نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1005
استجاب النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- دعوةَ أهلِ يَثرِب، فأمرَ أصحابَه بالخُروجِ مِن مكَّة، ثم لَحِقَهم، فلمَّا عَلِمتْ قريشٌ بِخبَرِ هِجرتِه؛ بعثتْ إليه مَن يَقتُله؛ فنجَّاه اللهُ -سُبحانَهُ- منهم.
فلما دخل «يَثربَ» -وقد سُمِّيتْ بعد ذلك «المدينةَ المنوَّرةَ» -؛ استقبلَه أهلُها، وبنَى فيها مَسجِدَه المشهورَ «المسجدَ النَّبَوي»، وجَهر بِنشرِ الإسلامِ والدَّعوةِ إليه.
وقد حاولتْ قريشٌ كثيرًا أن تَمنعَ دعوتَه مِن الانتِشار، واستَعملوا القوَّة في ذلك، لكنَّ اللهَ -سُبحانَهُ وتَعالَى- كان يَنصرُهُ عليهم.
(11)
وكانتِ المعركةُ الأُولى بينه وبينَ قُريشٍ في «بدْرٍ» وهي موضِعٌ بِجانبِ المدينة، فنَصرَهُ اللهُ عليهم نصرًا كبيرًا.
وبدأتْ غَزْواتُ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم- ومعارِكُه مع الكفَّارِ تزدادُ مع ازديادِ قوةِ الإسلام، فكانت «غزوةُ أُحُدٍ» و «غزوةُ الخندق» و «غزوةُ حُنَين» وغيرُها.
(12)
وفي سبيلِ نشرِ الإسلام؛ بعث النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم- بعضَ أصحابِه إلى كِسرَى وقَيصر والنَّجاشيِّ وغيرِهم مِن عظماءِ الملوكِ يدعُوهم إلى الإسلام.
(13)
وفي السَّنةِ الثَّامنةِ للهجرةِ فتَحَ المسلمون «مكَّةَ» التي شهِدتْ أصلَ رسالةِ الإسلام، لكنَّ أهلَها حارَبوا نبيَّ الإسلام، وضايَقوه مُضايقةً كبيرة، وكانت حينئذٍ تُعَدُّ مِن أكبرِ أماكن تجمُّع المشركين والكفَّار مِن قريشٍ وغيرِهم.
وبفتحِ «مكَّةَ» أقبلتْ وفودُ العربِ على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وهو بالمدينة، ودخل النَّاسُ في دينِ اللهِ أفواجًا [5].
قال اللهُ -سُبحانَهُ-:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ - وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجًا - فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [سورة النَّصر].