responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1018
{وَنَضَعُ المَوَازِينَ الْقِسْطَ [9] لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ [10] أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].
فاللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى- هو أحكمُ الحاكِمين، وأعدلُ العادِلين. . . فهو -سُبحانَهُ- يحاسِبُ مَن هكذا حالُه على عمَلِه، ويُوازِنُ بين أعمالِه الصَّالحةِ وبين معاصيهِ التي لم يَتُبْ منها. . . فإنْ كانتْ حسَناتُه أكثر؛ فهو في الجنَّة.
أما إذا كانتْ سيِّئاتُه أكثر؛ فإنه يدخلُ النَّار، ثم يُعذَّبُ فيها بقَدْرِ ما ارتكبَ مِن معاصٍ بعد أن يُوفِّيَه الله جزاءَه بمقتضى عدلِه وحِكمَتِه، ثم تكونُ نهايتُه بعد ذلك دخولَ الجنَّة.

(9)

والنَّارُ خالدةٌ لا تَفنى ولا تنتهي.
وأهل النَّارِ لا يُدرِكُهم الموتُ، ولا يلحَقُهم الفناء.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ - خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 106 - 107].
وسِرُّ بقاءِ أهلِ النَّارِ في النَّارِ وخُلودِهم فيها:
أنهم كانوا مُصِرِّينَ على ما هم عليه مِن شقاءٍ ومعصية. . . فجازاهُم اللهُ -سُبحانَهُ- على ما هُم أرادوهُ واختارُوه، فلو عاشوا مئاتِ السِّنين؛ لظلُّوا على كُفرِهم وعِصيانِهم وعِنادِهم.
بل إنَّهم بعدَ أن يُعذَّبوا في النَّار، ويرَوا ذلك واقِعًا لا شكَّ فيه، لو رَجعوا إلى الدُّنيا؛ لرجعوا إلى حالِهم نفسِه كُفرًا ومعصيةً. . .
قال الله -سُبحانهُ-:
{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ - بَلْ بَدَا [11] لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 27 - 28].

-تم بحمد الله-

(1) ضِيافةً وعَطاءً.
(2) ثمرها.
(3) شرابًا.
(4) منزِلًا ومقامًا.
(5) أي: إنها تكفينا بالرغم من أنَّها جزء واحد.
(6) زادَتْ.
(7) حِذاءان.
(8) هو القِدرُ النُّحاسيُّ الكبير الذي يُغلَى فيه الماء ونحوه.
[9] العَدل.
[10] هي مقدارٌ صغير جدًّا كالذَّرَّة.
[11] ظَهَر.
ـ[أم محمد]ــــــــ[21 - 07 - 2011, 02:13 ص]ـ
-11 -
الوُضُوءُ
(1)
إنَّ أهمَّ عبادةٍ عَمَليةٍ فرضَها اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى- على عِبادِه المؤمنين هي الصَّلاةُ.
وللصَّلاةِ شُروطٌ لا تَصِحُّ إلا بها.
أهمُّها: الوُضوء.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6].
فمَن أراد الصَّلاةَ؛ فلا بُد له مِن الوُضوء.
قال النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:
«إنَّ اللهَ لا يَقبَلُ صلاةً بغيرِ طُهورٍ (1)».
وقال:
«لا صلاةَ لِمَنْ لا وُضوءَ له».
(2)
وللوُضوءِ فضل عميمٌ وأجرٌ عظيم.
قال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:
«إذا توضَّأ العَبدُ المُسلمُ؛ خرجَتْ خَطاياهُ مِن سَمْعِه وبَصَرِه ويَدَيْهِ ورِجْليهِ، فإنْ قعَدَ؛ قعدَ مغْفورًا له».
وَقال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:
«مَن توضَّأ فأحْسَنَ الوُضوءَ؛ خَرَجَتْ خطاياهُ مِن جَسَدِه، حتَّى تَخرُجَ مِن تَحتِ أظفارِهِ».
(3)
وقبلَ أن نتعلَّمَ كيفيَّةَ الوُضوءِ؛ يجبُ أن نَعرِفَ شيئًا مُهمًّا نفعلُه في كثيرٍ مِن الأحيانِ قبلَ الوُضوء؛ وهو: «قضاءُ الحاجة» (2).
ولِقضاءِ الحاجةِ آدابٌ علَّمَنا إيَّاها النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
فمَن أراد أن يقضِيَ حاجتَه؛ فعَليه:
أوَّلًا: أنْ يدخُلَ مكانَ قضاءِ الحاجةِ بالرِّجْلِ اليُسرى قبل اليُمنى؛ قائلا: «اللَّهم إنِّي أعوذُ بكَ مِن الخُبُثِ والخبائِث».
ثانيا: أن يتجنَّبَ أنْ يكونَ معه شيءٌ معظَّم؛ كالمصحفِ -مثلًا-.
ثالثًا: أن يتجنَّبَ أن يمسَّ ثيابَه شيءٌ مِن بَوْلِه أو رَشاشِ بَوْلِه.
رابعًا: أن يتأكدَ عند فراغِه مِن حاجتِه مِن انقطاعِ البَول.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1018
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست