لو نظرتَ إلى نفسِك في بيتِك؛ هل تستطيعُ أنْ تمَسَّ النَّارَ أو تقتَرِبَ منها؟
لو فعلتَ ذلك؛ لاحترقَتْ يدُك.
ولذلك؛ فأنتَ تبتعدُ عنها، ولا تَقتَربُ منها.
وليستْ هذه النَّارُ التي أنتَ تَحذَرُها إلا شيئًا صغيرًا جدًّا.
فكيف لو رأيتَ حريقًا شبَّ في بعضِ المواضِع، ورأيتَ ألسِنةَ النِّيرانِ واللَّهبِ تنبعِثُ منه؟
ماذا أنت فاعل؟
لا شكَّ أن ابتعادَكَ عن هذه النَّار الضَّخمةِ سيكونُ أكبرَ مِن النَّار التي رأيتَها في بيتِك، وابتعدتَ عنها.
إذا عرفتَ هذا كلَّه؛ فاعلمْ أن أضخمَ وأكبرَ نارٍ توجَدُ في هذه الدُّنيا لا تكادُ تُساوي شيئًا بالنِّسبةِ لنارِ جهنَّم.
قال النبيُّ محمد -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-:
«نارُكُم هَذِهِ الَّتِي تُوقِدونَ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن حَرِّ جَهَنَّمَ».
فقال أصحابُ النبي -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-:
واللهِ إن كانتْ لكافيَةً (5) يا رسولَ الله!
فقال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-:
«فإنَّها فَضَلَتْ (6) بتِسعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا؛ كُلُّهُنَّ مِثلُ حَرِّها».
(7)
وأهلُ النَّارِ مُتفاوِتون في درجاتِ العذابِ فيها، فمنهم مَن يكونُ عذابُه شديدًا جدًّا، ومنهم مَن يكونُ أقلَّ مِن ذلك. . .
ولقد أخبرَنا النَّبي محمدٌ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ- عن أهوَنِ أهلِ النَّارِ عذابًا، فما هو عذابُه؟ وكيف يكونُ موقِفُهُ وشُعورُه؟
قال النَّبي -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-:
«أهْوَنُ النَّاسِ عذابًا مَن له نَعْلانِ (7) مِن نارٍ، يَغْلي منها دِماغُهُ كما يَغْلِي الْمِرجَلُ (8)، ما يَرَى أن أحدًا أشَدُّ مِنهُ عذابًا، وإنَّه لأهْوَنُهم عذابًا».
(8)
أما المؤمنون الصَّالِحون. . . الذين أطاعُوا ربَّهُم. . . واستجابوا لأوامِرِه. . . وانتَهَوا عن نواهيِهِ وزواجِره؛ فلا يُصيبُهم شيءٌ مِن ذلك.
ولكنْ. . .
قد يكونُ هناك بعضُ النَّاس مِن المسلمين؛ يُصَلُّون، ويَصومون. . . لكنهمْ وقَعوا في بعضِ المعاصي، وخالفوا بعضَ النَّواهي، وتركوا بعضَ الأوامِر. . .
فماذا يكون حالُهم؟ أفي الجنَّةِ أم في النَّار؟
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1017