responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1011
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].

(2)
فالغرضُ الأساسِيُّ الذي مِن أجلِه بعثَ اللهُ الرُّسُلَ وأرسلَ الأنبياءَ هو دَعوةُ النَّاسِ إلى عبادةِ اللهِ وإقامةِ دينِه.
قال اللهُ -سُبحانهُ-:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (2)} [النحل: 36].
وليستْ إقامةُ الدِّين الصَّلاةَ والصِّيامَ فقط؛ بل هِي كلُّ ما أمَر اللهُ به عبادَهُ أن يُؤمِنوا به في قلوبِهم، أو يُنفِّذُوهُ في أفعالِهم وأعمالِهم.
فإقامةُ الدِّينِ تتطلَّبُ الإيمانَ بالله، وملائكتِه، وكتُبِه، ورُسُلِه، واليومِ الآخِر، وتتطلبُ الأعمالَ الصالِحَة، والفرائضَ المطلوبة؛ كالصَّلاةِ، والصِّيام، ونحوِهما مما فَرضَه اللهُ على عِبادِه.

(3)
وهذه الفرائضُ والأوامرُ والتَّعاليمُ؛ لا يُمكِنُ للخلائقِ أنْ يَصِلُوا إليها بعقولِهم وحْدَها؛ دون إعلامٍ مِن اللهِ -سُبحانَهُ- لهم بِها، وإنَّما يتعلَّمونَها بِوَحْيِ اللهِ -سُبحانَهُ- إلى رُسُلِه، وبِتبليغِ رُسُلِ اللهِ إليهم أوامِرَ ربِّهم -عزَّ شأنُه-.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ (3) رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ (4) وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2].
فمَنِ استجابَ لِرُسُلِ اللهِ وأنبِيائِه؛ فهو مِن الفائِزين، ومَن رَفَض قولَهُم، ولم يَقبَل دَعوتَهم؛ فهو مِن الخاسِرِين.

(4)
ولقد أوجَبَ اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى- على المسلمِ أنْ يُؤمِنَ بِجميعِ رسُلِ اللهِ وأنبيائِه، دون أنْ يُفرِّقَ بين واحدٍ وآخَر؛ فالكُلُّ مِن اللهِ مُرسَلون، ولِخَلْقِه مَبعوثُون.
قال ربُّنا -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136].
وقال -سُبحانهُ-:
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285].

(5)
أمَّا إذا آمَن واحِدٌ مِن الناسِ ببعضِ الرُّسُل، ولكنه لم يُؤمنْ ببقيَّتِهم؛ فهو مُفرِّق في الإيمانِ بهم؛ فهُو كافِر، لا يُدخِلُه اللهُ -سُبحانَهُ- الجنَّةَ؛ إنما يُعذِّبُه في نارِ جهنَّم -والعياذُ بالله-.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا - أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء: 150 - 151].
فهذا الإيمانُ المفروضُ على المسلمِ يَجعلُه يَعرفُ أقدارَ الرُّسُلِ والأنبياءِ الذين سبقتْ رِسالاتُهم نُبوَّةَ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-، فيؤمنُ بهم جميعًا، ويعرفُ الرِّسالةَ والنُّبوَّةَ الخاتمةَ للرِّسالاتِ والنُّبوَّات، ألا وهي رسالةُ النبيِّ محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-.

(6)
وهؤلاءِ الرُّسُل والأنبياءُ منهم مَن ذَكَرَهُ اللهُ -سُبحانَهُ- في القُرآنِ العظيمِ، ومنهم مَن لَم يَذكُرْه.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} [النساء: 164].
والذين قصَّهم اللهُ علينا في القرآنِ العظيمِ هُم:
إبراهيم، إسحاقُ، يَعقوب، نُوح، داوُد، سُليمان، أيُّوب، يوسُف، موسَى، هارُون، زكريَّا، يَحيى، عِيسَى، إِلْياس، إسْماعِيل، الْيَسَع، يونُس، لُوط، هُود، صالِح، شُعَيْب، إِدْرِيس، ذُو الكِفْل، آدمُ.
فهؤلاءِ أربعةٌ وعِشرون نبيًّا، قصَّهم اللهُ -سُبحانَهُ- علينا في القُرآنِ العظيم.

(7)
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1011
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست