نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1006
فاللهُ الخالقُ -سُبحانَهُ-: أعلمُ بما يُصلِحنا وما يَصلُحُ لنا، وأعلمُ بما يضرُّنا، وبما يُشقِينا.
(4)
فدِينُنا «الإسلامُ» هو الدِّينُ الذي اشتملَ على الهدَفِ العامِّ في هذه الحياةِ، وهو الدِّينُ الَّذي فيه تكريمُ الإنسانِ ووضعُهُ في منزلةٍ عاليةٍ كبيرة.
قال اللهُ -سُبحانَهُ-:
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التِّين: [4]].
فالإنسانُ على هذه الأرضِ وفي حياتِه الدُّنيا: يُعَمِّرُ الأرضَ ويَبنِيها، ويتصرَّفُ بما خلقَ اللهُ فيها.
وهو في مُدَّةِ حياتِه يَقضِي فترةَ امتحانٍ، لمعرفةِ مَدَى التِزامِهِ بِطاعةِ ربِّهِ وتنفيذِ أوامِرِه.
قال اللهُ -سُبحانَهُ-:
{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ [1] أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الكهف: 8].
(5)
وهذه الحياةُ التي نَحياها على هذه الأرضِ هي دارٌ نُقدِّمُ فيها أعمالاً افترضَها اللهُ علينا، ونَنْتَهي فيها عن أعمالٍ نَهانا اللهُ -سُبحانَهُ- عنها.
وبَعدَ انتهاءِ حياتِنا على هذه الأرض؛ تكونُ هناك حياةٌ أُخرى، فإمَّا إلى الجنَّةِ وإما إلى النَّار.
فمَن استجابَ لأوامرِ اللهِ وأطاعَه، وانتهى عمَّا نهاه اللهُ -سُبحانَهُ- عنه؛ فهُو مِن أهلِ الجنَّةِ.
(6)
ودِينُنا «الإسلامُ» شامِلٌ لكلِّ نواحي الحياة؛ فهو لم يُهمِلْ جانبَ الدُّنيا، بل جعلَ له نَصيبًا وافِرًا حَكَمَ فيه أحْكامًا فيها صلاحُ هذه الدُّنيا وصلاحُ أهلِها.
قال اللهُ -سُبحانَهُ-: