responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1010
ولقد أنزلَ الله -سُبحانَهُ وتَعالَى- القرآنَ العظيمَ إلى السَّماء الدُّنيا في ليلةِ القَدْر، وهي ليلةٌ مِن ليالي شهرِ رمضانَ المبارَك، ثم -بعد ذلك- أرسل مَلَكَهُ العظيمَ جبريلَ ومعه آياتٌ كريمةٌ مِن القُرآنِ الكريمِ إلى رسولِنا محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-، ثم تَتابع نزولُه عليه سنواتٍ كثيرةً.
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ - لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: [1] - [3]].

(6)

نعم، إنَّ هذه الليلةَ المباركةَ خيرٌ مِن ألفِ شهر؛ لأنَّها ليلةُ نزولِ الكتابِ الكريمِ، والذِّكر الحكيم، والنُّور الحقِّ، على رسولِ الخير والهُدى، رسولِ ربِّ العالمين.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

(7)

ولقد استمرَّ نزولُ القرآنِ على النبيِّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ- أكثرَ مِن عشرين سنةً!
فما هو السَّببُ في ذلك؟!
إنَّ ذلك تكريمٌ وتشريفٌ للرَّسولِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-؛ فهو -بهذا- يشعرُ أنه مَحَلُّ العنايةِ الإلهيَّة والرِّعايةِ الرَّبَّانيَّة، وأن ربَّه ومولاه لا يَنساه، فهو خالِقُه ورازقُه وحامِيه.

(8)

والقُرآنُ العظيمُ فيه إعجازٌ للبَشر، وإعجازٌ للخَلْق؛ فهو كتابُ اللهِ الذي لا يَستطيعون أنْ يأتوا بِمِثلِه، أو يتكلَّموا بِما يُشبِهُه.
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ [7] مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23].
ولن يَستطيعوا إلى ذلك سبيلًا.
فهم أقَلُّ وأقلُّ مِن أن يَفعلوا ذلك، بالرُّغم مِن أنَّهم العربُ الفُصحاءُ الذين نَزَل القرآنُ الكريمُ بِلُغتِهم وما يَعرِفونه، لكنَّهم -مع ذلك- عَجزوا عن ذلك، ولم يَقدِروا عليه.
قال الله -سُبحانهُ-:
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: [3]].

(9)

والقرآنُ العظيمُ كتابُ هدايةٍ وإرشاد.
قال اللهُ -سُبحانهُ-:
{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44].
وهذه الهدايةُ القُرآنيَّةُ مشتملةٌ على أقسامٍ ثلاثةٍ عمَّتْ جميعَ ما يُصلِحُ النَّاسَ في شأنِ دُنياهم وأمورِ معاشِهم:
القسمُ الأول:
يتناولُ العقائدَ التي يجبُ على النَّاس معرفتُها، والإيمانُ بها؛ كالإيمانِ بالله، وملائكتِه، وكُتبِه، ورسُلِه، واليوم الآخِر.
القسمُ الثَّاني:
يتناول الأحكامَ الشَّرعيَّةَ التي مِن خلالِها يَعبُد النَّاسُ ربَّهم، ويعرفون ما إلى الله يُقرِّبُهم، وينتَهون عما عنه يُبعِدُهم.
القسمُ الثَّالثُ:
هو المعاملاتُ المهذِّبةُ للنَّاس فيما بينهم، فهي تُهذِّب النَّفسَ المؤمنةَ وتطهِّرها، وترفعُ مِن شأنِها، وتُقوِّي روابطَ
الإخاء، وتثبِّتُ مجالاتِ التعاونِ بين البَشَر.
ومِن هذه الأخلاقِ: الصِّدقُ، والصَّبر، والرَّحمة، وبِرُّ الوالِدَيْن، وغيرها.

(10)

فعلينا بالقرآنِ الكريم:
نقرؤُه.
ونتدبَّرُ آياتِه.
ونفهم أوامرَه وأحكامَه.
ونطبِّقُ شرائعَه وفرائضَه وواجباتِه.
وننتهي عما يُغضِبُه مما نَهانا عنه، ولم يرضَه لنا.

[1] الكِتاب: القُرآن.
(2) ما بين يديه من الكتاب: التوراة والإنجيل.
[3] مُهيمِنًا: مُسيطِرًا.
(4) مُتَصَدِّعًا: متشقِّقًا.
(5) يتدبَّرون: يتفكَّرون.
(6) مُدَّكِر: مُتَّعِظ ومعْتَبِر.
[7] رَيْب: شَكّ.
ـ[أم محمد]ــــــــ[21 - 07 - 2011, 02:07 ص]ـ
- 7 -
الرُّسُل والأَنبياءُ
(1)
لما خَلَق اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى- خَلْقَه كلَّهم؛ استخلَصَ مِن الإنسِ بعضَ الرِّجال؛ ليُحمِّلَهم أمانةَ تبليغِ أوامرِه -سُبحانهُ-، وإعلامِ النَّاسِ بما يَطلبُه منهم ربُّهم، وبما يَفرِضُه عليهم، ويَنهاهُم عنه.
قال اللهُ -عزَّ شأنُه-:
{إِنَّ اللهَ اصْطَفَى (1) آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33].
وقال -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1010
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست