responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1016
{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللهِ لَا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعَادَ} [الزمر: 20].

(8)
وليس في الجنَّةِ شيءٌ مما في الدُّنيا إلا الأسماء، ففيها ما لا عَينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سَمِعتْ، ولا خطَرَ على قلبِ بَشَر.
قال اللهُ -سُبحانهُ-:
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [4] جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17].

(9)
والجنَّة ليس فيها آثامٌ، وليس فيها لَغْوٌ [5].
إنَّما فيها تقديسُ اللهِ وإجلالُه.
وسلامُ اللهِ على المؤمنين.
وسلامُ الملائكةِ على المؤمنين.
وسلامُ المؤمنين بعضِهم على بعض.
قال اللهُ -سُبحانَه-:
{وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ - سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23 - 24].
فأهلُ الجنة أهلُ سَلامٍ واطمِئنان، قد نَزعَ الله -سُبحانَهُ وتَعالَى- مِن قلوبِهم الحقدَ على النَّاس، فهُم جميعًا إخوةٌ أحْباب، لا يَمسُّهم في الجنَّةِ تعبٌ ولا مَرَض.

(10)
وأعلى نعيمٍ يَجِدُه المؤمنونَ في الجنةِ هو رؤيةُ ربِّهم -سُبحانَهُ وتَعالَى-، والفوزُ بِرِضاهُ.
قال اللهُ -سُبحانهُ-:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [6] - إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23].
وقال:
{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ} [التوبة: 72].
وهذا مِن تمامِ إنعامِ اللهِ على عباده وإكرامِه لهم.

(11)
والجنَّةُ خالِدةٌ لا تفنَى، باقيةٌ بقاءً أبديًّا، وكذلك أهلُها مُخلَّدون، لا يُدرِكُهم الموت، ولا يَلحقُهم الفناءُ والهلاك.
قال الله -سُبحانهُ-:
{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [7]} [هود: 108].
وسِرُّ هذا الخلودِ لأهلِ الجنَّةِ في الجنَّة: أنَّ اللهَ -سُبحانَهُ وتَعالَى- لَمَّا عَلِم مِن قلوبِهم إصرارًا على الإيمان، وإلحاحًا على الطاعة، مهما طالتْ بِهم الحياة، ومهما امتدَّ بهمُ العمُر؛ أراد -عزَّ شأنُه- أن يَجزيَهم على نِيَّتِهم وإرادَتِهم بما
هو أعظمُ منها وأبلغٌ درجةً، فكتب لهم مقابلَ ذلك الحرصِ والإصرارِ على الطاعةِ الخلودَ في الجنة، والبقاءَ فيها مُنعَّمين فَرِحين مَسرورِين.

-تم بحمدِ الله-

(1) همُ الصَّائمون.
(2) سُعداء مَسرورون.
(3) هي الأواني التي يُوضَع فيها الطعام.
[4] أي: مِن أسبابِ السُّرور.
[5] هو الكلامُ الذي لا فائدةَ منه.
[6] أي: مُضيئةٌ مُشرِقةٌ.
[7] أي: دائِمٌ غير مقطوع.
ـ[أم محمد]ــــــــ[21 - 07 - 2011, 02:12 ص]ـ
-10 -
النَّار
(1)
مَن أطاع اللهَ -سُبحانَهُ وتَعالَى-، وعَمِل الصَّالحات، واجتنبَ السَّيِّئات؛ كافأهُ اللهُ -سُبحانَهُ- بالجنَّة، وأعطاهُ النَّعيمَ الدَّائمَ المُقيم، خالدًا فيها لا يموتُ أبدًا.
وأما مَن عصى اللهَ -سُبحانَه-، وعمِل السَّيِّئات، وتركَ الصَّالِحات؛ فلا شكَّ أن اللهَ -سُبحانَهُ وتَعالَى- سَيُجازيهِ عِقابًا على ما قدَّمَ مِن سُوء العمَل، وسيُدخِلُه نارَ جهنَّم.
عافانا اللهُ وإياكم.
(2)
و (النَّارُ) لها أسماءٌ عدَّة:
فهي (السَّعيرُ).
و (لَظَى).
و (الهاوِيةُ).
و (سَقَرُ).
وكلُّ اسمٍ مِن هذه الأسماءِ يدلُّ على شِدَّةِ العذابِ، وعلى هَولِ العِقاب، وعلى صورةٍ مِن صُوَرِ المجازاةِ في النَّار.
(3)
ولقد وصف اللهُ -سُبحانَهُ- النَّارَ وصفًا دقيقًا يَشيبُ منه الشَّعرُ، وتتأثرُ به القُلوبُ؛ كي يرتدِع الضَّالُّونَ عن ضلالِهم، فذكرَ -سُبحانَهُ- أن وقودَها النَّاسُ والحِجارةُ.
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
والنَّارُ -أيضًا- لا تكتَفي بِما يُلقَى فيها -لعظمَتِها وسَعَتِها-؛ بل تطلُبُ المزيدَ دائمًا، حتى لا يَبقَى فيها مكانٌ خالٍ.
قال اللهُ -سُبحانَه-:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1016
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست