نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1021
فأيُّ شرطٍ ينقُصُ مِن هذه الشروطِ يكونُ مُبطِلًا للصَّلاةِ إذا كان عن قصدٍ وتَعَمُّد، أما إذا كان عن نِسيان، أو خطأ، أو جهل؛ فيُعفَى عنه به، ولكنْ عليه أن يتعلَّمَ إذا جَهِل، ويرجِع إذا أخطأ.
(6)
فإذا توفرَتْ هذه الشروطُ، وتهيأَ االمسلمُ للصلاةِ؛ فَعَليهِ أن يؤدِّيَها كما يأتي:
1 - يستحضِرُ النِّيَّةَ في قلبِه دون أنْ يتلفَّظَ بها؛ وذلك بِتحديدِ ركعاتِها، أو نوعِها؛ فرضًا كانت أم سُنةً.
2 - ثم يرفعُ يديهِ إلى أذنَيْه، ويقولُ: «اللهُ أكبرُ».
3 - ثم يضعُ يدَهُ اليُمنى على اليُسرى فوقَ صدرِه، ويبدأ صلاتَه بدعاءٍ، يحمدُ اللهَ -سُبحانَه-، ويُثني عليه؛
4 - كمثل: «سُبحانكَ اللَّهمَّ! وبِحمدِك، وتبارَكَ اسمُك، وتَعالَى جَدُّكَ [5]، ولا إلهَ غيرُك».
5 - ثم يَستعيذُ بالله مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ، ويقرأ سورةَ الفاتِحةِ، ومعها آياتٌ أخرى؛ كسورةٍ مِن قِصارِ السُّوَر مثلًا.
6 - فإذا فرغ مِن ذلك؛ رفع يديهِ إلى أُذُنَيْهِ وكبَّر، ثم يركَعُ واضِعًا يديْهِ على رُكبَتَيْه؛ قائلا: «سُبحانَ ربيَ العظيمِ» ثلاثَ مرات.
7 - ثم يرفَعُ يديْهِ معتدِلًا، حتى يستويَ قائمًا، قائلا: «سمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، ربَّنا ولك الحمدُ».
8 - ثم يُكبِّر هاويًا إلى السُّجود، مُقدِّمًا يديهِ قبل رُكبَتَيْه، فإذا وصل الأرض؛ مكَّن منها جَبْهَتَه، وأنفَه، ورُكبتَيْه، ويَدَيْه، وكذا أصابِعَ رِجليْه؛ قائلا: «سُبحان ربيَ الأعلى» ثلاث مراتٍ.
ثم يرفَعُ رأسَه مِن السجدةِ الأولى؛ مُكبِّرًا، واضِعًا يديْه على طَرفِ فخِذَيْهِ ورُكْبَتَيْه، قائلًا «ربِّ اغفِرْ لي، وارحمْني، واهدِني، وعافِني، ورازُقني».
9 - فإذا انتهى مِن سَجدتِه الأولى -كما سبق- سجدَ ثانيةً -كالأولى تمامًا-.
10 - ثم إذا فرَغَ مِن السَّجدةِ الثانية، يرفَع رأسَه، ويجلسُ جلسةً خفيفةً على رِجلِه اليُسْرى مبسوطة، ناصِبًا أصابعَ رِجلِه اليُمنى.
11 - فإذا أدَّى المسلمُ ما سبقَ مِن الأعمال؛ تكونُ الرَّكعةُ قد انتهتْ بأركانِها الثَّلاثةِ: القيام، والركوع، والسجود.
12 - ثم في الرَّكعة الثَّانيةِ يُكرِّرُ ما فعلَهُ في الأولى، فإذا فرغ منها؛ جلس باسِطًا يدَه اليُسرى على رُكبَتِه، قابضًا أصابعَ كفِّ يدِه اليُمنى، رافعًا الأصبعَ السَّبَّابة، محرِّكًا لها، قائلًا:
«التَّحياتُ لله، والصَّلواتُ، والطَّيِّباتُ، السَّلام على النَّبيِّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالِحين، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه. اللَّهم صلِّ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيم، وبارِكْ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ، إنك حميدٌ مَجيد» [6].
13 - ثم يدعو اللهَ -سُبحانَهُ وتَعالَى- بما يشاءُ مِن خير الدُّنيا والآخِرة، مُبتدِئًا دعاءهُ بالاستِعاذةِ مِن الأربعِ التي استعاذ منها النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:
«اللَّهم إنِّي أعوذُ بكَ مِن عذابِ جهنَّم، ومِن عذابِ القبرِ، ومِنْ فتنةِ المَحيا والمماتِ، ومِن شرِّ فِتنةِ المسيحِ الدَّجَّال».
14 - ثم يلتفتُ بِرأسِه إلى الجِهةِ اليُمنى قائلًا: «السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله»، ثم إلى الجهةِ اليُسرى مِثلُ ذلك.
15 - وبهذا تنتهي صلاتُه إنْ كانت ركعتيْن.
16 - فإنْ كانت ثلاثًا أو أربعًا؛ يقومُ بعد انتهائِه مِن قراءةِ دعاءِ التَّشهُّدِ في الرَّكعةِ الثَّانية [7]؛ مُكبِّرًا، رافِعًا يديه، مُكَرِّرًا الركعةَ نفسَها؛ بقِيامِها، ورُكوعِها، وسُجودِها. . .
17 - فإذا انتهى مِن ركعتِه الثَّالثةِ أو الرَّابعةِ؛ جلس وكرَّر الجلسةَ والقراءةَ التي فَعلها في نهايةِ الركعة الثانية، ثم يُسلِّم.
(7)
ومن آدابِ الصَّلاة:
1 - أن ينظُرَ المصلِّي إلى الأرضِ عند موضِع سُجودِه، ولا يرفعَ عينيْه إلى السماء.
2 - أن لا يُكثِرَ مِن الحركةِ في الصَّلاة.
3 - أن يُحافِظَ على صلاةِ الجماعة في المسجد؛ فإنها أفضلُ مِن صلاتِه منفردًا بسبعٍ وعشرين مرَّةً.
4 - أن يحافِظَ على الأذكارِ والدَّعواتِ بعد الصَّلاة؛ كالاستِغفار ثلاثًا، وقولِه: «اللَّهمَّ أنتَ السَّلام، ومنكَ السَّلام، تَبارَكْتَ يا ذا الجلالِ والإكرام».
5 - إذا كان المُصلي مأمومًا؛ فلا يفعل فِعلًا مِن صلاتِه إلا إذا فَعَله الإمامُ قَبلَه، ولا يجوزُ له أن يُسابِقَه.
6 - إذا سهوتَ في صلاتِك: فزِدتَ، أو أنقصتَ، أو شَكَكْتَ؛ فاجعلِ النُّقصانَ هو الأساس، ثم أكمِلْ ما هو مَطلوب منك.
مثلًا: شككتَ أنك صلَّيتَ ثلاثًا أو أربعًا، فاجعلْ الثَّلاثَ هي الأساس، ثم ائتِ بالرَّابعة، وبعد ختام دعاءِ التَّشهدِ الأخير تسجدُ سَجدتينِ قبل السَّلام. [وهذا يُسمَّى: سجود السَّهو].
(8)
ولكي تُحافظَ على الصَّلواتِ -فريضةً وسُنةً- يجبُ أن تعرفَ أعدادَها المفروضةَ والمسنونة:
صلاة الصبح: [2] سُنَّة / [2] فرض.
صلاةُ الظهر: [2] سُنة / [4] فرض / [2] سُنة.
صلاة العصر: [4] فرض.
صلاة المغرب: [3] فرض/ [2]سُنة.
صلاة العِشاء: [4] فرض / [2] سُنة [و] [3] وِتر.
(9)
لا فرقَ بين هذه الصَّلواتِ سُنةً وفرضًا ووِترًا؛ إلا بالنِّيَّة، ومحلُّها القلبُ -كما تقدَّم-.
هذه هي الأحكامُ الْمُجْمَلةُ للصَّلاة، فعلى العبدِ المسلمِ أن يُحافظَ عليها، ويحرصَ على أدائِها، ويدعوَ الأخرين إليها.
فإن هو فعل ذلك؛ كان عبدًا صالِحا سَجَزيه ربُّه -سُبحانَهُ وتَعالَى- بالجنة، وسَيُنْجيهِ مِن النَّار.
-تم بحمد لله-
(1) أي: على تَركِها. [2] وهو الإعلامُ بدخول وقتِ الصَّلاة، ويُسَنُّ لسامِع الأذانِ أنْ يُكرِّرَه خلفَه. [3] أي: سنُوجِّهُك. [4] أي: جِهةَ. [5] عَظَمَتُك. [6] وهذا يُسمَّى: دُعاء التشهُّد والصَّلاة الإبراهيميَّة. [7] قبل أن يُسلِّم.
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1021