responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1009
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61].

(9)
ومِن الملائكةِ: ملائكةٌ يُرسلهم اللهُ -سُبحانَهُ- لِنُصرةِ المؤمنين مِن البَشر.
قال اللهُ -سُبحانَهُ-:
{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12].
فإيمانُنا بهذا النَّوعِ مِن الملائكةِ يَجعلُنا نَعملُ على أن نستحقَّ مِن اللهِ تثبيتَه لنا بالملائكة.

(10)
ومِن الملائكةِ: ملائكةٌ جعلهم الله مُلازِمِين لنا، يَكتُبون أعمالَنا، ويُحصُون ما نقوم بِه مِن خيرٍ أو شَرٍّ.
قال اللهُ -سُبحانَهُ-:
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80].
فإيمانُنا بهذا النَّوع من الملائكةِ الكاتِبين الملازِمين لنا؛ يجعلنا في يقظةٍ دائِمة، وانتِباهٍ مُستمِرٍّ؛ فنحذَرُ مِن الوُقوعِ في الشَّرِّ؛ حتى لا يُسجِّل الملائكةُ الكاتِبون ذلك علينا.
وهذا -أيضًا- يَجعلُنا في أملٍ دائمٍ ورغبةٍ وافِرةٍ لِفعلِ الخَيرات، وعمل الطَّاعات؛ فتكتُبُها الملائكة، ويُسجِّلها الكاتِبون.

(11)
وخلاصةُ القَول:
أنَّ الإيمانَ بالملائكةِ توسيعٌ لِمعارفِ الإنسانِ عن نِظامِ هذا الكونِ الذي خَلَقَه اللهُ -سُبحانَهُ- على صُوَرٍ مُتعددةٍ وأنواعٍ مُختلفة.
فيكونُ لدى المؤمن معرفةٌ صحيحة، وإدراكٌ سليمٌ لِكثيرٍ مِن حقائقِ الكونِ الغائبة، عَرَفها المؤمنُ بما علَّمه اللهُ إيَّاه. .
وهذا الإيمانُ نفسُه يُعرِّفُنا أنَّ الذين يَعصُون الله في هذا الكَون قليلون، لا نِسبةَ لهم تُذكَرُ مُقارنةً مع خَلْقِ الله -وإن كانوا كثيرِين في بَنِي البَشر-؛ فإنَّ البشرَ كلَّهم ليسُوا إلى جانبِ الملائكة وبقيةِ مخلوقاتِ اللهِ الطائعةِ إلا قليلاً.
والطَّائِعون -فقط- هُم الَّذين يَرضَى اللهُ عنهم ويُدخلُهم جَنَّتَه.

(1) يَفتُرون: يكسَلون.
(2) فاطِر: خالِق.
(3) تعرُج: تصعَدُ.
(4) الرُّوح: جِبريل.
ـ[أم محمد]ــــــــ[21 - 07 - 2011, 02:06 ص]ـ
- 6 -
القُرآن الكريمُ
(1)
القرآنُ الكريمُ هو الكتابُ الذي أنزلَه اللهُ -سُبحانَهُ- مِن السَّماءِ على نبيِّنا محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-، وفيه الهدايةُ كلُّها، والنُّورُ كلُّه، إذْ هو يَحوي كلامَ اللهِ -سُبحانَهُ- المتضمِّنَ لصلاحِ الخَلْق، وخيرِ البشرِ والعالَم أجمعَ.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 9].
(2)
وكلمةُ (القُرآن) أصلُها مِن: (قرأَ، يَقرأ)، أي: أظهرَ وبيَّن؛ فالقُرآنُ بيانٌ عظيمٌ، وإظهارٌ جَلِيل، فيه صَفوةُ ثمراتِ الكُتبِ السَّابقةِ له؛ كالتَّوراةِ التي أنزلَها االلهُ على اليهود، أو الإنجيلِ الذي أنزلَه اللهُ على النَّصارى.
قال اللهُ -سُبحانهُ-:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ (1) بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ (2) وَمُهَيْمِنًا (3) عَلَيْهِ} [المائدة: 48].
(3)
والقُرآن الكريمُ هو كلامُ ربِّ العالمينَ -جلَّ وعَلا-، لكنَّ هذا الكلامَ ليس كَكَلام الخَلْق، لا؛ فكلامُ الخالقِ يختلفُ عن كلامِ الخلْقِ ولا يُشبِهُه.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11].
وقال:
{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا (4) مِنْ خَشْيَةِ اللهِ} [الحشر: 21].
(4)
والقرآنُ الكريمُ كتابُ هداية؛ فهو يَدْعونا إلى التَّفكُّر في آيات اللهِ -سُبحانَهُ-، والاعتبارِ بِخَلْقِه، والتَّأملِ في مَخلوقاتِه، والتَّعرُّفِ على الحلالِ والحرام؛ لفِعل الخيراتِ، واجتنابِ السيِّئات.
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ (5) الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].
وقال:
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (6)} [القمر: 17].
(5)
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1009
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست