبرُ، الله أكبر.
أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله.
أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله،
حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة.
حيَّ على الفلاحِ، حيَّ على الفلاحِ.
اللهُ أكبرُ، الله أكبر.
لا إلهَ إلا الله.
فإذا سمِعنا هذا «الأذانَ» (2)؛ فهذا يعني أنَّ وقتَ الصَّلاة قد حان.
(3)
أما عن هيئاتِ الصَّلاة والحركاتِ التي يقومُ بها المُصلِّي في صلاتِه؛ فنحنُ مأمورون بأخذِها مِن سُنَّةِ النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
قال النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:
«صَلُّوا كَما رأيْتُموني أُصَلِّي. . .».
فَعَلَى العبدِ المسلمِ الطائِعِ لربِّه -سُبحانَهُ وتَعالَى- أنْ تكونَ صلاتُه مُوافِقةً لصَلاةِ رسولِ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- تمامَ المُوافقة، حتى يرضَى عنه ربُّه -سُبحانَهُ-، ويُثيبَه على عملِه الثَّوابَ الحسَن، والأجرَ الجزيل.
(4)
ولقد بيَّن لنا ربُّنا -سُبحانَهُ وتَعالَى- في عِدةِ آياتٍ مِن القرآنِ العظيمِ فضلَ الصَّلاة، وفضلَ المحافظةِ عليها، وإثمَ تارِكِها أو المتساهِلِ فيها.
قال اللهُ -تَعالى-:
{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ - أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج: 34 - 35].
وقال:
{وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
وقال:
{أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ - الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1 - 2].
. . . ونحنُ لا نكونُ مُقيمين الصَّلاةَ حتى نؤدِّيَها بأحكامِها وشروطِها وأوقاتِها وآدابِها.
(5)
وشروطُ صحةِ الصَّلاة:
1 - الوُضوء:
وقد شرحناه في الرِّسالةِ السَّابقة، فعلى مَن يريد الصَّلاة أن يتوضَّأ لها إذا لم يكنْ متوضِّئًا.
2 - طهارةُ البدنِ والثَّوبِ والمكان:
فعلى المُصلِّي أن يتثبَّتَ مِن نظافةِ جِسمِه، وأنه ليس عليه أيّةُ نجاسات، وكذلك ثوبُه والمكانُ الذي يقفُ عليه ليؤدي صلاتَه.
3 - التَّوجُّهُ إلى القِبلة:
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{فَلَنُوَلِّيَنَّكَ (3) قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ (4) المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144].
والقِبلةُ جِهَتُها معروفةٌ معلومةٌ.
4 - دخولُ الوقتِ:
فلا تصحُّ صلاةٌ قبل دخولِ الوقتِ؛ كما لا تَصِح بعد خُروجه.
قال الله -سُبحانَه-:
{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ - الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4 - 5].
أي: غافِلون عنها؛ يؤخِّرونَها عن وقتِها الشرعي دون عُذر.
5 - سَترُ العورَة:
فلا يجوزُ أن يُصَلِّيَ المسلمُ عاريًا، تَظهرُ عورَتُه.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1020