responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1017
{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30].

(4)

وأهلُ النَّارِ: يأكُلون، ويَشرَبون، ويَلبَسُون. . .
ولكنْ. . .
ماذا يَأكلونَ؟ وماذا يَشربون؟ وماذا يَلبَسون؟
يقولُ اللهُ -سُبحانَه-:
{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا (1) أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ - إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ - إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيمِ - طَلْعُهَا (2) كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ - فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ - ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا (3) مِنْ حَمِيمٍ} [الصافات: 62 - 67].
فطعامُهم: الزَّقُّوم.
وهو شَجَر مِن أخبثِ أنواعِ الشجَر، مُرُّ الطعْم، مُنتِنُ الرائحة.
أما شَرابُهم؛ فقال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (4)} [الكهف: 29].
فهو: النُّحاسُ المُذابُ الذي أذابتْه النِّيران، فيُقَطِّعُ الأمعاء، ويَشوي الوُجوهَ.
أما ثِيابُهم:
فقال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحَمِيمُ - يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالجُلُودُ - وَلهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} [الحج: 19 - 21].

(5)

فأهلُ النَّارِ هكذا حياتُهم. . .
عذابٌ وشَقاء.
بُؤسٌ وعِقاب.
فلا يموتونَ حتى يَستريحوا، ولا يَحيَوْن الحياةَ الهانِئَةَ حتى يُنَعَّموا.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى - الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى - ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} [الأعلى: 11 - 13].
وقال:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56].

(6)

لو نظرتَ إلى نفسِك في بيتِك؛ هل تستطيعُ أنْ تمَسَّ النَّارَ أو تقتَرِبَ منها؟
لو فعلتَ ذلك؛ لاحترقَتْ يدُك.
ولذلك؛ فأنتَ تبتعدُ عنها، ولا تَقتَربُ منها.
وليستْ هذه النَّارُ التي أنتَ تَحذَرُها إلا شيئًا صغيرًا جدًّا.
فكيف لو رأيتَ حريقًا شبَّ في بعضِ المواضِع، ورأيتَ ألسِنةَ النِّيرانِ واللَّهبِ تنبعِثُ منه؟
ماذا أنت فاعل؟
لا شكَّ أن ابتعادَكَ عن هذه النَّار الضَّخمةِ سيكونُ أكبرَ مِن النَّار التي رأيتَها في بيتِك، وابتعدتَ عنها.
إذا عرفتَ هذا كلَّه؛ فاعلمْ أن أضخمَ وأكبرَ نارٍ توجَدُ في هذه الدُّنيا لا تكادُ تُساوي شيئًا بالنِّسبةِ لنارِ جهنَّم.
قال النبيُّ محمد -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-:
«نارُكُم هَذِهِ الَّتِي تُوقِدونَ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن حَرِّ جَهَنَّمَ».
فقال أصحابُ النبي -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-:
واللهِ إن كانتْ لكافيَةً (5) يا رسولَ الله!
فقال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-:
«فإنَّها فَضَلَتْ (6) بتِسعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا؛ كُلُّهُنَّ مِثلُ حَرِّها».

(7)

وأهلُ النَّارِ مُتفاوِتون في درجاتِ العذابِ فيها، فمنهم مَن يكونُ عذابُه شديدًا جدًّا، ومنهم مَن يكونُ أقلَّ مِن ذلك. . .
ولقد أخبرَنا النَّبي محمدٌ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ- عن أهوَنِ أهلِ النَّارِ عذابًا، فما هو عذابُه؟ وكيف يكونُ موقِفُهُ وشُعورُه؟
قال النَّبي -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-:
«أهْوَنُ النَّاسِ عذابًا مَن له نَعْلانِ (7) مِن نارٍ، يَغْلي منها دِماغُهُ كما يَغْلِي الْمِرجَلُ (8)، ما يَرَى أن أحدًا أشَدُّ مِنهُ عذابًا، وإنَّه لأهْوَنُهم عذابًا».

(8)

أما المؤمنون الصَّالِحون. . . الذين أطاعُوا ربَّهُم. . . واستجابوا لأوامِرِه. . . وانتَهَوا عن نواهيِهِ وزواجِره؛ فلا يُصيبُهم شيءٌ مِن ذلك.
ولكنْ. . .
قد يكونُ هناك بعضُ النَّاس مِن المسلمين؛ يُصَلُّون، ويَصومون. . . لكنهمْ وقَعوا في بعضِ المعاصي، وخالفوا بعضَ النَّواهي، وتركوا بعضَ الأوامِر. . .
فماذا يكون حالُهم؟ أفي الجنَّةِ أم في النَّار؟
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1017
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست