(1)
الجنَّةُ: هي المكان الواسعُ العظيمُ الكبيرُ الذي أعدَّهُ اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى- لِعبادِه الذين أطاعُوهُ في حياتِهم الدُّنيا، والْتَزمُوا أمْرَه، جزاءً لهم على إيمانِهم الصَّادق، وعَمَلِهم الصَّالح.
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].
(2)
وقد سماها اللهُ -سُبحانَهُ- في القرآنِ العظيم بعدةِ أسماء:
جنَّة المَأوَى.
دار الخُلود.
الفِردَوس.
دارُ السَّلام.
دارُ المُقامة.
المَقامُ الأمين.
وغير ذلك مِن أسماء.
(4)
ولقد وصف اللهُ -سُبحانَهُ- الجنَّةَ بأنَّ نعيمَها دائم، وسرورَها لا يَنتهي، وكُلُّ ما فيها بغيرِ حِساب، فأنْهارُها كثيرةٌ عظيمة مُتنوِّعة:
منها ما هو مِن ماءٍ طيِّب لذِيذ، لم تتغيَّرْ رائحتُه، ولم يتغيَّرْ طعمُه ومَذاقُه.
ومنها ما هو مِن لَبَنْ خالِص طيِّب.
ومنها ما هو مِن خَمرٍ لذَّةٍ للشَّارِبين، لا كخَمرِ الدُّنيا المحرَّمة، التي تُفسِدُ العُقول، وتُذهِبُ الألباب.
ومنها ما هو مِن عَسل مُصَفّى.
وغير ذلك مِن أنهارٍ تجري مِن تحت القصور.
وفيها الفواكهُ ولحمُ الطيور.
(5)
وإنَّ مِن عجائبِ ما يرزُقه اللهُ -سُبحانَهُ- لأهلِ الجنَّةِ تلك الثَّمراتِ اللذيذة، المتميِّزَةَ الطَّعْم، المختلفةَ المذاق، التي يُشبِهُ بعضُها بعضًا، فيظن أهلُ الجنَّة أنه طعامٌ واحدٌ قد طَعِموه مِن قبل، وليس هو كذلك.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].
(6)
وهذا الرِّزقُ الذي يُهيئُه لهم ربُّهم -سُبحانَه-، يُقدِّمُه لهم وِلدانٌ يَخدمونهم، ويُلبُّون طلباتِهم، ويُجيبون رغباتِهم.
وهؤلاء الوِلْدانُ يَحمِلون الأوانيَ والأكوابَ مِن الذَّهبِ الخالِص، وهم لِشدَّةِ جَمالِهم، وكمالِ حُسْنِهم، يُشبِهون اللُّؤلؤَ المتناثِر.
قال اللهُ -سُبحانهُ-:
{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [الإنسان: 19].
وقال:
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (2) - يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ (3) مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف: 70 - 71].
(7)
ومِن نعيم الجنَّةِ الذي يُنَعِّمُ الله به عبادَه الصالِحين، وخَلقَه المؤمنين، فهو لَهم مِن دونِ الخلائِق، مُميَّزٌ بهم:
اللِّباسُ: فلِباسُ أهل الجنة مِن حريرٍ وسُندسٍ وإستبرق، ويتزيَّنونَ في مَلبَسِهم هذا بالذَّهب النقيِّ الخالِص.
ومساكِنُهم أيضًا: فهي طيِّبة، وترتبيُها عجيب؛ فهي غُرفٌ مِن فوقِها غُرف تجري مِن تحتها الأنهار.
قال اللهُ -سُبحانهُ-:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1015