responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1007
وقد يَسألُ الواحدُ مِنَّا نفسَه:
لماذا نعبُدُ اللهَ -سُبحانَهُ وتَعالَى- وَحدَهُ؟
فالجوابُ الوحيدُ:
لأنَّ اللهَ -سُبحانَهُ وتَعالَى- هو الخالِقُ وَحدَهُ لِهذا الكونِ الذي نَراهُ؛ بأرضِه وسَمائِه، وجِبالِه وأنهارِه، وإِنْسِهِ، وحَيوانِه.
فهُو -سُبحانَهُ وتَعالَى- المالِكُ لِكلِّ مَخلوق، المُوجِدُ لكلِّ الأشياءِ والخلائقِ مِن العَدَمِ والفراغ.
وأيضًا:
فنحنُ نعبُدُ اللهَ وحدَه؛ لأنهُ أعْطانا -بعدَ أنْ خَلَقَنا- نِعَمًا كثيرة، وسخَّرَ (1) لنا جَميعَ ما أحلَّ لنا مما خَلَقَ في هذه الأرض.
فهُو الذي يَملِكُ كلَّ شيء؛ مِن أنفُسِنا، ومِمَّا نتمتَّعُ به.

(4)
انظُرْ إلى نفسِكَ:
هل تَملِكُ يدَيْكَ؟
هل تَمْلِكُ رِجلَيْكَ؟
هل تَمْلِكُ أيَّ جُزءٍ مِن أجزاءِ جِسمِكَ؟
الجوابُ الوَحيدُ: لا، لا أملِكُ شيئًا مِن هذا.

(5)
لماذا لا تَمْلِكُ شيئًا مِن أجزاءِ جِسمِك، وأنتَ إذا أردتَ أنْ تُمْسِكَ شيئًا أمْسَكْتَه بِيدَيْك!
أو أردتَ أنْ تذهبَ إلى مكانٍ تذهبُ على رِجْلَيْكَ!
أو أردتَ أنْ تنظُرَ إلى شيءٍ نَظَرتَ بِعيْنَيكَ!
لماذا هي لَكَ وأنتَ لا تَملِكُها؟

(6)
لأنكَ مخلوقٌ للهِ.
فاللهُ هو الذي خلَقَكَ: بِيَديْكَ، ورِجْلَيك، وعَيْنَيك، وكلِّ أعضاءِ جِسْمِك.
فأنتَ لم تَخلُقْ شيئًا مِن جِسمِكَ!
ولم تَخلُقْ شيئًا مِمَّا تَراهُ أمامَك!
وكلُّ النَّاسِ -أيضًا- لَم يَخلُقُوا أنفُسَهُم، أو شيئًا غَيرَهُم.
فالخالقُ هُو اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-.

(7)
فكلُّ ما تراهُ أمامَك؛ مِن إنسانٍ، أو حَيوانٍ، أو جَمادٍ، وكلُّ ما تتمتَّعُ به، أو تَعمَلُهُ؛ ليس مُلْكَكَ، إنَّما هُو مُلْكُ خالِقِه ورَبِّه.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{وَللهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 189].
وقال:
{وَللهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [آل عمران: 109].
وقال:
{إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [التوبة: 116].

(8)
فالمالِكُ لنا، ولكلِّ شيءٍ في الوُجودِ هُو الذي تَجبُ علينا طاعَتُه، وفَرْضٌ علينا عِبادَتُه دون سِواه.
لِذلكَ نحنُ نَعبدُ اللهَ.
ونحن نَعبدُ اللهَ حُبًّا لهُ -سُبحانَه-.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران: 31].
ونحنُ نعبُدُ اللهَ -سُبحانَهُ- طَمَعًا في جَنَّتِه.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الجَنَّةِ وَالمغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 221].
ونحنُ نعبُدُ اللهَ ابتِعادًا عن نارِهِ وخَوفًا مِنها.
قال اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192].
فمَنْ هُو الفائزُ في هذهِ الدُّنيا؟
ومَن هُو الخاسِر؟

(9)
الفائِزُ هُو المُنَفِّذُ لأوامِرِ اللهِ وفَرائِضِه.
الفائزُ هُو الذي يَعبُدُ اللهَ -سُبحانَهُ- حَقَّ العِبادَةِ.
الفائزُ هُو الذي يَبتعِدُ عمَّا يُغضِبُ اللهَ مِمَّا نَهانا عنهُ.
والخاسِرُ هُو الذي يَعصي اللهَ، ويُخالِف أوامِرَه وفرائِضَه.
الخاسِرُ هُو الذي لا يقومُ بِعبادةِ اللهِ -سُبحانَه-.
الخاسرُ هُو الذي يرتكبُ المناهِيَ والمعاصِي، ويَفعلُ الأشياءَ التي نَهانا عنها ربُّنا وخالِقُنا -سُبحانه-.
هذا هُو الخاسِرُ الحقيقيُّ.
وذاكَ هُو الفائِزُ الحقيقيُّ.
يقولُ اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-:
{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185].

(10)
ومِن أنواعِ العبادةِ الْمُهمَّةِ التي يُخْطِئُ كثيرٌ مِن الناسِ فيها:
الدُّعاءُ.
قال اللهُ تَعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (2)} [غافر: 60].
وقال النَّبيُّ محمدٌ -صلَّى الله عليه وسلَّم-:
«الدُّعاءُ هُو العِبادةُ».
فأنتَ إذا أردتَ أنْ يُعطيَكَ اللهُ شيئًا؛ دَعَوْتَهُ، وقلتَ:
«يا رَبِّ أدخِلْني الجنَّةَ».
«يا رَبِّ نَجِّني مِن النَّارِ».
«يا رَبِّ اغفرْ لِوالِدَيَّ».
وهَكذا، في كلِّ الأمورِ مِن شُؤونِ الدُّنيا والآخِرَةِ.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1007
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست