responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1014
وهو «يومُ القِيامة» [5]؛ كما قال ربُّنا -سُبحانهُ-أيضًا-:
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر: 60].
وهو «السَّاعة»؛ كما قال ربُّنا -سُبحانهُ-:
{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: [1]].
وهو «يومُ الحِساب»؛ كما قال ربُّنا -سُبحانهُ-:
{إِنِّي عُذْتُ [6] بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} [غافر: 27].
ولهذا اليوم الآخِر أسماءٌ أخرى كثيرة غيرُ هذه.

(8)
ولقد اهتمَّ القرآنُ هذا الاهتمامَ كلَّه باليومِ الآخِر لأسبابٍ عديدةٍ؛ أهمُّها:
أولًا: أنَّ المشركين مِن العرَب كانوا يُنكِرونه ولا يَقبَلونَه.
ثانيًا: أنَّ الإيمانَ باليوم الآخِر يَجعل للحياةِ قدْرًا، وغايةً، وهَدَفًا.
ثالثًا: أنَّ بعضَ أصحاب الدِّيانات الأخرى الباطلةِ كانوا يَظنُّون اليومَ الآخِرَ شيئًا آخَرَ مُغايرًا للحقِّ الذي يَجبُ قَبولُه.

(9)
ولقد دلَّت الآياتُ الكريمةُ والأحاديثُ النَّبويَّةُ أنَّ بدايةَ اليومِ الآخِرِ تكونُ بإحداثِ تغييراتٍ عامَّةٍ في هذه الدُّنيا التي نعيشُها بأرضِها وسمائِها:
فتتشقَّق السَّماء.
وتتناثَر النُّجوم.
وتتفتَّتُ الجِبال.
ويَخرَبُ كلُّ شيءٍ.
قال اللهُ -سُبحانهُ وتَعالَى-:
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا [7] للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48].

(10)
والوقتُ الذي يكونُ به اليومُ الآخِرُ مما لا يعلَمُه إلا الله -سُبحانهُ وتَعالَى-، فلم يُطْلِعْ عليه أحدًا مِن خلْقِه؛ لا نبيًّا مُرسَلًا، ولا مَلَكًا مُقرَّبًا.
قال الله -سُبحانهُ-:
{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} [فصلت: 47].
وقد كان بعضُ الصَّحابةِ يَسألون عن وقتِ السَّاعة وزمنِها رسولَ الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-، ويُكرِّرون السُّؤالَ، فأمرَهُ اللهُ -سُبحانهُ- أن يَرُدَّ إليه وحدَهُ عِلمَها ومعرفةَ وقتِها.
قال اللهُ -سُبحانهُ-:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا [8] قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا [9] لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً [10] يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ [11] عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187].

(11)
بعد أن يَردَّ اللهُ -سُبحانهُ- الحياةَ إلى النَّاسِ مِن جديد، ويُخرجُهم مِن قُبورِهم، يَحشُرُهم [12] إليه، ويجمعُهم لدَيْهِ؛ لِيُحاسِبَ كلَّ فرْدٍ منهم على ما قدَّم مِن عَمَل.
فتشهدُ الأرضُ بما حَدث عليها.
قال اللهُ -سُبحانهُ- وتَعالَى-:
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَها - وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا - وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا - يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا - بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا - يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ - فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ - وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [سورة الزلزلة].
وليس ذلك فقط؛ بل إنَّ الألْسِنَةَ لَتشهَد، والأيدي لَتتكلَّم، وأيضًا الأرجُل، والجُلود، حتى لا يَقدِرَ أحدٌ على الكَذبِ أو الفِرار.
قال الله -سُبحانهُ-:
{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ المُبينُ} [النور: 24 - 25].
وهكذا:
تتم حُجَّة اللهِ على العالَمين، فمَن قدَّم خيرًا من العمل؛ كانت الجنَّةُ مُستقرَّهُ، ومَن أساء لنفسِه، وعَصى ربَّه؛ جُوزِيَ بالنارِ وبِئس القَرار.

-تم بحمد الله-

[1] هيَّأ ويسَّر.
(2 - 3) مِن المراحِل التي يمرُّ بها الإنسانُ قبل أن يكتملَ خلقُه.
(4) إحياءُ الناسِ مِن قُبورِهم للحِساب.
[5] أي: عندما يقومُ الناسُ لربِّ العالَمين.
[6] لَجَأتُ.
[7] ظهرُوا.
[8] أي: متى موعِدُها؟ وما هو وقتُها؟
[9] أي: يُظهِر أمرَها.
[10] فجأةً.
[11] أي: عالِم بها.
[12] يجمعُهم.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1014
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست